يعاني الكثير من الذين يتبعون حمية غذائية من ارتفاع وزنهم بعد التوقف عن ممارستها. دراسة أميركية حديثة أخضعت هذه الظاهرة للبحث وتوصلت إلى نتائج مثيرة للاهتمام، فيما قدم خبير ألماني تفسيراً مفصلاً لهذه الظاهرة. وأجريت الدراسة على أبطال برنامج تلفزيوني أسمه "ذه بيغيست لوسر"، الذي شارك فيه 14 شخصاً من أصحاب الأوزان الكبيرة الذين تنافسوا في البرنامج على تخفيض أوزانهم، واستغرقت الدراسة 6 سنوات. وذكرت نتائج الدراسة أن الطاقة التي يحتاجها الشخص يومياً انخفضت من 2600 سعرة حرارية في المعدل إلى 2000 سعرة حرارية بعد 30 أسبوعا من الحمية. فيما بقي استهلاك الطاقة دون تغيير أو انخفض قليلا عن المعدل للأشخاص بعد سنوات من انتهاء البرنامج، نقلا عن موقع "أغسبورغر ألغيماينه" الألماني. ونوه الأطباء المشرفين على الدراسة إلى أن معدل إنفاق السعرات الحرارية انخفض بمعدل 500 سعرة حرارية عن المعدل الطبيعي، وخاصة إذا أخذ في نظر الاعتبار تقدم العمر للأشخاص الذين أجريت عليهم التجارب. ونجح شخص واحد فقط من الأشخاص الذين أجريت عليهم التجارب في الحفاظ على الوزن الذي فقده، بينما فشل الأشخاص الثلاثة عشر الآخرين في ذلك. وفقد هؤلاء الأشخاص الوزن بمعدل 58 كيلو غراما أثناء البرنامج الذي استمر 30 أسبوعا، بينما زاد وزنهم بمعدل 41 كيلوغرام في السنوات الست التي تلت البرنامج. من جانبه، أشار هانس هاونر من مركز "إلسه كرونر فريسينيوس" لطب التغذية التابع للجامعة التقنية في ميونيخ، إلى أنه من المتعارف عليه طبيا أن معدل استهلاك السعرات الحرارية يقل بعد إجراء أية عملية حمية، وفقا لما نقله موقع "شبيغل" الألماني هاونر. والسبب في ذلك أن الجسم يقوم بعملية مضادة ويفرز القليل من هرمون الغدة الدرقية الذي يحدد نسبة كمية استهلاك الطاقة في الجسم. بالإضافة إلى ذلك ينخفض معدل ضغط الدم ويقل معدل إفراز هرمون الليبتين المسؤول عن تنظيم استهلاك الطاقة وتنظيم الشهية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع استهلاك الطعام عند الشخص. وأضاف هاونر :" ينخفض كذلك معدل استهلاك الطاقة عند الأشخاص الذين يقومون بحمية، وذلك كون أن الحمية لا تسبب فقدان الدهون فقط وإنما تسبب أيضا فقدان جزء من حجم العضلات التي تستخدم في العادة نسبة من طاقة الجسم". ووفقا لموقع شبيغل تحدث بعض المشاركين في الدراسة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن تجربتهم مع الحمية، وقال داني كاهيل الذي يبلغ عمره حاليا 46 عاما إن وزنه قبل البرنامج كان 195 كيلوغرام. ونجح كاهيل في خسارة 86 كيلوغرام خلال البرنامج الذي دام ثلاثين أسبوعا ووصل وزنه 109 كيلوغرام. لكنه عاد وارتفع وزنه من جديد ويزن حاليا 134 كيلوغرام. واستطاع كاهيل الحفاظ على وزنه دون 115 كيلوغرام في السنوات الأربع الأولى بعد البرنامج بعد أن اتخذ نظاما رياضيا صارما ومارس الرياضة يوميا بمعدل ساعتين إلى ثلاث ساعات ونجح في حرق 3500 سعرة حرارية يوميا، ولكنه وبعد أن عاد إلى عمله السابق ارتفع وزنه في العامين الماضيين وزاد 19 كيلوغرام. وأشار كاهيل إلى رغبته الشديدة لتناول الطعام التي منعته من مواصلة الحمية، كما نقل موقع "شبيغل" الألماني عن الصحيفة الأميركية. * ينشر بموجب اتفاقية شراكة مع DW عربية