اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم السبت، بجملة مواضيع في مقدمتها قمة منظمة التعاون الاسلامي التي اختتمت باسطنبول، والأزمة السياسية في العراق ، وموضوع الإرهاب وعلاقات إيران بدول الخليج. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان (الاستقرار والتنمية) أن الاستقرار والتنمية هما عنصران متلازمان وضروريان لأى نهضة أو تقدم مؤكدة على أن فكرة الاستقرار ضرورة واجبة، خاصة فى مثل هذه الظروف الراهنة والمرحلة الصعبة التى تمر بها البلاد. كما أكدت أن عملية الاستقرار هى مسؤولية المجتمع بكل فئاته ، وعلى الجميع الاسهام بدوره فى تحقيقه، وذلك من خلال إدراك حجم المخاطر المحدقة بالبلاد وما يحاك لها من المؤامرات داخليا وخارجيا قبل أن تستطرد أن "هذا ليس معناه أن يمتنع المواطن عن الكلام (..) فحق المواطن فى حرية الرأى والتعبير مصون ومكفول بالقانون والدستور ولكن من خلال القنوات الشرعية (..) وبشرط ألا يكون ذلك على حساب مصلحة الوطن ". من جهتها كتبت صحيفة (الوفد) في مقال عن ما أسمته ثقافة الاختلاف التي قالت إنها غائبة في مصر رغم القيام بثورتي 25 يناير و30 يونيه وقالت " مازلنا فى مصر لا نعرف ثقافة الاختلاف، وغالبا ما يتم التقسيم على أساس معسكرين الأول ضد الثانى، وكل طرف يكيل للآخر الاتهامات ويكيل له بهتانا وظلما كل العيوب". وأكدت أن الديمقراطية الحقيقية أساسها مبنى على ثقافة الاختلاف إلا أن المصريين لا تزال نعرة الدولة الديكتاتورية تسيطر على مفاهيم حياتهم مستطردة أنه من حق الناس أن يختلفوا بضوابط "دون تدبير المكائد ودون إلصاق التهم الجزافية.. فهل نفعل¿! أم نظل نتعارك". وفي عموده ب(الأهرام) عاد الكاتب الصحفي المخضرم مكرم محمد أحمد للحديث عن الجدل الدائر حول جزيرتي تيران وصنافير التي أعادت مصر سيادتهما للسعودية وقال "لأن مصر دولة محترمة كان عليها ان تعترف بملكية السعودية لجزيرتى تيران وصنافير، لان كافة الوثائق تؤكد ان الجزيرتين سعوديتان". وبعد أن اشار إلى أن قرار نقل الملكية يملكه الآن البرلمان قال "ومن ثم يصبح السؤال الصحيح، هل نسلم بصحة الوثائق (..)ام نرضخ لدعاوى ديماغوجية لا تقوم على سند تاريخى او جغرافى ونرفض تسليم الجزيرتين". والإمارات، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، عن حاجة المسلمين الآن أكثر من أي وقت مضى إلى وحدة الصف مشيرة في هذا السياق إلى أن القمة الإسلامية في اسطنبول، جاءت لتضع النقاط على الحروف وتحدد مصادر التهديدات التي تواجهها الدول والشعوب الإسلامية، سواء من التنظيمات الإرهابية المتطرفة أو من القوى التي تدعم الإرهاب وتسلك سياسات خارقة للأعراف والقوانين الدولية. واعتبرت الافتتاحية أن إيران كانت أبرز نماذج هذه المصادر، والتي جاء بيان القمة الختامي ليطالبها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول البحرين واليمن وسوريا والصومال، معربا عن إدانته للاعتداءات التي تعرضت لها البعثات السعودية في إيران ورفضه التصريحات الإيرانية التحريضية حول الأحكام القضائية الصادرة ضد عدد من مرتكبي الجرائم الإرهابية في السعودية. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها إلى الأزمة السياسية في العراق، مؤكدة أنه يبدو أن مصيبة العراق بطبقته السياسية باتت عصية على الحل، لأن الفساد في هذا البلد العربي صار مؤسسة قائمة بذاتها أقوى من أية مؤسسة أخرى. وأوضحت أن "الفساد نخر جسم الدولة حتى العظم وصارت تديره أحزاب وقوى وطوائف قادرة على مقاومة أي جهد للإصلا مؤكدة أن العراق يقف حاليا على مفرق طرق، لأن الأزمة تبدو حتى الآن عصية على الحل، والمؤسسات السياسية التي كانت بالأساس مشلولة تواجه الآن السقوط، ما سيترك آثارا كارثية على الجبهات المفتوحة ضد الإرهاب، إلا إذا كان المقصود من هذه الأزمة ضرب الجبهة الداخلية وشل جبهات القتال وتمكين (داعش) مجددا. وفي قطر أكدت صحيفة ( الشرق) أن البيان الختامي للقمة الإسلامية بإسطنبول جاء في وقت بالغ الأهمية، حيث تواجه الأمة الإسلامية تحديات كبرى، تتطلب وحدة في الموقف، لعل أهمها قضية الإرهاب، والفهم المغلوط للدين الإسلامي الحنيف، والتفريق بين الإرهاب ومقاومة الاحتلال