بعد 19 سنة من توقف أشغال بناء قاعة رياضية مغطاة بالمنطقة الجنوبية لمدينة آسفي، تعايش سكان الأحياء السكنية المجاورة مع مخلفات مشروع لم يُكتب له النجاح لأسباب مجهولة، إذ تحول المرفق غير المكتمل، مع مرور السنوات، إلى نقطة سوداء بالمنطقة، بعدما أصبح أطلالا مستوطنة من طرف المتشردين والمنحرفين والمهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء. أمين هنفوري، فاعل جمعوي، أشار إلى أن "غياب الحراسة بالمشروع المتوقف سمح للمتسكعين باستغلال المكان في قضاء مآربهم المنحرفة، المتمثلة في تناول الخمر والمخدرات وممارسة الدعارة، في الوقت الذي دأب فيه بعض الجيران على رمي الأزبال والنفايات المنزلية داخل البناية المهجورة، فيما عجزت كل المجالس الجماعية المتعاقبة، طيلة 19 سنة تقريبا، عن تهيئة الفضاء وإصلاحه". وأوضح المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن "المنطقة الجنوبية لمدينة آسفي تفتقر لقاعة رياضية مغطاة، ما جعل السكان يعقدوه آمالا على المشروع الجديد، باعتباره مركبا رياضيا متكاملا، من شأنه المساهمة في تنمية الرياضة بالأحياء المجاورة، خاصة بعد إنشاء ملعب معشوشب، ومركز للإيواء، فيما لقي مشروع القاعة الرياضية المغطاة مصيرا مجهولا، إلى حدود الساعة". أما عبد الكبير برخيس، رئيس المجلس الإقليمي للمجتمع المدني، فأوضح أن جدران القاعة المغطاة بُنيت قبل عقدين من الزمن، ولم تكتمل الأشغال بسبب ما أسماه "الخواض" المرتبط بعدم احترام دفتر التحملات، مشيرا إلى أن مهتمين بالملف ساءلوا مختلف الجهات الوصية على المشروع، دون أن يتم التفاعل إيجابيا مع مبادراتهم. وأضاف المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن مؤشرات حلّ الملف غائبة تماما، في الوقت الراهن، والأطراف المعنية بالمشروع لم تتخذ أي قرار من أجل إصلاح القاعة، مشيرا إلى أن المجلس الإقليمي للمجتمع المدني راسل عددا من الجهات، من بينها الوالي، ووزير الشباب والرياضة، ورئيس الحكومة، دون أن تبدي كل تلك الإدارات أي استجابة حول الموضوع. عبد الجليل زرياض، مستشار بالمجلس البلدي لآسفي، أوضح، في تصريح لهسبريس، أن استئناف الأشغال وتتمة ما تبقى من المشروع غير ممكن، بعدما أكّد مكتب للدراسات أن الجدران صارت مهدّدة بالانهيار، مشيرا إلى أن المجلس البلدي، أو أي طرف آخر، لا يمكنه المغامرة أو تحمّل مسؤولية تحدّي مكتب الدراسات، والدعوة إلى تتمة الأشغال. أما محمد الهداجي، المدير العام للمصالح الجماعة ببلدية آسفي، فأشار إلى أن جماعة الزاوية هي التي أشرفت على انطلاق المشروع، حين كانت مستقلة عن بلدية آسفي، على غرار جماعتي بوذهب وبياضة، وأن المجلس البلدي الحالي عقد اتفاقية شراكة مع مجموعة العمران والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل تكملة بناء القاعة المغطاة، إلا أن دراسة أنجزها مكتب للدراسات أكّدت أن البناية غير صالحة لتتمة الإصلاح بحكم تقادمها، وبروز تصدعات وشقوق في جدرانها. وبناء على الاتفاقية المذكورة، ورغبة الأطراف الموقعة عليها في إنجاحها، يضيف الهداجي، ستُخصص الجماعة الحضرية قطعة أرضية، من أجل بناء قاعة مغطاة جديدة، بقيمة مالية تبلغ 10 ملايين درهم، بالمركب الاجتماعي العريصة المحاذي لملعب النخيلة، مشيرا إلى أن مجموعة العمران وضعت ملف التصاميم، وجرى تدارسه في لجنة تقنية، فيما سيبقى المشروع القديم على ما هو عليه. وختم المدير العام للمصالح الجماعة ببلدية آسفي تصريحه لهسبريس بإثارة ملاحظتين جرت مناقشتهما في اجتماع عُقد صباح الثلاثاء الماضي، حول مشروع القاعة المغطاة الجديدة، تمثلت إحداهما في ضرورة تتمة الملف بإجراء مسح طوبوغرافي، من أجل تحديد موقع وولوجيات القطعة الأرضية، فيما تشير الملاحظة الثانية إلى ضرورة إدلاء الجماعة الحضرية بشهادة الملكية.