عقب قرار أحمد داود أوغلو عدم الترشح لرئاسة حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، أعلن الأخير، يوم الخميس، اسم مرشحه الجديد لهذا المنصب، وهو وزير النقل والملاحة البحرية، بن علي يلدريم، الذي يُعدّ من أهم أعمدة الحزب منذ عام 2002. ويعتبر يلدريم من أكثر الوزراء الذين شغلوا منصب وزارة النقل والملاحة البحرية في تركيا، إذ ظلّ متابعاً عمله بنجاح في هذا المنصب 11 عاماً، أنجز خلاله مشاريع استثمارية تقدر بنحو 255 مليار ليرة تركية، أي ما يعادل 85 مليار دولار أمريكي. وخلال وجود يلدريم على رأس وزارة النقل، تعرّف الشعب التركي على مشاريع كبرى، أُنجزت معظمها ومازال قسم منها قيد الإنشاء، من بينها مشروع القطار السريع الرابط بين العديد من الولايات، إضافة إلى نفق "أوراسيا" للسيارات، والذي يصل شطري إسطنبول عبر قاع البحر، علاوةً على جسر إسطنبول الثالث.. ولد يلدريم في قرية "قايي" التابعة لمنطقة رفاهية بولاية أرزينجان، شمال شرقي البلاد، في 20 دجنبر 1955، من أب يحمل اسم دورسون، وأم تدعى باهار، ولديه 6 إخوة. وفقد يلدريم والدته في سن السادسة عشرة، وكان يستمتع بالتنزه في البساتين، والنظر إلى الطائرات. وبدأ يلدريم حياته العملية عام 1978، إذ شغل مناصب إدارية في المديرية العامة لصناعة السفن، وتعرّف خلال عمله على الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والذي أعجب حينها بالمشاريع التي كان ينجزها. وعندما اعتلى أردوغان منصب رئاسة بلدية إسطنبول عيّن يلدريم على رأس شركة الحافلات البحرية التابعة لبلديته. واستمر يلدريم في ذلك المنصب بين عامي 1994 و2000، ونفذ خلال تلك الفترة مشاريع هامة من أجل تحويل وجهة النقل العام في إسطنبول باتجاه البحر، وتمكن من جعل "شركة الحافلات البحرية بإسطنبول" من بين أكبر الشركات في مجالها على مستوى العالم. وتولى يلدريم وزارة النقل لأطول فترة في تاريخ الجمهورية التركية، لمدة 11 عاما، في الحكومات رقم 58 و59 و60 و61 و62 و64 في الجمهورية التركية. وشهدت الفترة التي تولى فيها يلدريم وزارة النقل التوصل إلى حلول للعديد من المشكلات التي استمرت لسنوات في مجالي النقل والمعلوماتية. ويُعرف يلدريم بشخصيته الهادئة، وعمله الدؤوب، وحبه للمزاح، ويقول عن نفسه: "أتحدث قليلا، وأعمل بسرعة اسم عائلتي"؛ لأن "يلدريم" تعني الصاعقة في اللغة التركية. ويجيد يلدريم اللغة الإنجليزية بدرجة جيدة، ويحب المشي والسباحة.