دعا عدد من الفاعلين والخبراء إلى ضرورة الحفاظ على التراث المغمور تحت المياه وتطويره، والمتشكل، أساسا، من السفن التي كانت تغرق في السواحل، وذلك من خلال إنشاء متاحف خاصة. وقال الشيخ أحمد بازيد المامي، رئيس جمعية السلام في الداخلة، التي تنظم المؤتمر الدولي للتراث المغمور تحت البحر، إن هذا التراث يعد من أبرز ما تزخر به المدينة، خاصة وأن سواحلها عرفت خلال القرنين الماضيين غرق عدد من السفن. وأوضح بازيد أن جمعية السلام قامت باكتشاف أهم سفينة أوروبية بعد السفينة البريطانية "تيتانيك"، ويتعلق الأمر بسفينة غرقت سنة 1897، تعود ملكيتها إلى القيصر الألماني"Kaiser Wilhelm Der Grosse"، بأعماق السواحل الأطلسية المجاورة لمدينة الداخلة، مضيفا أن هذه السفينة الألمانية كانت دافعا للبريطانيين من أجل تشييد "تيتانيك". ودعا المتحدث ذاته إلى ضرورة الحفاظ على هذا التراث وتطويره من أجل أن يساهم في الاقتصاد المحلي لمدينة الداخلة، خاصة في الشق الثقافي والسياحي. وسلط حسن أوريد، الناطق الرسمي السابق باسم القصر، الضوء على قضية الاختطاف والاحتجاز الذي كانت تتعرض له السفن الأجنبية في عرض السواحل المغربية، خاصة في سواحل الأقاليم الجنوبية للمملكة، وذلك خلال المؤتمر الدولي للتراث المغمور تحت البحر المنظم بمدينة الداخلة. وقال أوريد إن حالات الاختطاف التي كانت تستهدف السفن العابرة للسواحل، كانت معروفة لدى عدد من الخبراء والمؤرخين، في وقت كانت فيه الملاحة غير متطورة وجرى إغراق سفن عدة، مضيفا أن اختطاف السفن كان من بين وسائل الإغتناء لدى القراصنة، بالإضافة إلى ارتباط الاختطاف بأسباب دينية في إطار ما يسمى ب"الجهاد البحري". وأشار المتحدث ذاته إلى أن سفينتين أجنبيتين كانتا تغرقان سنويا في السواحل المغربية، في حين كانت دول أوروبية وأمريكية عدة تطلب تدخل السلطان بشكل مباشر، أو من خلال بعض الشيوخ، وكذا بعض الوسطاء من اليهود. وتبعا لذلك، يقول أوريد، إن السلاطين كانت لهم علاقة مع القبائل الصحراوية، ولعل أكبر دليل على ذلك هو طلب دول أجنبية من هؤلاء السلاطين التدخل لتحرير السفن. واستشهد المتحدث ذاته بحالة الربان الأمريكي جيمس رايان، وتجربة عبوديته، بعد أن تم اختطافه؛ حيث عاش فترة من الرّق، وبعد أن اشتراه تاجر في نواديبو سمعه يبكي، ثم نقله إلى موكادور حيث سلمه إلى سفير الولاياتالمتحدة. اليوم الأول من المؤتمر عرف مشاركة عدد من الخبراء الأركيولوجيين من مختلف الجنسيات؛ حيث رصد الخبير السنغالي موسى فيلي معالم التراث المغمور تحت البحر في بلاده، مؤكدا أن الأبحاث في هذا المجال بدأت منذ سنة 1988، من خلال فريق بحث فرنسي يقوده ماكس كوروا، حيث تم العثور على سفينة فرنسية قرب الساحل السنغالي تحتوي على عدد كبير من الكنوز. وفي الوقت الذي قال فيه إن غرق السفن الأوروبية في السنغال ارتبط في فترة معينة بالجهاد البحري الذي كان يقوم به المسلمون، عرج موسى فيلي على دور بلاده في الحرب العالمية الثانية، حيث كانت السفن الأوروبية ترسو في الساحل، وعرفت هذه الفترة الممتدة من 1939 إلى 1945 غرق سفن حربية أوروبية، داعيا إلى ضرورة تطوير هذا التراث.