شهدت الدورة الأولى من منتدى الهندسة السياسية المنعقد بالرباط إطلاق الشبكة الإفريقية المتوسطية للهندسة السياحية، التي تضم دولا إفريقية وأوروبية، بغرض تبادل الخبرات في قطاع السياحة، وتنويع العرض السياحي. وتضم الشبكة إلى جانب المغرب كلا من فرنسا، وتونس، وغينيا، والنيجر، كما أن دولا أخرى عبرت عن اهتمامها بالانضمام إليها. وقال المكتب المغربي للهندسة السياحية الذي أطلق هذه الشبكة إن القارة الإفريقية تتوفر على إمكانيات قوية وفرص هامة للتنمية السياحية، بإمكانها أن تنافس أشهر المناطق السياحية في العالم، ولتحقيق ذلك "يجب على القارة إعداد نفسها ووضع إستراتيجيات ملائمة". من جهته، أكد وزير السياحة، لحسن حداد، أن الصناعة السياحية لها خصوصيتها، باعتبارها "قطاعا متشعبا، ويتطلب إشراك جميع الفاعلين في مشاريع واضحة من أجل ضمان انسجامها واستمراريتها"، مواصلا بأن التوازن بين الطلب والمؤهلات التي تتوفر عليها المجالات السياحية، "يتطلب توفير المنتوج السياحي اعتمادا على خصوصية كل منطقة". وشدد الوزير ذاته على ضرورة احترام البيئة والحفاظ عليها، وضرورة التفكير في مشاريع ذات نفع اقتصادي على ساكنة المناطق السياحية، والحفاظ أيضا على التنوع الطبيعي، مردفا بأنه "لابد من التوفر على آليات للهندسة السياحية، تضمن تحويلا عقلانيا للمؤهلات الطبيعية والثقافية إلى منتوج سياحي جذاب يضمن لكل مجال سياحي مكانته في خريطة الوجهات السياحية". وبالنظر إلى كون سياحة المستقبل هي السياحة التي تحترم خصوصية كل منطقة، فإن الجهة في المغرب سيكون لها دور كبير في هذا المجال، وهو الأمر الذي أكده امحند لعنصر، رئيس جهة فاسمكناس، عندما اعتبر أن المسؤولين المحليين كانوا في السابق بعيدين عن المساهمة في وضع تصور عن القطاع السياحي؛ "أما حاليا مع الجهوية المتقدمة فإن الجهة هي التي يجب أن تكون القاطرة التي تقود السياحة، وذلك حسب خصوصيات ومميزات كل جهة". وأضاف لعنصر أن "الانطباع الخاطئ الذي كان لدى العديدين هو أن تطوير القطاع السياحي يتم عبر بناء الكثير من الوحدات الصناعية"، وقال مستدركا: "لكن الأمر مرتبط بالعديد من القطاعات، بما فيها النقل والثقافة"، مقدما المثال بالجهة التي يشرف عليها، حيث يتركز إقبال السياح على مدينة فاس ونواحيها، في حين أن الجهة تتوفر على مؤهلات طبيعية وتاريخية جديرة بأن يتم إبرازها والتسويق لها، "ولهذا يجب التركيز على مميزات الجهات"، حسب تعبيره.