يعاني كثير من الأطفال من ارتفاع ضغط الدم، وما يجعل الأمر خطيرا هو أن تشخيص الأمر يبقى مجهولا لدى الكثيرين، ولذلك عواقب وخيمة، قد تنتهي بالموت، إن لم يتم تدارك الأمر في الوقت المناسب، فما هي هذه العواقب وكيف يمكن تجنبها؟ ربما يعتقد البعض أن مشكلة ارتفاع ضغط الدم تصيب البالغين فقط، إلا أن ذلك ليس صحيحا تماما، فالأطفال والمراهقين يمكن أن يصابوا بمشكلة ارتفاع ضغط الدم،. ووفقا لتقديرات متحفظة يعاني حوالي 700 ألف طفل ومراهق في ألمانيا من مشكلة ارتفاع قيم ضغط الدم. وما يجعل الأمر خطيرا هو أن الغالبية لا يدركون ذلك. وبطبيعة الحال فإن الأطفال الصغار لا يدركون طبيعة مرضهم، على عكس مرضى ضغط الدم البالغين كما يقول أخصائي أمراض القلب لدى الأطفال مارتن هولبكه فيته أثناء مشاركته في مؤتمر لجمعية ضغط الدم الألمانية الذي أقيم في برلين مؤخرا. تجنب الآثار الجانبية ولكن! وفي حديثه لموقع "فارما تسويتلشه-تسايتونغ" الألماني أشار الطبيب هولبكه فيته إلى خطورة ارتفاع ضغط الدم لدى الطفل بقوله "يؤدي ارتفاع ضغط الدم غير المعروف في السنوات المبكرة إلى أضرار عضوية"، وتضم تضخم البطين الأيسر وهو أحد العوامل المسببة لأمراض القلب التاجية وأمراض القلب والموت المفاجئ وأمراض الفشل القلب والسكتة الدماغية، فضلا عن تلف الأوعية الدموية في العينين والكليتين. ومن الممكن تخفيض ارتفاع ضغط الدم بالأدوية وممارسة الرياضة، والأهم من ذلك هو أن الآثار الجانبية التي يخلفها ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال يمكن أن تتراجع أيضا حسبما يؤكد الطبيب هولبكه فيته مضيفا بالقول "يمكن لهذه الآثار الجانبية أن تختفي بعد حوالي سنتين تقريبا" من ظهورها. وبشكل عام، تبدأ قيم ضغط الدم بالارتفاع مع ارتفاع سن الطفل. ففي سن ال13 تكون قيم ضغط الدم لدى الإناث والذكور متشابهة، لكن هذه القيم ترتفع فيما بعد لدى الذكور أسرع من ارتفاعه لدى الإناث. متى تكون قيم ضغط الدم مرتفعة لدى الأطفال؟ وبحسب مؤسسة روبرت كوخ الألمانية، فإن قيم ضغط الدم تكون مرتفعة عند الأطفال والبالغين، عندما تزيد القيمة العليا عن 140 (ملم زئبقي) والدنيا عن 90 (ملم/زئبقي). هذه القيم تم التوصل إليها، استنادا إلى دراسة، شارك فيها مجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 17 عاما. وخلال الدراسة خضع جميع المشاركين إلى قياس ضغط الدم ضمن شروط موحدة. واستبعد من الدراسة الأطفال البدناء، إذ وبحسب معهد روبرت كوخ، فهناك قيم مرجعية لضغط الدم خاصة بالأطفال البدناء. ويرجع الطبيب هولبكه فيته، السبب الأساسي لارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال إلى السمنة الزائدة. إذ يعاني 40 بالمئة من الأطفال الذين لديهم مشكلة السمنة المفرطة من ارتفاع ضغط الدم، وفقا لما نقله عنه موقع "فارما تسويتلشه-تسايتونغ". ولا يقتصر ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال على البدناء منهم فحسب، بل قد يرجع لأسباب وراثية. علما أن أعراضا مثل الصداع وعدم القدرة على التركيز، ربما تكون مؤشرات على ارتفاع ضغط الدم. كما أن مادة الميثيل المستخدمة في أدوية متلازمة "اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط"، يمكن أن تؤثر على ارتفاع ضغط الدم. * ينشر بموجب اتفاقية شراكة مع DW عربية