اختتمت مساء أمس السبت فعاليات الدورة ال15 لمهرجان "موازين إيقاعات العالم" بحفلات ستبقى راسخة في الذاكرة، خاصة منها حفل نجمة موسيقى "البوب" كريستينا أغيليرا، بمنصة السويسي، وأمير الطرب صابر الرباعي بمنصة النهضة. وعرف هذا الحفلان، اللذين ترقبهما الجمهور طويلا، تدفقا كبيرا من الحضور، على غرار ما حدث خلال حفل الفنانة نجاة اعتابو التي قدمت عرضا بمنصة سلا، إلى جانب فنانين مغاربة آخرين. وكانت منصة سلا، المخصصة للأغنية المغربية، قد سجلت يوم الأربعاء الماضي حضورا قياسيا تجاوز 250 ألف متفرج لحفل نجوم الفن الشعبي الثلاثة حجيب والعامري وعبد العزيز الستاتي. وفي المنصات الثلاث، التي جلبت أكبر عدد من الجمهور من ضمن المواقع الست للمهرجان، تدفق المعجبون بالفنانين، من كل الأعمار، ساعات قبل بداية الحفلات من أجل ملاقاة فنانيهم المفضلين. وفي الرباط، خلال اليوم الأخير من "موازين 2016"، أبهرت كريستينا أغيليرا الجمهور، الذي حضر بكثافة إلى منصة السويسي، بأداء اسثنائي أوفى بجميع وعوده. وعلى ساحة النهضة، انتقل عشاق الطرب والموسيقى العربية إلى العالم الغنائي السحري للفنان التونسي صابر الرباعي، حيث الرومانسية والانفعال والألحان العذبة. وبالمسرح الوطني محمد الخامس شهد جمهور "موازين - إيقاعات العالم"، في هذه الدورة، أداء رائعا للمغني والملحن السوري صفوان بهلوان، تكريما لموسيقار الأجيال الراحل محمد عبد الوهاب. وبصوت رخيم، وتمكن من آلة العود، أدى صفوان بهلوان، بإتقان راق، باقة من ريبرتوار الفنان محمد عبد الوهاب، الذي التقى به في لبنان سنة 1971. وعلى ضفة نهر أبي رقراق، رقصت المنصة الإفريقية لموازين على إيقاع المتخصص في الموسيقى المختلطة مختار سامبا، عازف الباتري والإيقاع، وهو من اصل مغربي - سينغالي يمزج بعبقرية بين ال"هارمونيا الغربية" والإيقاعات الإفريقية والانغام البدوية. وعلى مستوى موقع شالة التاريخي، اختتمت "الأغاني الصوفية للعالم"، التي جعلت جمهور موازين يحلم ويرحل بعيدا، على مدى أسبوع، على آثار الإيقاعات القادمة من أصقاع بعيدة وقريبة، والمتنوعة بين ريبرتوار كلاسيكي ومعاصر، وروحاني وصوتي، ممثلا بالصوت الرائع للفنانة الجزائرية حورية عايشي. وقد جمعت الدورة 15 ل"مهرجان موازين - إيقاعات العالم"، المنظم تحت رعاية الملك محمد السادس، تحت شعار: "التقاسم والتعايش بين الثقافات"، فنانين من أرجاء العالم، من ضمنهم نجوم عالمية، واسماء كبيرة في الموسيقى العربية، وأيضا وجوه من الريبرتوار المغربي والمواهب الشابة في الساحة الوطنية. يشار إلى أن المهرجان، الذي تم إحداثة سنة 2001 بمبادرة من جمعية "مغرب الثقافات"، أصبح موعدا للشغوفين بالموسيقى، ويعد ثاني أكبر حدث دولي عالميا بأزيد من مليوني شخص من رواد المهرجان خلال كل واحدة من الدورتين الأخيرتين ل"موازين إيقاعات العالم".