افتتحت بالعاصمة الهولنديّة أمستردام، زوال اليوم، فعاليات الدورة الأولى من مهرجان الثقافة الأمازيغيّة بأوروبّا، إذ من المنتظر أن يستطيل الموعد الحامل لاسم "تَاوِيزَا" على مساحة زمنيّة من 3 أيّام ببرمجة مصدّرة بشعار: "اكتشف التنوّع الثقافيّ في المغرب" على أن يستقطب زوارا من الجاليّة المغربيّة زيادة على هولنديّين ومنحدرين من الدول المجاورة للأراضي المنخفضة. وقال عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، إنّ اختيار إقامة التظاهرة بهولندا يأتي من توفر البلد على جالية مغربيّة أمازيغيّة قويّة.. وزاد بوصوف ضمن تصريحه لهسبريس: "هذا نوع من الاعتراف بالجالية المغربية الأمازيغيّة والعمل على تقريب الثقافة الأمازيغية منهم حتى تكون رابطا مع البلد الأصل". كما لم يخف نفس المسؤول عن الCCME، المؤسسة التي تقيم ذات المهرجان بشراكة مع مؤسسة أركان بأمستردام، كون التشنّجات الهوياتية التي عرفتها هولندا وكذا الصعود الانتخابي لليمين المتطرّف قد أسهما في الاختيار حتى يتم "تمكين الشباب المغاربة من التعرف على عناصر من ثقافته تدافع عن التعدد والتنوع وتحث على احترام الآخر". الرواق المخصص للصناعة التقليديّة المغربيّة، زيادة على فضاء الفنون، كانا الحيزين المكانيّين الذان شهدا إعطاء الانطلاقة للمهرجان الأول للثقافة الأمازيغيّة بأوروبّا.. إذ اطلع الوفد الرسميّ، الذي توسّطه نائب عمدة أمستردام بAmsterdamRai، على ما وفّره العارضون من منتوجات، كما تلقّى شروحات تقنيَّة تهمّ طريقة الاشتغال على المواد الخام بمختلف مراحل الإنتاج. سفير المغرب المعتمد بهولندا، عبد الوهاب بلوقي، اعتبر أنّ فكرة إقامة مهرجان ثاوِيزا قد نالت استحسان الجميع لكونه يهدف إلى إبراز الثقافة الأمازيغيّة بكل تجلياتها وجوانبها.. واسترسل ضمن تصريحه لهسبريس: "الرسائل المبعوثة من هنا تهم التسامح والحوار والانفتاح على الثقافات الأخرى.. وهذا المهرجان سيمكّن الجالية المغربية من الافتخار بثقافتها الأمازيغية المبرزة أمام الهولنديّين". الأيام الثلاثة للمهرجان المقام بفضاء العروض AmsterdamRai تعرف برمجة أرادها المنظّمون متنوّعة بامتدادها من الندوات الفكرية إلى السهرات الفنية الموسيقيّة.. إذ تشمل عروضا سينمائية لمنتجات فيلميّة مغربيّة زيادة على أنشطة ترفيهية وأعمال تربوية وثقافيّة.. كما تمّ تخصيص مساحة واسعة تحتفي بالمطبخ المغربي. حكيم بنشماس، المستشار البرلماني والقياديّ بحزب الأصالة والمعاصرة، قال لهسبريس إنّ "إقامة هذه التظاهرة قد جاء في الوقت المناسب بالنظر لحالة الاستياء التي تطال صفوف الجالية المغربية بهولندا جراء تواتر مجموعة من الضربات التي تستهدفها".. وأضاف بنشماس: "مثل هذه التظاهرات ينبغي التوسع فيها من أجل الإنصات لمغاربة العالم بفعل وجود تراكم لعدد من الأسئلة والانتظارات المستلزمة لمصارحات خلال التواصل منثل هذا المبرمج ضمن المهرجان". المهرجان المقام من لدن مجلس الجالية المغربية بالخارج، بشراكة مع مؤسسة "أركَان" بأمستردام، ضمّن 3 مساحات للنقاش عنت أولاها بالتنوع الثقافي وواقع الثقافة الأمازيغية بهولندا، فيما الثانيَة والثالثة اختصّتا بكل من "المغرب.. سوق ناشئة ذات آفاق" و"السياسة المغربية في مجال الهجرة".. مع احترام التوالي..فيما تعذّر تنقل 4 وزراء صوب هذه الجلسات، وبالتالي عدم تمكّنهم من إغناء النقاشات الهامّة قطاعات يدبرونها حكوميا، دافعين بوجود "التزامات طارئة" كمبرر للانسحاب من البرمجة. خالد البوقرعي، النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، قال لهسبريس إنّ أوّل إيجابية لمهرجان "ثَاوِيزَا أمستردَام" تمثلت في كشفه عن تغيّر التعامل مع الجالية المغربية بتجاوز المنطق الذي كان في الماضي.. وقال البوقرعي في تصريحه لهسبريس: "المغرب، بكل فئاته ورجالاته، ينتقل نحو المهجر كي يطلع على قضايا المغاربة هنا، ويتواصل معهم في مجموعة من الأمور المختلفة التي ترتبط أساسا بالهويّة.. فهذا المهرجان الذي عنوانه الأبرز هو الثقافة الأمازيغية، في بلد اسمه هولندا وبه غالبية مغربية منحدرة من الريف، يشكل خطوة إيجابية أتصور وقعه جدّ إيجابيّ". أمّا إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فقد صرّح للجريدة الإلكترونيّة بأنّ الماضي كان يعرف "بعض امتدادات للفكر العدمي والانفصالي في صفوف الجالية المغربيّة بشكل أثر عليها"، وواصل لشكر، ضمن ذات التصريح، بقوله: "التحولات التي عرفها المغرب جعلت جمعيات، كانت لها مواقف مما يجري في وطنها الأمّ، تعي مسلسل التطور الذي يتمّ، ليتحقق بذلك نوع من الإنصاف.. وقد لبيت دعوة منظمي مهرجان تَاوِيزَا لأن الفريق الاشتراكي كان له السبق في وضع مقترحي قانونَين يهمان مواطنة أفراد الجاليَّة، وهذه مناسبة للتواصل بأمستردام من أجل معرفة آراء المغاربة هنا ممّا يجري". جدير بالذكر أنّ الأسماء الموسيقيّة المشاركة بالتظاهرة، وهي التي ستختتم يوم الاثنين، من بينها محترفو فنّ ينتظر مغاربة هولندا عروضهم، ومن بينهم نجاة اعتابو وسعيدة شرف وعائشة تشينوِيت، وموس ماهر ورامي لاباش، زيادة على ثِيفيُور ومجموعَات إثران وإمتْلَاع واولاد الشيخ مُوحنْد، وخديجة أطلس وميلُودَة الحسيميّة ونور الدين مولاي، بالإضافة إلى حنان الفاضلي التي ستقدّم عرضا كوميدياً.