أثارت الجدولة الزمنية للامتحان الجهوي والامتحان الوطني برسم سنة 2016 حفيظة عدد من التلاميذ الممتحنين وآبائهم، إلى جانب هيئة التدريس، في ظل تزامن موعد امتحانات الباكالوريا أيام 7 و8 و9 يونيو مع أولى أيام شهر رمضان، واستمرار موعد الاختبارات إلى حدود السادسة مساء. ومن المنتظر أن تجرى اختبارات الدورة العادية للامتحان الوطني الموحد لشهادة الباكالوريا أيام 7 و8 و9 يونيو 2016، متزامنة مع أول يوم من أيام شهر الصيام، وفق ما أوضحته وثائق تعود لمصلحة التوجيه المدرسي والمهني بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، اطلعت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية. وأكدت المعطيات أن الحصة الأولى من الاختبارات ستبدأ انطلاقا من الثامنة صباحا إلى غاية الحادية عشرة، في حين تبتدئ الحصة الثانية من الثالثة بعد الزوال إلى حدود الخامسة أو السادسة مساء، حسب الشعب والمسالك. وستجرى اختبارات الدورة العادية للامتحان الجهوي الموحد للسنة الأولى من سلك الباكالوريا بالنسبة لجميع الشعب يومي 3 و4 يونيو 2016، في حين يتوقع إجراء امتحانات الدورة الاستدراكية أيام 12 و13 و14 يوليوز 2016. تخوفات وأعربت والدة إحدى تلميذات السنة الثانية من سلك الباكالوريا، في اتصال مع الجريدة، عن قلقها من التأثيرات السلبية لموعد الامتحانات المقرر، خاصة أن أول يوم في شهر رمضان يكون طويلا، مع مدة صيام تصل إلى 16 ساعة، متسائلة: "أليس من الصعب على التلاميذ الممتحنين، خاصة في المدن التي تشهد درجات حرارة مرتفعة، كمراكش وزاكورة، أداء الاختبارات في أول يوم من رمضان؟ والذي يغلب فيه على الصائمين التعب الجسدي والتشتت الذهني، إلى جانب التوتر والرهبة التي يسببها الامتحان". وأفادت المتحدثة التي تشتغل في هيئة التدريس كذلك بأن "الأساتذة الموكول لهم الحراسة في المناطق البعيدة والنائية سيعانون الأمَرَّين بعد أن يفرغوا من الحراسة عند تمام الخامسة أو السادسة مساء، ويعمدون بعدها إلى جمع أوراق الامتحان وتقديمها، فلا يتبقى على موعد آذان المغرب إلا مدة يسيرة"، متابعة: "لن يكون بمقدور الهيئة التدريسية والإدارية الالتحاق بالبيت عند وقت الإفطار". إكراهات وزارة التربية الوطنية كان لها رأي آخر في الموضوع، إذ أكدت مصادر وزارية لهسبريس أن الوزارة تعمد إلى وضع المقرر التنظيمي للموسم الدراسي، ومنه التواريخ المعتمدة في امتحانات الباكالوريا شهر يوليوز من كل سنة، بعيدا عن اعتبارات تاريخ حلول شهر رمضان، رغم علمها المسبق بتزامن الموعدين. كما أفاد المصدر ذاته بأن الوزارة تشتغل تحت إكراهات عديدة وملزمة بتنظيم فترات التعلمات والامتحانات والعطل المدرسية. أعذار وعن رأي الدين في المسألة، قال لحسن السكنفل، رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيراتتمارة، إن "صيام شهر رمضان ركن من أركان الإسلام، لا يجوز التهاون في شأنه"، موضحا أن "الامتحانات ليست عذرا للإفطار أبدا، كما أن الحر والبرد ليسا من الأعذار". وقال السكنفل، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "يجب على الطالب الممتحن أن ينوي الصيام ويذهب إلى الاختبار وهو صائم، فإذا اشتد عليه الحال ووصل إلى درجة من الإجهاد بحيث لا يمكنه الاستمرار في اجتياز الاختبار جاز له الإفطار مع القضاء بعد خروج شهر الصيام"، مشددا بالقول: "أما أن يفطر ابتداء بسبب تزامن الامتحانات مع شهر رمضان فلا يجوز البتة، لأنه انتهاك لحرمة شهر رمضان يستلزم القضاء والكفارة".