خاصة في فلسطينالمحتلة. ولاحظت الصحيفة في افتتاحيتها أن البيان أكد على ضرورة بناء علاقات التعاون بين الدول الإسلامية وإيران على مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وحل الخلافات بالطرق السلمية وفقا لميثاق منظمة التعاون الإسلامي وميثاق الأممالمتحدة ومبادئ القانون الدولي، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها. من جهتها ، ترى صحيفة (الراية) أن القمة ال13 لمنظمة التعاون الإسلامي، تكتسب أهميتها من أهمية ودقة الظرف الدقيق الذي يواجه العالمين العربي والإسلامي، مبرزة أن القرارات التي خرجت بها القمة جاءت متوافقة مع نبض الشارع العربي والإسلامي، خاصة أنها أكدت مركزية قضية فلسطين والقدس بالنسبة للأمة الإسلامية، إلى جانب دعمها المبدئي لحق الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف. واعتبرت الصحيفة في افتتاحيتها أن "إدانة" القمة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة "رسالة إسلامية جماعية واضحة موجهة للحكومة الإيرانية بأهمية تغيير سلوكها لتكون مقبولة عربيا وإسلاميا " . وبلنان، قالت صحيفة (الجمهورية) إن أمل اللبنانيين خاب خلال القمة الاسلامية في عقد اجتماع لبناني سعودي يتخطى "السلام والتحيات" بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ورئيس الحكومة تمام سلام، حيث كان اللبنانيون يمنون أنفسهم بأن يؤدي في حال انعقاده إلى عودة المملكة عن موقفها الأخير، وإعادة وصل ما انقطع بينها وبين لبنان. وفي سياق آخر أبرزت الصحيفة أنه في هذه الأجواء يبدأ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، اليوم، زيارته إلى لبنان، في وقت أعلن في (حزب الله) أن لا لقاء مع هولاند. أما (النهار) فذكرت أنه وفي "خط تصاعدي" منذ أزمة التدافع في منى في موسم الحج السابق في شتنبر 2015، وصولا إلى الهجوم على البعثتين الديبلوماسيتين السعوديتين في طهران ومشهد، والمواقف المتتالية من الدور الذي يضطلع به (حزب الله) خارج الحدود اللبنانية، وضعت القمة ال13 لمنظمة التعاون الإسلامي في اسطنبولطهران و(حزب الله) في خانة واحدة، خانة (الإرهاب)"، سواء بدعمه أو ممارسته، والتدخل في شؤون دول هي سوريا واليمن والكويت والبحرين والصومال. وأشارت الى أنه وكما في كل مناسبة توجه فيها أصابع الاتهام إلى إيران و"حزب الله"، يجد لبنان الرسمي نفسه محرجا، فتحفظ عن هذه الإدانة مع تأكيد "ضرورة احترام عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوسط ) إن مختلف أنواع الصراعات والأزمات بالمنطقة تتخذ طابعا تفريقيا وتفتيتيا للمجتمعات بما يهدد التماسك الاجتماعي، موضحة ان هذا التفريق يتخذ انماطا مرعبة، مثل نمط الصراع الطائفي أو الصراع القبلي أو المناطقي أو الإثني إلى الدرجة التي أصبحت فيه هذه الهويات تنتصر على الهوية الوطنية الجامعة. وأضافت الصحيفة أن هذا التطرف يحرك العنف والإرهاب عبر الحدود، ويصل بآثار ه إلى أماكن بعيدة، وبالتالي فإن الوضع يتحول إلى شأن دولي، مبرزة أنه لأن البلدان العربية تعيش أزمات متلاحقة وتعاني من اتجاهات تفرق المجتمعات، فإنها أضعف من التأثير على الأجندة العالمية التي تتحرك نحو تدويل قضايا المنطقة، الواحدة تلو الاخرى، ومن ثم وضع حلول تتناسب مع القوى المؤثرة في عالم اليوم. وعلى صعيد اخر، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إنه ليس من المستغرب أن تكون البحرين والسعودية عرضة للهجمات الإرهابية في المنطقة، حيث تعاني الدولتان من "الإرهاب الإيراني"، الذي تطور في المراحل الأخيرة ليتحول إلى تفجيرات تستهدف رجال الأمن والمدنيين، فضلا عن الأدوار التكميلية التي تلعبها التنظيمات الإرهابية الأخرى التي تستهدف السعودية مثل(داعش ) و(القاعدة). وأبرزت الصحيفة فحوى تقرير صادر عن مؤسسة (اوان ) بتعاون مع (مجموعة استشارات المخاطر )، حيث جاءت البحرين والسعودية على رأس قائمة دول مجلس التعاون الخليجي عرضة للهجمات الإرهابية، مشيرة إلى أن التقرير حذر من أن الخطر الإرهابي الذي يتهدد الدولتين الخليجيتين قد يمتد تأثيره المجتهدين حركة التجارة العالمية، خصوصا إذا امتدت اي هجمات إرهابية لتستهدف حركة الملاحة في الخليج العربي.