حاول حمادة البيهي، العائد قبل سنتين من مخيمات تندوف إلى أرض الوطن، أن يضع المغاربة في الصورة الحقيقية لواقع المخيمات بالجزائر، وذلك وفقا لما أكد عليه خلال مشاركته، اليوم الثلاثاء بمدينة الرباط ، في ندوة مركز هسبريس للدراسات والإعلام حول تدبير ملف الصحراء بين الأمس واليوم. وقال البيهي بلغة الغاضب من طريقة تدبير ملف الصحراء: "إن المغرب ليس في حاجة للطبّالة للدفاع عن قضية الصحراء"، بل إنه محتاج "لأبنائه الحقيقيين، لأن المغربي ليس بمنطق الاستفادة". وفي الوقت الذي دعا فيه إلى ضرورة "توفير ظروف الكرامة والعيش الكريم"، لفت الناشط الحقوقي الصحراوي إلى أنه ينتمي "لجيل المأساة، وكنا نؤمن أن البوليساريو على خير، وشعاراتها الرنانة القائمة على أن ما أخذ بالقوة لن يعود إلا بالقوة"، مضيفا: "لم أر أي شيء عن المغرب كأن لا شيء يربطنا بهذه الأرض، باستثناء بعض اللقطات". "الواقع المعاش في مخيمات تندوف هو أننا لسنا لاجئين. وكما أقمنا أول في مرة في خيمة، مازال أهالينا فيها إلى حدود الساعة، رغم وجود الإمكانيات الهائلة للبلد المستضيف"، يقول البيهي الذي أبرز أن "من يريد أن يحل مشكل الصحراء بمنطق 1975 فهو مخطئ"، نافيا وجود انفصاليين في الداخل "بقدر ما هناك غاضبون في الطرفين". الناشط الحقوقي الصحراوي أعلن أن "البوليساريو ليست هي الممثل الوحيد للصحراويين، لأن جميع القرارات يتم اتخاذها في الجزائر"، مشيرا إلى "أننا أتينا إلى المغرب بعز وافتخار، ولكن في العيون رأينا صنفا آخر من الفساد والاستبداد". وفي هذا الصدد، أوضح البيهي أن "هناك قيادات مستبدة في تندوف، وهنا لوبيات في الصحراء مستفيدة، وأحزاب سياسية محفظة"، موجها رسائل بالجملة مفادها أن "من يقولون إن البعض يريد الدفاع عن قضية الصحراء بأرواحهم، نقول لهم ابتعدوا عن الخطابات الفضفاضة، ودعوا قليلا من أموالكم فقط، لأن من له أهل هنا وفي المخيمات لن يطلب حربا لأنه سيكتوي بنارها". وأورد المتحدث: "المرتزقة وأعداء الوحدة الترابية هم المستفيدون والمفسدون في الصحراء"، مشددا على أنه "لحل المشكل لابد من تنمية حقيقية، ولابد من الابتعاد عن الخطابات الفضفاضة والكلام الرنان، لذلك فإننا محتاجون إلى تنزيل مخطط الحكم الذاتي الموسع باعتباره الحل الجدي، ولكن لا يخفى على أحد ضرورة إقناع الطرف الأخر".