أعلن حزب العمال البريطاني الجمعة فوز مرشحه صادق خان برئاسة بلدية لندن ليصبح بذلك اول مسلم يتولى هذا المنصب بعدما هزم مرشح حزب المحافظين الحاكم زاك جولدسميث. وكتب رئيس الحزب جيريمي كوربن في تغريدة على تويتر "التهاني لصادق خان. اتطلع للعمل معك لجعل لندن مدينة عادلة للجميع!". ويفاخر "صادق خان" بأنه ابن أسرة مسلمة، هاجر أجداده من الهند إلى باكستان قبل أن يهاجر والداه من باكستان إلى بريطانيا في ستينيات القرن الماضي، واستقر الأب والأم في إحدى الضواحي الجنوبية الفقيرة للندن، وأنجبا إضافة إلى صادق ستة أبناء آخرين وابنة واحدة. وعمل والده، الذي توفي في العام 2003، سائقًا لباصات النقل العمومي في العاصمة، بينما عملت أمه خياطة ملابس. عاشت أسرة خان في منزل توفّره البلدية لمحدودي الدخل بإيجار زهيد، وهو تابع دراسته في مدارس حكومية مجانية في ضاحية توتينج، قبل أن يلتحق بالجامعة حيث تخصص في مهنة المحاماة. العموم البريطاني وبسبب خلفيته، ربما كان طبيعيًا أن يتأثّر بحزب العمال الذي يقدم نفسه بوصفه مدافعًا عن حقوق الفقراء والعمال في المجتمع. انتسب للحزب ونجح في الحصول على ترشيحه لخوض انتخابات مجلس العموم (البرلمان) عن دائرة توتينج، وفاز فيها خلال دورتين متتاليتين (عامي 2005 و2010). و"خان"، المتزوج من امرأة من لندن ولديهما ابنتان، دخل التاريخ السياسي البريطاني الحديث عندما أصبح أول مسلم وأول آسيوي يحضر اجتماعًا لمجلس الوزراء بصفته وزيرًا (حقيبة النقل) في الحكومة العمالية السابقة. فوز رغم التشويه ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن حزب المحافظين يحاول جاهدا ربط المرشح العمالي المسلم "صادق خان" لانتخابات عمدة لندن بالمتشددين. وتقول الصحيفة إن "الاستراتيجيين الانتخابيين في حزب المحافظين متأكدون من أن ربط صادق خان بالتشدد الإسلامي سيساعد مرشحهم، زاك جولد سميث، على الفوز بانتخابات عمدة لندن في 5 مايو". وتضيف الصحيفة أنه "بعد دقائق من انضمام رئيس الوزراء ديفيد كاميرون للهجوم على مرشح حزب العمال، يوم الأربعاء الماضي، من خلال الزعم أن خان كان قريبا من المتشدد سليمان غاني، الذي (يدعم تنظيم داعش)، قام فريق جولد سميث بتوزيع ملف يزعم فيه أن خان أقام صلات مع إرهابيين أدينوا بجرائم إرهاب ومعادين للمثليين وللسامية ودعاة كراهية، ورفض خان هذه المزاعم ووصفها بأنها محاولات يائسة لنشر الشائعات".