أقدمت شركة "فولفو للشاحنات | Volvo Trucks" على احتضان مجموعة من الوفود الصحفيّة الدوليّة بالسويد، من بينها ممثلون لمنابر إعلاميّة من المغرب، من أجل استعراض التطويرات التي بصم عليها باحثوها واعتادوا تقديمها، سنويا، ضمن تظاهرات Driving impression - Constructions & Severe applications. المستضافون في Volvo demo center، بضواحي "غوتبُورغ" السويديّة، قدّمت لهم عروض متطرقة لمختلف التحديثات التي طرأت على 14 نوعا من الشاحنات المنتمية إلى أصناف FL وFH وFH16 وFE وFMX، وكذا النتائج المتحصل عليها من اختبار الآليات عينها على مسالك غاية في الصعوبة، وفي ظروف قاسية للتعامل مع حمولات وصل بعضها إلى 325 من الأطنان. القوّة والذكاء "نيل آليات قوية يبقى غير كافٍ، ولذلك يتم تمكين العربات من إضافات للأداء الذكيّ، بينما الأهداف ترتبط بإنهاء المهمَّات بسرعة، دون إغفال متطلبات، أهمّها توفّر الأمان والراحة وخفض الكلفة المالية للاشتغال"، يقول مسؤولو Volvo Tkucks تعليقا على استمرارهم في البحث عن تحديث تلو الآخر. يفتخر مسؤولو الشركة بالI-Shift، خاصّة Ove Wikström ، المسؤول عن تطوير هذه العلبة الأوتوماتيكيّة لنقل السرعَة، ويقول عن ذلك: "إنه خيار ذكيّ يمكن من تحويل السرعة بفعالية لا يقدر على تحقيقها حتّى أمهر السائقين، وبالتالي يتمّ حصر الأضرار التي اعتيد أن تتسبّب فيها الذراع الميكانيكيّة التقليديّة". وتقدم الشركة على تمكين شاحناتها من أربعة برامج معلوماتيّة، كخيارات تطبيقيّة للI-Shift، بمراعاة نوعية النشاط الذي ستمارسه المركبة.."إنّه نظام رقميّ متكامل يوفّر ضبطا أكبر للشاحنة أثناء سياقتها، ومن إيجابياته العديدة أنّه يعمل على تقليص استهلاكات الوقود حتّى تبقى ضمن أدنى المستويات"، يردف Wikström، قبل شروعه في شرح تقنيّةCrawler Gears من خلال قوله: "هي ممّا تتيحهI-Shift حين اعتلاء المرتفعات التي تفوق نسبة ميلها 10%، إذ بالمقدور تثبيت الشاحنة لنيل سياقة جيّدة للغاية، مع تقدّم مضبوط حتّى في حال اللجوء إلى سرعة متدنيّة في حدود 0.5Km/H، وبالتالي خوض سلس لكل المسارات الوعرة". النقل الأوتوماتيكي نحو دواليب السرعة الملائمة يسمح، وفق خبراء الشركة السويديّة، بسلاسة أكبر في التعاطي مع سرعة سير الشاحنة، إذ تتم العمليّة في نصف ثانيَة لتحقيق كل انتقال، ما يفرز تركيزا بشريا أكبر ضمن مسؤولية القيادة. تحديثات بالجملة إلى جوار العروض الفنيّة البحتة، قامت Volvo Trucks بتمكين الصحافيين الوافدين على مركز عروضها من القيام بمعاينات للتطويرات الطارئة على مركباتها ال14، وأيضا سياقتها على مدارين، أحدهما طرقيّ وثانيهما في شاكلة حلبة ضامّة لكلّ الصعوبات الممكن ملاقاتها من شاحنة قاصدة للأوراش الكبرى. ومن بين التحديثات، تتواجد تقنية سير "الشاحنة الجرّار" على محورَين لعجلاتها الخلفيّة، مع إمكانية التعاطي معهما بإلغاء استعمال أحدهما عقب إفراغ الحمولة المنقولة..