حذرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، المغرب من انتشار الجراد الصحراوي الذي تم رصده مؤخراً في اليمن، والذي يمثل تهديدا محتملاً على المحاصيل في المنطقة، داعية إلى ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر خاصة في المناطق الواقعة جنوب جبال الأطلس، التي يمكن أن تصبح مناطق محتملة لتكاثر الجراد الصحراوي الذي شكل مجموعات من الجراد في أجزاء من المغرب وموريتانيا. ودعت منظمة (فاو) الدول المجاورة وهي السعودية وسلطنة عمان وإيران إلى التأهب واستعداد فرق المسح والمكافحة واتخاذ جميع الإجراءات الضرورية لمنع هذه الحشرات المدمرة من الوصول إلى مناطق التكاثر في أراضيها. كما ذكرت منظمة (فاو) أنه في شمال غرب إفريقيا تتواجد مجموعات صغيرة وربما أسراب صغيرة من الجراد يمكن أن تجد أماكن تكاثر مناسبة لها في المغرب خاصة في منطقة (وادي درعة)، وفي موريتانيا (قرب زويرات) وفي الجزائر. إضافة إلى ذلك فإنه من المرجح أن تجري عملية تكاثر الجراد الصحراوي على نطاق ضيق في جنوب غرب ليبيا، ولكن أعداده ستظل منخفضة. وأكدت المنظمة (فاو) على ضرورة المراقبة الدقيقة في جميع هذه المناطق خلال الأشهر القليلة المقبلة لمنع هذه الحشرات من تشكيل أسراب كبيرة مدمرة، أما وضع الجراد الصحراوي في الدول الأخرى فيبقى هادئاً في مارس حيث لم يتم رصد تطورات كبيرة كما لا يتوقع حدوث مثل هذه التطورات. وأشارت المنظمة، إلى أنه يمكن للجراد الصحراوي تشكيل مجموعات كبيرة من الحوريات تنتشر على نطاق واسع. والتي تتحول إلى الحشرات المكتملة النمو وتكون الأسراب، التي تقدر أعدادها بعشرات الملايين من الحشرات القادرة على قطع مسافات تصل إلى 150 كم يومياً بمساعدة الرياح، التي يمكن أن تضم أسراب الحشرات مكتملة النمو. وتستطيع الجرادة الأنثى الواحدة وضع 300 بيضة أثناء دورة حياتها، في حين أن الجراد الصحراوي المكتمل النمو يلتهم يومياً ما يعادل وزنه تقريباً من الغذاء الطازج- نحو غرامين يومياً- ويستهلك سرب صغير نسبياً من الجراد في اليوم الواحد نفس كمية الغذاء التي يستهلكها نحو 35000 شخص. وقد لعبت إجراءات المراقبة والتحذير المبكر والوقاية من الجراد دوراً مهماً في انخفاض مرات وفترات انتشار الوباء منذ ستينات القرن الماضي، إلا أن التغير المناخي اليوم يؤدي إلى تزايد وتيرة انتشار الجراد كما أن الطقس غير المتوقع والأحوال الجوية المتطرفة تشكل تحديات جديدة لكيفية مراقبة نشاط الجراد. وتعتمد المنظمة (فاو) على خدمة معلومات الجراد الصحراوي لتلقي بيانات حول حالة الجراد من البلدان المتضررة التي تقوم بأجراء المسح الدوري. ويجري تحليل هذه المعلومات بانتظام، إلى جانب معطيات الطقس، والمواقع البيئية، وصور الأقمار الصناعية بهدف تحديث الوضع الحالي للجراد وإصدار تنبؤات تغطي فترات تصل إلى ستة أسابيع مسبقاً؛ وإن لزم الأمر إصدار تنبيهات وتحذيرات للجهات المعنية. كما تقوم المنظمة بعمليات التقييم الميداني وتنسق عمليات المسح والمراقبة وتقدم المساعدة في حالات الطوارئ. وتقدم الهيئات الإقليمية الثلاث لمكافحة الجراد الدعم في مجالات التدريب المنتظم وتعزز القدرات الوطنية في المسح والسيطرة والتخطيط لحالات الطوارئ.