حالة من الغضب تسود أوساط الأطر المعطلة والنشطاء الحقوقيين في مدينة كلميم بعد وفاة إبراهيم صيكا، أحد أعضاء التنسيق الميداني للأطر الصحراوية المعطلة، مساء الجمعة، بمستشفى الحسن الثاني بأكادير، بعد تدهور حالته الصحية نتيجة إضرابه عن الطعام الذي خاضه منذ الخامس من الشهر الجاري. وخرجت مظاهرة احتجاجية ليلية قادها الشباب المعطلون بعد شيوع خبر وفاة إبراهيم صيكا، شارك فيها عدد من أعضاء التنسيق الميداني للأطر الصحراوية المعطلة، بالإضافة إلى فعاليات من المجتمع المدني، من أجل المطالبة بفتح تحقيق حول وفاة الراحل، وإجراء عملية تشريح للجثة من أجل معرفة الأسباب الحقيقية للوفاة، وكذا محاسبة المسؤولين عن ذلك. وكان إبراهيم صيكا من أبرز الناشطين في التنسيق الميداني للأطر المعطلة بكلميم، حيث تم توقيفه في الأول من أبريل الجاري على خلفية تنظيم وقفة احتجاجية مطالبة بالتشغيل، إلى جانب عدد من شباب المدينة العاطلين عن العمل، إذ كان من المقرر أن تنظم الوقفة الاحتجاجية في شارع المختار السوسي بحي النوادر بكلميم، قبل أن يتم منعها. وبعد أن تم الزج به في السجن، قرر صيكا خوض معركة الأمعاء الفارغة منذ الخامس من أبريل الجاري، يوما واحدا بعد ذلك تدهورت حالته الصحية بشكل لافت، ما استدعى نقله إلى قسم الإنعاش بمستشفى الحسن الثاني بمدينة أكادير التي تبعد عن كلميم بأزيد من مائتي كيلومتر. وفي الوقت الذي كانت فيه إدارة السجن المحلي لإنزكان قد أكدت أن الراحل أحيل في اليوم نفسه الذي تدهورت فيه حالته الصحية على المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير وظل تحت المراقبة الطبية إلى أن وافته المنية، ذكرت الإدارة أنها قامت بإبلاغ عائلة الراحل، كما تقرر إجراء تشريح للجثة تحت إشراف النيابة العامة المختصة من أجل تحديد أسباب الوفاة. وعلى الرغم من الطابع الاجتماعي لملف إبراهيم صيكا، حيث كان يطالب بالتشغيل، خرج "إنفصاليو الداخل"، ليحاولوا العمل على تحويل الملف إلى قضية سياسية، مروجين أن الراحل كان معتقلا سياسيا. وخرج ما يسمى "تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان CODESA"، ببلاغ يعتبر أن إبراهيم صيكا كان معتقلا سياسيا، على الرغم من أن هذا الأخير لم تكن له علاقة بالعمل السياسي، وكان يحرص على عدم تسييس ملف المعطلين. وفيما زعم التجمع بأن الراحل تعرض للتعذيب خلال فترة اعتقاله، دعا إلى فتح تحقيق مستقل عن وفاة إبراهيم صيكا بعد مرور فقط 07 أيام من وضعه بقسم الإنعاش بمستشفى الحسن الثاني بمدينة أكادير.