إذ بالمقدور رفع المحور الثاني عن الأرض بغية إخراجه عن الخدمة مؤقتا، ويوفّر ذلك الحفاظ على الدواليب من التآكل، واقتصاد أكبر في استهلاك الوقود، زيادة على تحقيق تحكّم أكبر في زاوية تغيِير الاتجاهات، وكذا التقليل من الاهتزازات المؤثرة على راحة السائق. التجديدات المعتمدة عملت على تمكين كل شاحنة FL وFH وFH16 وFE وFMX من واقي صدمات ثلاثي الأجزاء، إذ عاد بالمقدور تغيير أي جزء متعرض لأضرار مادّية، على عكس ما كان يمليه التصميم القديم من إقدام على تغيير كل الواجهة الأمامية السفلى عند الاصطدام بمعيق ما. المؤطرون لتظاهرة Driving impression أصروا على الدفع بمجربي عربات المصنّع السويدي صوب اختبار فعالية محور Dog Clutch، وهو الذي يعمد إلى تقوية تحرك الشاحنة من خلال تقديم الدعم للدفع الخلفي، ويتحقق ذلك أوتوماتيكيا كلما لاقت المركبة صعوبة في تخطّي المرتفعات الحادّة، دون أن يؤثر ذلك على السرعة التي اختار السائق السير بها .. بينما العكس هو الذي يتحقق بI-Roll حين يتم التحكّم في تعامل الشاحنة مع المنحدرات دونَ أي فرملة من السائق، في استفادة من تقنية أساسها عزل للمحرك، وغرضها اقتصاد استهلاك المحروقات بنسبة تصل إلى 2%. أمّا نظام Dynamic Steering فيتيح لسائقي شاحنات Volvo Trucks تقليص الجهد في التوجيه، وبالتالي تأخير تعرضهم للإعياء.. فDynamic Steering، الذي يعتبر واحدا من حزمة التجديدات التي عنت بها الشركة لتطوير منتجاتها، ينبني على أداء محرك كهربائي مثبّت أعلى علبة التوجيه، ويحقّق مضاعفة لقوّة تحريكات تحديد المسارات التي تصدر عن مقود السياقة، دون أن تنال من النظام احتكاكات العجلات بالمسالك ولا ثقل الحمولة. غرماني والمغرب قال يونس غرماني، مدير المبيعات والتسويق بدول شمال وغرب إفريقيا من الشركة (الصورة)، إن Driving impression - Constructions & Severe applications يأتي من أجل التعريف بالتطويرات التي يعرفها إنتاج Volvo Trucks المرتبط أساسا بالأوراش الكبرى والتطبيقات الميدانيّة الوعرة. وأضاف المتحدث في تصريح لهسبريس: "شاحنات Volvo أفلحت في إبراز قدراتها على الطرقات المغربيّة، وكل من أقدموا على اقتنائها لم يتردّدوا في إبداء الإعجاب، بينما نبتغي أن نمنح زبناءنا مزيدا من المرونة في التعاطي مع الطرقات بالأوراش". وذكر غرماني أنّ شاحنات بعلب تحويل السرعة الأوتوماتيكية "I-Shift" جرى توفيرها بالمغرب منذ 2006، مضيفا أنّ الشروع في تسويقها تمّ بنسبة 5% من العربات التي بيعت ذلك العام.."لقد تعالت هذه النسبة خلال العام الماضي كي تصل إلى ما بين 30 و40% من المبيعات، بينما نروم تطوير كل ذلك ببيع جميع الشاحنات المتوفرة على محوّلات أوتوماتيكيّة لدواليب السرعة بعد أربع سنوات من الآن"، يزيد مدير المبيعات والتسويق في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونيّة. من جهة أخرى، أشاد يونس غرماني بمستجدات القانون المغربي التي طالبت مستوردي الشاحنات باستحضار محركات Euro5 منذ شهر يونيو 2015، واعتبر أن ذلك يعد إيجابيا في مسعى توفير شاحنات