أكد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، على هامش استقباله بعثة متعددة الديانات قادمة من تولوز الفرنسية، بمقر المجلس بالرباط، أن العمل يتواصل لتقديم الوجه الحقيقي للمغرب، والتعريف بالتعدد الديني والثقافي والحضاري الذي يميز المملكة. واعتبر بوصوف، في تصريح لهسبريس، أن العديد من الناس في الخارج لا يعرفون المغرب بعمق، "في حين يعرفونه عبر ما يصلهم من مقالات وكتابات، لكن تغيب عنهم المعرفة الحقيقية التي لا يمكن أن تتأتى دون المعاينة والاحتكاك المباشر". وشدد أمين عام الCCME على أن الهدف من استقبال البعثات الأجنبية هو تقديم المغرب على حقيقته، ودعم الجالية المغربية، خصوصا بعد الأحداث الإرهابية التي ضربت كلا من باريس وبروكسيل.. "أصبحت الأصابع تشير إلى الجالية، وهنا نريد أن نبين أن المغاربة في طبعهم وثقافتهم وتاريخهم وتدينهم بعيدون عن الإرهاب والتطرف"، يضيف بوصوف. وأضاف المتحدث: "مثل هذه اللقاءات تساهم في مد جسور التواصل والحوار البناء مع الآخرين، إذ لاحظنا تغيرا في مواقف من زارونا هنا؛ وذلك ما لمسناه في زيارة بعثة قادمة من بوردو الفرنسية، مكونة من ممثلي مختلف الديانات، وكذلك ممثل بلدية المدينة، إذ راسلونا فور عودتهم مؤكدين رغبتهم في التعاون معنا والتواصل، مخبرين بأن بلدية بوردو مستعدة للاشتغال مع المملكة، خاصة في ميدان الحقل الديني، وسنزورهم قريبا لبلورة برنامج عمل موحد بيننا في ما يتعلق بالقضية". الأمين العام للمجلس اعتبر أنه أمام ما يقع في العالم "لا يجب أن نبقى مكتوفي الأيدي"، مشددا على ضرورة تحرك كل واحد من موقعه لمواجهة تحديات الإرهاب، وزاد: "لأن أبناءنا يقعون ضحايا تجار الموت، وينخرطون في عمليات إرهابية ترجع علينا وعليهم بالسوء، وتشوه سمعة المغاربة، ولا يمكن أن نسكت على ذلك". وختم بوصوف تصريحه بالتأكيد على أن المقاربة الأمنية التي تقوم بها أوروبا ويقوم بها المغرب مهمة، داعيا إلى أن يوازيها عمل مكمل، يتمثل في تغيير الذهنيات والأفكار وغرس نموذج للتدين مبني على الوسطية والاعتدال واحترام الآخر. رئيس القطب الجهوي في تولوز لفدرالية البروتستانت بفرنسا، جون كلود فارلوفينس، أكد في تصريح لهسبريس أن سلسلة اللقاءات التي قاموا بها ضمن هذه الزيارة إلى المغرب، والمفعّلة منذ أيّام وستستمرّ ليومين آخرين، تشكّل فرصة استثنائيّة للتقاطع مع أسئلة ذات صلة بما تعرفه المرحلة الحالية، بالمملكة المغربيّة كما في جمهورية فرنسا. وأضاف: "نظرات الدول تتغيّر تجاه الديانات، وهذا يفرحنا، ذلك أننا نلاحظ لدى المسؤولين السياسيّين إرادة لفتح الحوار بين مختلف الفاعلين والمسؤولين الدينيّين، خاصّة ما يرتبط بتطوير معرفة بينيّة متوجّهة نحو الأفضل، لدى من يؤمنون، ودون إغفال من لا يؤمنون. ونعتقد أن هذا هو المسار الذي يمرّ منه السلام الذي ترغب فيه الشعوب". مطران تولوز، روبير لوكال، اعتبر، في تصريح لهسبريس، أن الأيام التي قضاها رفقة الوفد بالمغرب جعلته سعيدا للغاية بكل ما رآه وسمعه، واسترسل: "كما نروم التعاون من أجل تحقيق معرفة أوسع بين الناس، إذ نتوفر على معطيات أغناها العيش المشترك الذي تحقق هذه الأيام بالتواجد وسط المغاربة، وذلك أثّر فينا بعمق". وزاد المتحدث: "أشارك منذ زمن في الحوار بين الديانات، خاصة أن قداسة البابا جون بول الثاني لم يتوقف عن القول، ضمن كل وثائقه، وقبل 15 عاما عن موعد وفاته، إنه يثمّن الحوار البينيّ الجامع للمسيحيّين، وأيضا الحوار بين الديانات كشرط ليعمّ السلام". وختم مطران تولوز تصريحه بالتأكيد على أنه من الأساسي أن تعمل الدول على الانفتاح الدائم على الآخرين، مشددا على أن الحوارات المبنية على الاحترامات المتبادلة ممكّنة من العيش المشترك، بعيدا عن الإقصاء، وأقرب إلى إشاعة المحبّة والسلام.