تواصل صحيفة "الشروق" الجزائرية توجيه الاتهامات المسترسلة إلى المغرب، آخرها اتهام المملكة ب"إغراق الجارة الشرقية، بأزيد من 800 طن من المخدرات وتوريط ما يربو عن 100 ألف جزائري في قضايا التهريب والمتاجرة بهذه السموم، خلال العشرية الأخيرة"، استنادا إلى تقرير صادر عن قيادة الدرك الوطني. ولم تجد الصحيفة من تبرير لتنامي تعاطي المخدرات بالجزائر سوى إلقاء اللوم على المغرب، من خلال اتهامه ب"تحويل الجزائر من بلد عبور إلى بلد مستهلك، شمل حتى المخدرات الصلبة منها، على غرار الكوكايين والهيروين". ونقلت الصحيفة واسعة الانتشار تصريحات ممثل قيادة الدرك الوطني الجزائري، الذي كشف عن تسجيل "76 ألفا و319 قضية أسفرت عن توقيف 96 ألفا و684 شخصا، ما يشكل 27.35 بالمائة من مجموع القضايا المعالجة تتعلق بالمخدرات"، مضيفا أنه "تم فتح 916 تحقيقا يخص المتاجرة في المخدرات وتهريبها على المستوى الوطني خلال ال 4 أشهر من السنة الجارية". المسؤول بالدرك، الذي تحدث خلال الملتقى الوطني حول "المخدرات والإدمان" بالجزائر، أقر ب"الارتفاع الكبير في معدل المحجوزات خاصة القنب الهندي، الذي وصل حجم محجوزاته شهريا على مدار ال3 سنوات الأخيرة 7.7 طن"، وهو ما أصرت الصحيفة على اعتباره "محاولة مغربية لتحويل الجزائر من بلد عبور إلى بلد مستهلك لمختلف أنواع المخدرات". بالمقابل، استعرضت "الشروق" خطط السلطات المحلية لمواجهة "الإغراق المغربي بالمخدرات"، والمتمثلة في تنفيذ "إستراتجية جديدة لمحاربة ظاهرة تهريب المخدرات والمتاجرة فيها التي تدخل من الحدود الغربية للبلاد"، في إشارة إلى المناطق الحدودية الشرقية للمملكة. وفي الوقت الذي تطالب فيه فئات واسعة من الشعبين المغربي والجزائري بفتح الحدود بين البلدين، قالت الصحيفة إنه في مواجهة "المخدرات المغربية"، تقرر "تدعيم وتشديد الحدود بالتنسيق والتعاون مع مختلف وحدات الجيش الوطني الشعبي والأسلاك الأمنية الأخرى"، مضيفة أنه "تم تشديد الخناق على المهربين الناشطين عبر 45 قرية حدودية مع المغرب معروفة بالتهريب وكذا عمليات توسعة الخنادق وتعميقها". طمأنة وتشويه اتهام المغرب بإغراق السوق الجزائرية بالمخدرات يراه المحلل السياسي المساوي العجلاوي "مجرد ورقة مستهلكة ترددها الجارة الشرقية كل مرة"، معتبرا أن "هذا الخطاب موجه بالأساس إلى سكان المناطق الحدودية من أجل طمأنتهم، بعد تنامي القلق والمظاهرات في الجزائر، بسبب الأزمة الاقتصادية الناجمة عن إغلاق الحدود". ولفت العجلاوي، في تصريح لهسبريس، إلى السياق الذي جاءت فيها هذه التصريحات؛ حيث اعتبر أن الوضع الحالي في الجزائر يعرف "صراعا بين أطراف قوية في هرم الدولة الجزائرية، متمثلة في الجيش وجماعات الرئيس، لتحديد ملامح المرحلة المقبلة"، مضيفا أن "مثل هذه الاتهامات ما هي إلا عملية لتشويه صورة المغرب في إعلام الجارة الشرقية، في إطار الصراع الجزائري- الجزائري". في هذا السياق، أكد الخبير في الشؤون الإفريقية على "التوظيف القوي للورقة المغربية في هذا الصراع، التي تعد مسألة المخدرات أحد أوجهها"، مضيفا أنه "غالبا ما يتم استدعاء عناصر الدرك المنتمين لمنطقة تلمسان ووهران القريبتين من المغرب إلى ندوات صحافية وملتقيات وطنية لإبراز حجم المحجوزات على أنها قادمة من المغرب". *صحافي متدرب