ربطت جمعية "رساليون تقدميون"، التي تضم من بين أعضائها ناشطين شيعة، اعتقال رئيسها عبد الرحمان الشكراني، يوم الخميس الماضي بفاس، بأنشطته الحقوقية والجمعوية، مؤكدة أن متابعته "اعتقال سياسي" تمت بفبركة ملفات جنائية أو جنحية، فيما أكدت مصادر أخرى أن اعتقال شكراني لا علاقة له بملف الشيعة بالمغرب. وأفادت مصادر مطلعة بأن الشكراني يوجد حاليا لدى السلطات الأمنية بمدينة تاونات، بعد أن تم التحقيق معه في فاس، ومن المتوقع أن يحال على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بتاونات بعد غد الاثنين؛ حيث يتابع بتهمة تتعلق بشكايات أشخاص بشأن اختلالات في حساباتهم بوكالة "بريد المغرب" بتاونات التي كان يديرها الشكراني. وأغضب اعتقال الشكراني، الذي لا يزال إلى حدود صباح السبت في ضيافة السلطات الأمنية، رفاقه في جمعية "رساليون تقدميون"؛ حيث اتهموا السلطات بفبركة الملفات، وهددوا برفع تقرير بشأن ما يعتبرونه تضييقا ضدهم إلى الدورة المقبلة لمجلس حقوق الإنسان بجنيف. وقال عصام الحسني، القيادي البارز في مؤسسة "الخط الرسالي"، في تصريح لهسبريس، إن اعتقال الشكراني، الذي انتخب مؤخرا رئيسا للمكتب الوطني لجمعية "رساليون تقدميون"، له صبغة سياسية محضة، ولا علاقة له بالملف المفبرك الذي تحاول بعض الجهات إلصاقه به. وحول طبيعة التهم الموجهة للناشط المعتقل، والتي تورد مصادر أنها ليست سياسية ولا خلفيات عقدية لها، طالب الحسني من يروج لذلك بأن يدلوه على معتقل سياسي واحد بالمغرب اعترفت السلطات بأن قضيته سياسية، "فاليسار حوكم بتهم جنائية، وكذلك إسلاميون داخل الجامعات وخارجها". وتساءل الحسني "لو فعلا ما يروجه البعض من وجود ملف غير سياسي، ولو أن الشكراني كان فعلا متابعا لأسباب غير سياسية، لماذا انتظرت الأجهزة الأمنية كل هذا الوقت ولم تحرك هذه المتابعة من قبل، ولِمَ لم تظهر المتابعة الجنائية سوى بعد تأسيس جمعية رساليون تقدميون". وكشف الناشط ذاته أن الجمعية تنوي تقديم تقرير عن حالات المنع والحصار التي يتعرض لها ناشطوها بسبب خلفيات طائفية إلى الدورة القادمة لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، والتي ستنعقد في الصيف المقبل، مضيفا: "لا يلومنا أحد إن أوصلنا صوتنا لأحرار العالم وحقوقييه". ومن جهته أورد محمد حموشي، رئيس اللجنة الثقافية في "الخط الرسالي"، في تدوينة "فيسبوكية" على هامش اعتقال الشكراني، أن "لمخزن أوحى لأدواته بالتحرك عبر الإعلام من خلال نشر تقارير مزيفة، في محاولة لمغالطة واستعداء الرأي العام، حتى يسهل عليه إنزال سيف الملاحقات الأمنية". وكانت جمعية "رساليون تقدميون" قد أصدرت، أمس، بلاغا حذرت من خلاله من خطورة فبركة اتهامات لتغطية ما سمته "السياسات الاقصائية والتمييزية التي تفرغ الدستور من محتواه الفعلي، وتضرب بالقانون عرض الجدار"، واعدة بمتابعة "هذا الملف في سياقه الخطير الذي يريده له البعض". وكان الشكراني، أياما قبل اعتقاله، قد انتقد ما وصفه بالتحريض ضد النشطاء الشيعة بالمغرب، من خلال "عناوين جذابة وبراقة وتقارير جوفاء"، قال رئيس "رساليون تقدميون" إنها "تروم التحريض على الشيعة والدفع إلى التنكيل بهم، وجرجرتهم أمام المحاكم، والتضييق عليهم في معيشهم اليومي".