حذرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) المغرب من هجوم وشيك للجراد، بعد أن رصدته في عدد من المناطق في غرب إفريقيا، وذلك وفق آخر المعطيات التي تتوفر عليها. تحذير المنظمة الأممية للمغرب جاء على الدرجة نفسها مع الجزائر، إذ دعت البلدين إلى ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر، واتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل الوقوف في وجه انتشار أسراب الجراد، خاصة في الصحراء وموريتانيا، في حين كشفت أن المناطق الواقعة جنوب جبال الأطلس يمكن أن تصبح مناطق محتملة لتكاثر الجراد الصحراوي القادم من الجنوب. ودقت المنظمة ناقوس خطر احتمال أن تكون في شمال غرب إفريقيا أسراب صغيرة من الجراد، يمكن أن تجد أماكن تكاثر مناسبة لها في المغرب، خاصة في منطقة وادي درعة، وفي موريتانيا قرب زويرات، بالإضافة إلى الجزائر، كما أنه من المرجح أن تجري عملية تكاثر الجراد الصحراوي على نطاق ضيق في جنوب غرب ليبيا. وكشفت "فاو" أنه يمكن للجراد الصحراوي تشكيل مجموعات كبيرة من الحوريات، تنتشر على نطاق واسع، إذ تتحول إلى حشرات مكتملة النمو وتكون أسرابا، تقدر أعدادها بعشرات الملايين من الحشرات القادرة على قطع مسافات تصل إلى 150 كيلومترا يوميا بمساعدة الرياح. وتعتمد المنظمة على خدمة معلومات الجراد الصحراوي لتلقي بيانات حول حالة الجراد من البلدان المتضررة التي تقوم بإجراء المسح الدوري، كما يجري تحليل هذه المعلومات بانتظام، إلى جانب معطيات الطقس، والمواقع البيئية، وصور الأقمار الصناعية، بهدف تحديث الوضع الحالي للجراد، وإصدار توقعات تغطي فترات تصل إلى ستة أسابيع مسبقا؛ وفي حال الخطر يتم إصدار تنبيهات للجهات المعنية. وشمل تحذير المنظمة الدولية أيضا دول الخليج العربي والشرقي الأوسط، إذ قالت إن انتشار الجراد الصحراوي الذي تم رصده مؤخرا في اليمن يمثل تهديدا محتملا على المحاصيل في المنطقة، في حين أن النزاع المسلح الذي تشهده البلاد يعيق بشكل كبير عمليات السيطرة على موجة اجتياح الجراد. وتبعا لذلك، دعت المنظمة الدول المجاورة، وهي السعودية وسلطنة عمان وإيران، إلى التأهب واستعداد فرق المسح والمكافحة واتخاذ جميع الإجراءات الضرورية لمنع هذه الحشرات المدمرة من الوصول إلى مناطق التكاثر في أراضيها. كما قال كيث كريسمان، كبير مسؤولي تنبؤات الجراد في المنظمة، إن مدى التكاثر الحالي للجراد الصحراوي في اليمن ليس معروفا بسبب حالة انعدام الأمن السائدة في البلاد، والتي تصعب على فرق المسح الدخول إلى معظم المناطق.