شارك عمدة لندن المسلم الجديد السياسي بحزب العمال البريطاني صادق خان في أول فعالية عامة كعمدة للمدينة اليوم الأحد حيث حضر مراسم تأبين ستة ملايين يهودي قتلوا في المحرقة (الهولوكوست). وأنضم خان، اليوم الأحد الذي يوافق احياء الذكرى السنوية لضحايا المحرقة، "يوم هاشوا الوطني التأبيني"، إلى عدة الآلاف في استاد رياضي في شمال لندن. وأقيمت المراسم التأبينية وسط خلاف في حزب العمال المنتمي له خان، بعد تجميد عضوية اثنين من أعضائه البارزين، الشهر الماضي، على خلفية الإدلاء بتصريحات معادية لإسرائيل، ومؤيدة للفلسطينيين، قوبلت بانتقادات على نطاق واسع بوصفها معادية للسامية. وقال خان في مقال نشرته له صحيفة "أوبزرفر" في عددها الصادر اليوم الأحد إن المخاوف المتعلقة بمعاداة السامية "مدمرة للغاية" لحزب العمال. وأضاف: " نظرا لان الحزب لم يتصرف بشكل سريع بما فيه الكفاية، فإنه اعطى انطباعا بأننا لا نكترث بالمخاوف التي تتعرض لها الجالية اليهودية ولا نأخذ الاتهامات المتعلقة بالعنصرية على محمل الجد". وتابع: "لعل هذا أيضا هو السبب لماذا كانت الحملة الانتخابية لمنصب العمدة مخيبة للآمال بالنسبة للمحافظين". وقال خان إن رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون والمرشح لمنصب العمدة زاك جولدسميث "استخدما الخوف والتلميح في محاولة لتأليب جماعات عرقية ودينية مختلفة (في لندن) ضد بعضهم البعض ". وكان خان، بين العديد من سياسيي حزب العمال الذين أدانوا التصريحات التي أدلى بها كين ليفينجستون، وهو عمدة سابق للندن منتمي لحزب العمال، معتبرا إياها "مروعة وغير مبررة". وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية، "بي بي سي"، كان ليفينجستون دافع عن عضو حزب العمال في البرلمان، ناز شاه، التي جمد الحزب عضويتها لتعليقاتها المثيرة للجدل حول إسرائيل، وإشارتها الغامضة إلى أن أدولف هتلر "دعم الصهيونية قبل أن يفقد صوابه". أفلتت حملة ترشح خان لمنصب العمدة، التي شهدت فوزه بالمنصب في انتخابات الخميس الماضي، من تركيز وسائل الإعلام البريطانية على الصراع الداخلي في حزب العمال بسبب التصريحات المزعومة المعادية للسامية التي ادلى بها كل من ليفينجستون، وشاه وغيرهم من اليساريين في حزب العمال. كما ازدادت حدة الانقسامات في حزب المحافظين المنافس أيضا، بسبب الحملة الانتخابية لمرشحه لمنصب عمدة لندن، زاك جولدسميث، التي تعرضت لانتقادات من قبل سياسيين من جميع الاطياف السياسية لتركيزها على ديانة خان، والارتباط المزعوم بين محامي حقوق الإنسان السابق والمتطرفين. وخلال الحملات الانتخابية، قال رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون، في البرلمان، إن خان "ظهر على منصة" مع رجل دين مسلم يدعم تنظيم الدولة الإسلامية، حسبما زعم رئيس الوزراء ، وهو ما نفاه رجل الدين. وقال خان إن تدخل كاميرون أظهر أن جولدسميث يدير ضده "حملة داعية للانقسام، على غرار حملة دونالد ترامب ".