أكثر حفاظا على البيئة بالمملكة، من خلال المعايير المعمول بها لدى محركات Euro6 التي تدور في أوروبا.. واسترسل غرماني: "المغرب سبق كل دول المنطقة في هذا الخيار الذي يعبر عن إرادة التقدم في الضوابط المحافظة على البيئة والمقللة من العوامل الملوثة التي تؤثر على التغيرات المناخيّة. ومن ناحية أخرى فإن محركات Euro5 تستهلك وقودا أقل من Euro3 بحكم اعتمادها على تكنولوجيا أكثر تقدّما". سلوكات وأرقام المسؤول عن مبيعات وتسويق Volvo Trucks في منطقة NWA يقرّ بأن المستهلك المغربي، عكس ما يُعرف بقطاع السيارات من إقبال على التحديثات، لم يكن يَقبل التغيِير الذي تعرفه الشاحنات، ثم يستدرك: "العقليات آخذة في التغيّر بفعل توالي التجارب المبصوم عليها، والإقبال متنامٍ على التوجّه نحو التكنولوجيات الحديثة التي تستفيد منها هذه الآليات". "حين كنا نسوّق I-Shift بالمغرب عند بداية ظهورها، على سبيل المثال، كان الزبناء يبدون تخوفا وهم يعتبرون هذا التطوير لائقا بالسيارات دون الشاحنات، وبفضل الجهد الذي قمنا به تم تغييب هذا الحُكم المُسبق بعدما جرى الوعي بالفعالية والميزات، فانعكس الأمر على الظفر بالإقبال"، يورد غرماني. المسؤول نفسه ذكر لهسبريس أن "فُولفُو المغرب"، التي تعمل على تسويق الشاحنات وآليات الأوراش والحافلات، وتوفر خدماتها ما بعد البيع، وتسوّق قطع الغيار، حققت رقم مبيعات يعادل 1.2 مليار درهم خلال سنة 2015، بينما توقّع أن يعرف العام الجاري وصول رقم المعاملات إلى ما يزيد عن ذلك ب300 مليون درهم تقريبا. وأضاف غرماني: "مررنا من فترة انتقالية، ووصلنا الآن إلى الدفع بمخطط للتطوير على مستوى السوق الوطنيّ، ضمانا لتمثيلية المنتوجات بتعزيز التواجد حاليا في كل من الدارالبيضاء وأكادير وطنجة ومكناس، إذ ننوي التواجد في كل من جهة الشرق وأقاليم الجنوب، زيادة على تقوية حضورنا وسط المملكة..بينما النجاح بالمغرب يرتبط بالمنتوج الممتاز الذي تقدّمه Volvo، إضافة إلى خدمة ما بعد البيع التي يسهر عليها طاقم من الخبراء ذوي التكوين العالي، خاصّة ما يُبصم عليه في توفير حلول مستعجلة لكل الإشكالات التي تُطرح". مركَزة بيضَاويّة تعمل Volvo Trucks على تدبير حاجيات منطقة شمال وغرب إفريقيا، التي تضمّ 32 بلدا، وتنضاف إليهم مدغشقر، انطلاقا من مدينة الدّار البيضاء بالمغرب.. ويقول مدير المبيعات والتسويق بالفضاء القارّي ذاته، في تصريح لهسبريس، إن ذلك يتمّ بشراكة مع الموردين المحليّن، بتركيز على المبيعات وخدمات ما بعد البيع، زيادة على تطوير شبكة التواجد بالمنطقة. ويسترسل غرماني: "هذا السوق الإفريقي، بمعية المغرب، يستقبل ما بين 1500 و2000 شاحنة من تصنيع Volvo سنويّا..بينما الإشراف على حاجياته يتمّ من الدّار البيضاء، عبر أرضية اشتغال شاملة لموارد بشرية ذات كفاءة عاليَة.. ولا يتمّ اللجوء إلى تخزينات بالمملكة، توفيرا للزمن وكذا الكلفة الماليّة، إذ يتم التوريد من المصانع الأوروبيّة إلى الدول التي يتمّ بها التسويق".