العنف الذي أصبحت تعيشه ملاعبنا داخل المدرجات وخارجها معضلة يصعب إيجاد الحلول لها، لكنه عنف لا يصل إلى درجة '' الهوليغانيزم"، كما أجمع على ذلك جل الحاضرين مساء الخميس بمدرسة الحكامة والاقتصاد. حمزة حشلاف، صحافي بأسبوعية "تيل كيل"، وخلال كلمته في اللقاء المعنون ب"الهوليغانيزم بالمغرب أي علاج"، قال إن مفهموم "الهوليغانيزم" بمعناه الحرفي غير موجود بالمغرب، وإنما هناك مجموعة من الظواهر العنيفة التي سبقت وجود "الإلترات" بالمغرب، و"هناك خطأ شائع يقول إن الإلترات هي السبب في عنف الملاعب، والأصل أن العنف كان منذ وقت طويل قبل ظهور الفصائل التشجيعية، لكن وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإعلام البديل صبّت الزيت على نار الظاهرة". حشلاف انتقد تغطية الإعلام المغربي لهذه الظاهرة التي غالبا ما يتناولها سطحيا دون البحث في جذورها، وأكد وجود صحافيين لهم ميولات لفرق معينة تنعكس على أدائهم المهني، وهو الأمر الذي يضع مجموعة من نقط الاستفهام حول دور الإعلام في هذه الظاهرة، وفق الإعلامي ب"تيل كيل". من جهته اعتبر عمر بن جلون، محامي أستاذ جامعي، أن وزارة الداخلية بقرارها حل الفصائل التشجيعية، فكأنما منعت "السراب"، لكون "الالترات" ظاهرة اجتماعية وليست جمعية معروفة، وبالتالي يصعب ضبطها أو مواجهتها. وقال بن جلون إن الوضع بدأ يزداد سوءً؛ "ففي السابق كنا نشاهد صراعات بين جمهورين مختلفين، الآن تحول الصراع إلى ما بين جماهير الفريق الواحد، والمؤسف، كما شاهدنا في المباراة التي عرفت مواجهات بين فصيلي الرجاء البيضاوي، هو أن السلطات تتفرج على الوضع كأنها فقط تنتظر جثت الموتى لكي تنقلهم". وتساءل المتحدث: "لماذا كان المغرب بالشجاعة التي تكفي لمنع تنظيم كأس إفريقيا ببلدنا بداعي الحفاظ على أمن وصحة المواطنين، ولم يمنع البطولة التي تمس أمن وسلامة المواطنين، كذلك، وتزهق العديد من الأرواح؟". كما أن الجانب التعليمي ساهم في تأزيم وضع الملاعب المغربية، بحسب بن جلون، مع غياب بيّن لمفهوم الرياضة المدرسية في المنظومة التعليمية المغربية. بدوره قال يوسف الشعبي، أحد ممثلي الفصائل التشجيعية لإحدى الفرق، إن ما وصلت إليه "الالترات" بالمغرب هو نتاج لمجموعة من العوامل السياسية والاقتصادية الاجتماعية التي "ساهمت، مع الأسف، في تقهقر دور الفصائل، ورسم صورة سيئة عنها". وأجمع جل الحاضرين على أن الوقت حان لأن تقوم "الالترات" بنقد ذاتي يمكنها من هيكلة وتنظيم نفسها، ويحميها من أي تدخل أجنبي يهدف إلى القضاء عليها، "ففي كل الأحوال فالالترات أضفت جمالية على الكرة المغربية التي افتقدها المستطيل الأخضر"، يقول أحد الحاضرين. اللقاء لم يخلو من بعض المناوشات بين الحضور، بحكم انتماءاتهم إلى فرق مختلفة متنافسة، سرعان ما تمت السيطرة عليها لكي لا يتحول النقاش وينتقل عنف الملاعب إلى قاعة اللقاء. *صحافي متدرب