أشاد مشاركون بكلمتي الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا فرنسيس في الجلسة الختامية لمؤتمر الأزهر العالمي للسلام بالقاهرة يوم الجمعة ودعوتهما لنبذ التطرف الديني والتعاون بين الأديان لتحقيق السلام. ودعا البابا فرنسيس خلال كلمة في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام إلى التسامح وندد "بربرية" المحرضين على العنف. وقال إنه يجب على كل الزعماء الدينيين الاتحاد في نبذ التطرف الديني. وأضاف "لنكرر معا، من هذه الأرض، أرض اللقاء بين السماء والأرض، وأرض العهود بين البشر وبين المؤمنين، لنكرر – لا – قوية وواضحة لأي شكل من أشكال العنف، والثأر والكراهية يرتكب باسم الدين أو باسم الله". من جانبه قال الشيخ الطيب إنه "لا يزال الأزهر يسعى من أجل التعاون في مجال الدعوة إلى ترسيخ فلسفة العيش المشترك وإحياء منهج الحوار واحترام عقائد الآخرين والعمل معا في مجال المتفق عليه بين المؤمنين بالأديان وهو كثير وكثير". وأضاف أنه "يلزمنا العمل على تنقية صورة الأديان مما علق بها من مفاهيم مغلوطة وتطبيقات مغشوشة وتدين كاذب يؤجج الصراع ويبث الكراهية ويبعث على العنف.. وألا نحاكم الأديان بجرائم قلة عابثة من المؤمنين بهذا الدين أو ذاك". وقال البابا فرنسيس مرارا إن الحوار الإسلامي المسيحي هو الطريقة الوحيدة لمجابهة التشدد الإسلامي لكن كان لرسالته وقع خاص في الأزهر الذي كان ضيفا فيه على الشيخ الطيب الذي يعتبر على نطاق واسع من بين أكثر رجال الدين الإسلامي اعتدالا. وقال تامر سلامة منسق عام مركز الفتوى الالكترونية بالأزهر لرويترز إن كلمتي فرنسيس والطيب في ختام المؤتمر "هما جراحة دقيقة للجسد العالمي وما يعانيه من آلام وأمراض. "العالم يحتاج إلى عملية جراحية دقيقة من قامات دينية ذات منصب وذات قيمة ورمزية عند الناس من اجل تحقيق سلام حقيقي يؤمن به الجميع ويلتف حوله كل البشر". وكان الأزهر أوقف حواره مع الفاتيكان عام 2011 بسبب ما اعتبره إساءات متكررة للإسلام من جانب البابا بنديكت الذي كان يتولى البابوية قبل البابا فرنسيس. واستؤنفت العلاقات العام الماضي بعد أن زار شيخ الأزهر الفاتيكان. ووصف مصطفى حجازي المفكر المصري والمستشار السابق لرئاسة الجمهورية لقاء البابا فرنسيس بالشيخ الطيب بأنه تاريخي. وقال إن "هذه اللحظة من التاريخ تقول ..إن قيادتين روحيتين كبيرتين أكدتا على أن المشاكل الإنسانية تتجاوز التصنيفات العقيدية والفكرية.. وأننا في مواجهة تحديات إنسانية تقول إن الإنسان بفطرته يحتاج أن يواجهها أيا كان مرده العقدي أو الديني". وعن هجمات المتشددين التي باتت تستهدف المسيحيين في الشرق الأوسط بشكل متزايد في الآونة الأخيرة قال حجازي إن "العالم كله بما فيه أبناء مصر والشرق الأوسط وهذه المنطقة تحديدا من العالم مسلميهم قبل مسيحييهم يواجهون ضغوطا من فكر متطرف لا يقبل بفكرة الاعمار في الأرض .. لا يقبل بفكرة التعايش في سلم".