بدت المسيرة التي دعت إليها حركة 20 فبراير بطنجة مختلفة عن سابقاتها لا من حيث الحشد الكبير الذي حج لموقع إنطلاق التظاهرة بشكل مبكر ولا من حيث الشعارات النوعية التي رفعها المتظاهرون ،حيث بدأت تتقاطر جموع المواطنين على ساحة التغيير بالحي الشعبي بني مكادة منذ الرابعة مساء الأحد 25 أبريل وقد لوحظ وصول بعض المسيرات الصغيرة التي تشكلت في الأحياء المجاورة والتي كانت تنصهر بشكل تلقائي في التظاهرة المركزية بمجرد وصولها ،قبل أن تنطلق المسيرة في حدود الخامسة مساء لتجوب بعض الأحياء الشعبية كحيي بن ديبان و كسابرطا، هذا وكانت الحركة قد قدرت في اجتماعاتها السابقة ضرورة تغيير المسار الإعتيادي للمسيرات قصد ضمان تواصل أكبر مع ساكنة المدينة وذلك عبر اختراق الأحياء الشعبية التي لم يسبق وأن عرفت مسيرات مشابهة ،ويبدو أن الهدف قد تحقق بنسبة كبيرة قياسا بحجم الملتحقين بالمسيرة أثناء مرورها من هذه الأحياء. وقد رفع المتظاهرون خلال المسيرة مجموعة من اللافتات ضد الفساد السياسي والمالي وسياسة التدبير المفوض وشعارات مناهضة للجنة المنوني ولافتات مطالبة بحل الحكومة والبرلمان،كما تم رفع شعار "الله، الوطن، الشعب" و شعار آخر ضد التقديس "القداسة لله و العصمة لرسول الله". كما دعا المحتجون إلى إسقاط الدستور الحالي وفصل السلط وتحرير القضاء ومحاكمة ناهبي المال العام. وقد سجل غياب شبه تام لرجال الأمن على الأقل بزيهم الرسمي، فيما انتشروا بلابسهم الرسمي في مدارات الشوارع قصد تنظيم المرور وفسح المجال للمتظاهرين. وبعد وصول المسيرة إلى الساحة المقابلة لمسجد طارق إبن زياد بحي كاسبارطا قرر المحتجون الدخول في إعتصام إنذاري لمدة ساعة واحدة( الصورة ) ،تخلله كلمة مؤثرة جدا لطفلة تحدثت عن آلام الأم المغربية،قبل أن يتناول الكلمة أحد شباب الحركة أكد فيها ألاستمرار في التعبئة للأشكال النضالية المتواصلة حتى تحقيق مطالب الحركة بشكل كامل ،ليتم الإعلان عن نهاية المسيرة وفك الاعتصام الإنذاري حوالي الساعة التاسعة مساء .