درس متدخلون في ندوة حول "وسائل مصاحبة مشاريع الشباب"، في إطار "الملتقى العربي للإدماج الاقتصادي للشباب" بالرباط، حالة المشاريع الشابة بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وطرق مواكبتها. الخبير الجهوي للبنك الإسلامي للتنمية، سعيد المرابط، يرى أن "الدول العربية تتوفر على بنية ديموغرافية شابة، وهو ما لا يتم استغلاله بالشكل الأمثل، خاصة وأن 25 في المائة من هذه الفئة تعاني من البطالة ولا تواصل تعليمها"، مشيرا إلى أن ظاهر البطالة بالعالم العربي "ظاهرة حضرية بامتياز؛ حيث إن معدلها يكون مرتفعا بالوسط الحضري مقارنة مع الوسط القروي". وفي ما يتعلق بالوسط القروي، أكد المتحدث أنه "رغم انخفاض معدل البطالة بهذه المناطق، إلا أن الإشكال الذي يطرح هو جودة الشغل من حيث إمكانية دره لمدخول مالي عال". وأردف المتحدث، في إطار تشخيص الحالة، أن "الدول العربية وقعت في فخ الدخل المتوسط، وهو ما تدل عليه محدودية القدرة التنافسية للبلدان العربية في مواجهة منافسة الدول الآسيوية، خاصة في ما يتعلق باليد العاملة"، مضيفا أن "الدول العربية لا تستطيع مواجهة الدول المصنعة، أو ما يعرف بالبلدان التي تعتمد على الكثافة الرأسمالية". الأمين العام لملتقى وزراء الشبيبة والرياضة الناطقين بالفرنسية، علي هارونا بوراما، اعتبر أن الحديث عن مشاريع شبابية يعني "عدم تدخل أي كان في توجيه هؤلاء الشباب إلى اتجاه معين"؛ أي إنه "يتعين على الدولة ألاّ تفرض فكرة معينة على هؤلاء الشباب، مع ضرورة ترك حرية الاختيار لهم، وإلزامية المواكبة والمصاحبة لهذه المشاريع". وشدد بوراما على أنه لا يجب انتقاد الشباب، بل يجب "دعمهم وتشجيعهم، وهو ما يعد ذا تكلفة باهظة، نظرا لأن الشباب لا يمكن أن يتوجهوا إلى مكاتب متخصصة لكونها باهظة الثمن"، لذلك دعا المتحدث الدول العربية إلى "تقديم الدعم في هذا المجال، والعمل على مواكبة المشاريع الشبابية". كما اعتبر الأمين العام أنه لا يوجد دعم دون مسؤوليات، وأكد أن الشباب يجب "أن يتحمل المسؤولية تجاه الدولة، وذلك عبر الالتزام بمجموعة من الضوابط؛ أبرزها التأقلم مع مجموعات العمل"، مستطردا أنه "من السهل دعم المشاريع الفردية، إلا أن الإشكالية تطرح أساسا حين يتعلق الأمر بمشاريع ذات الصبغة الجماعية". أما هادي الشايب عاينو، مدير المجموعة المهنية لبنوك المغرب، فيرى أنه "يجب الخروج عن الشعارات والخطابات النظرية، والتي لا زلنا نسمعها في مجموعة من المجالات"، لأن الشباب في حاجة إلى "مقاربة عملية واستراتيجيات مبرمجة، علاوة على إمكانيات مالية وتكنولوجية وبشرية في هذا المجال". وبالنسبة لعاينو، فإدماج الشباب في ريادة الأعمال يتحقق عبر دعم ومواكبة مشاريعهم، مؤكدا أن "القطاع البنكي العربي يواكب بطريقة جد مقربة كل ما يتعلق بهذه الفئة"، مستدركا أنه لا يجب أن "نعتبر أن التمويل البنكي هو العنصر المتحكم في نجاح المشروع أو فشله، نظرا لأن هذا الأمر متعلق بالشاب، وهو ما يطرح إشكالية تكوين الشباب في مجال ريادة الأعمال". * صحافي متدرّب