يزور شيخ الأزهر، أحمد الطيب، غدا الإثنين، الفاتيكان للمرة الأولى في التاريخ، حيث يعقد مباحثات مع البابا فرنسيس، في خطوة باتجاه عودة الحوار المتوقف بين المؤسستين الدينيتين منذ العام 2011. وأفاد بيان صادر عن مشيخة الأزهر اليوم، أن قمة الطيب وفرنسيس المقررة غدا، تبحث "جهود نشر السلام والتعايش المشترك، وثقافة الحوار بين الشعوب والمجتمعات". وأضاف أن القمة ستعقبها جلسة حوار بين مسؤولين من الفاتيكان يترأسهم، الكاردينال جان لوي توران، رئيس المجلس البابوي للحوار؛ ونظراء لهم بالأزهر؛ برئاسة عباس شومان، وكيل المشيخة، وذلك لمناقشة إعادة تفعيل لجان العمل المشتركة بين المؤسستين الدينيتين، والتي تم إنشاؤها بموجب اتفاقية أبرمها الجانبان عام 1989، وهي معنية بتفعيل ثقافة الحوار والتعايش، ولم يوضح البيان المدة التي ستستغرقها زيارة الطيب إلى الفاتيكان. من جانبها، رحبت الكنيسة الكاثوليكية المصرية، باللقاء المزمع عقده بين بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر، وقالت في بيان لها، إن زيارة شيخ الأزهر إلى الفاتيكان هي الأولى على امتداد تاريخ المؤسستين الدينيتين، وتأتي بعد زيارة القديس البابا يوحنا بولس الثاني للأزهر بالقاهرة، ولقائه شيخ الأزهر الراحل، محمد سيد طنطاوي، في فبراير 2000. وتمنى الأب رفيق جريش، مدير المكتب الصحفي للكنيسة، عبر البيان ذاته، "نجاح للزيارة التاريخية"، قائلا "بين الكنيسة الكاثوليكية ومشيخة الأزهر - أكبر جامعة سنية في العالم الإسلامي- قواسم مشتركة تهدف لتحقيق السلام خاصة في شرقنا، وجلب خير المجتمع الإنساني". وخلال السنوات الماضية شهدت العلاقات بين الأزهر والفاتيكان أزمتين أدتا إلى توقف اجتماعات لجان العمل المشتركة بين الجانبين، ومن ثم تجميد الحوار بينهما. الأزمة الأولى اندلعت في شتنبر 2006، في عهد البابا بنديكت السادس عشر؛ وكان سببها قيام الأخير، خلال محاضرة كان يلقيها في جامعة ألمانية، باقتباس مقوله لأحد الفلاسفة يربط فيه بين الإسلام والعنف. وبسبب ذلك الاقتباس، جمد محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، آنذاك، الحوار مع الفاتيكان، إلا أنه ألغى قراره في فبراير 2008. أما الأزمة الثانية فكانت في يناير من العام 2011؛ وكان سببها تصريحات للبابا بنديكت السادس عشر، طالب فيها بحماية المسيحيين في مصر؛ عقب تعرض إحدى الكنائس في مدينة الإسكندرية، شمالي مصر، لهجوم بسيارة مفخخة. وبسبب هذا التصريح، قرر الطيب تجميد الحوار بين الأزهر والفاتيكان؛ حيث اعتبر، آنذاك، تصريحات بابا الفاتيكان "تدخلًا في الشؤون المصرية". فيما بدأت الأعوام التالية تشهد بعض التحسن في العلاقات بين المؤسستين الدينيتين؛ في نونبر 2014، التقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، البابا فرنسيس، في زيارة هي الأولى من نوعها إلى الفاتيكان، بعد وصول الأول إلى السلطة، في يونيو 2014. وفي فبراير الماضي، استقبل وكيل الأزهر، عباس شومان، في القاهرة، مبعوث المجلس البابوي، سفير الفاتيكان في مصر، الأسقف ميغيل آنجل أيوزو جيسكو. وآنذاك، عقد المسؤلان لقاءً أسفر عن اتفاق على أهمية عقد لقاء مشترك بين الأزهر والفاتيكان؛ للترتيب لعودة الحوار المتوقف بين الجانبين.