السبب في كون الجمهور لم يضحك أثناء عرض الفيلم يرجع لكونه لم يؤد ثمن التذكرة ،لأن الذي يشاهد فيلما دون مقابل ،فوق كراس وثيرة ،وفي ظروف مريحة ،لا يمكنه أن يضحك ولا أن يتفاعل مع المواقف المثيرة..." "" البشير السكيرج صاحب الفيلم "الفضيحة " (كان يا ماكان ،كان مرة،حتى كان جوج مرات) الحقيقة "العارية" التي يخجل منها ،العديد من ممارسي الفن ببلادنا ،أنهم" رديئون "وعاجزون فنيا ،وأن لا مكان لهم تحت الشمس ،وأن الساحة الفنية لا تتسع للجميع ،بل للطاقات و للمواهب الفنية الحقيقية ،والحقيقية وحدها . وما الفيلم السينمائي –تجاوزا- " كان ياماكان ،كان مرة،حتى كان جوج مرات)، الذي قدم ،في أول عرض سينمائي له ، ضمن منافسات الدورة التاسعة للفيلم الوطني بطنجة ،إلا علامات من علامات الزمن الفني الرديء. ففي سينما "ميغاراما " بالدار البيضاء ،كما في سينما "روكسي " بطنجة ، شكل هذا الفيلم فضيحة "فنية" بامتياز ،ليس ،فقط ،لأن الجمهور قد غادر القاعة ،دون أن يجد القدرة على متابعة هذا "القرف " الفني ،الذي أسال الكثير من المداد ،قبل عرضه . بل لأن مخرج الفيلم ،لم يخجل من نفسه في الندوة الصحافية، التي كانت مخصصة لمناقشته ،حول ما أقترفه في حق نفسه وحق السينما التي هي منه براء . فيلم سينمائي ، سبقته الفضائح ، قبل وإبان عرضه وأثناء الندوة الصحافية التي كانت مخصصة لمناقشة "الرداءة" التي قدمها ،البشير ،باسم الفن والسينما ،في مهرجان يفترض فيه أن يعكس الصورة الحقيقة عن المشهد السينمائي الوطني . السينما التي نريد ،أن تكون صورتنا في المهرجانات الدولية والعربية ،بأفلام راقية وليس "بخزعبلات " فنية،يخجل منها الصغار قبل الكبار . كثيرون ، ربما طالعوا عبر الجرائد والصحف ،تصريحات الممثلة الجريئة،"سهام أسيف" التي فتحت النار ،على مخرج الفيلم الذي تحرش بها جنسيا بأمريكا ،واصفة أن ما حدث هناك ،لا يمكن السكوت عنه البتة ،بل يجب فضحه على صفحات الجرائد وأما م الملء . أسيف ، ليس وحدها من اكتوت بنار هذا المخرج "التحفة "،فهاهو المصور سعيد كوكاز ،يخرج عن صمته ويفضح بدوره ،هذا الأخير ،الذي قام باستغلاله ،أبشع استغلال ،كتقني ومخرج. ما قالته أسيف وأكده كوكاز ،يجده صداه في هذا الفيلم "التافه " ،الذي كشف حقيقة أن هناك أفلام تحظى بالدعم والدعم وكل الدعم ،وتكون في أخر المطاف ،سيئة فنيا للغاية ،ومتواضعة لدرجة أن جمهور السينما،يقرر الانسحاب من القاعة قبل بلوغ الشريط منتصفه. بطل فيلم "مذكرات الحاج الصولدي ،أخلف موعده مع الجمهور و الكثيرون لم يتحملوا مقدار ما ارتكبه من جرم في حق نفسه وحق السينما . وحق المهرجان الذي يبحث عن ذاته ،ضمن مهرجانات عالمية وعربية ،تحترم نفسها ولا تقدم أي شيء ،تحت أي مبرر،ف" إن المواطن المغربي –الذي صوره الشريط- شخص ساذج ومتخلف وجبان وعفن وبشع وماذا أيضا ؟يسيطر عليه التفكير الخرافي والشعوذة ولا يشغله –أو بالأحرى –لا يعرف شيئا غير التغوط ..". هو دافع ضرائب الأفلام المبرمجة ضمن المهرجان،الذي أخطأ ببرمجة ، هذا الشريط ،الجزء الكبير منه ،والكلام دائما لبركات ، مجاني ولا تخدم حبكته في شيء،من قبيل ،إبراز مواقف متتالية و مكرورة لتخلف المواطن المغربي عن مواكبته تطورات العصر ،رقصات شرقية ممططة بشكل مبالغ فيه ،المحاولات اليائسة لإثارة الضحك بسبب الاستناد إلى مواقف شبه مستنسخة عن بعضها البعض . فصاحب فيلم " كان ياماكان ،كان مرة،حتى كان جوج مرات"،كما جاء على لسان الكثيرين ،خيب ظن المشاهدين ،في الوقت الذي كان عليه أن يحسن تدبير تلك الإمكانيات ، التي وضعت تحت تصرفه ،لإنتاج شريط سينمائي ، يحترم اسمه و تاريخه الفني ،لكن ،للأسف الشديد ،تمخض الجبل فولد فأرا . فهل بهكذا شريط سينمائي،يمكن أن نتحدث عن تطور السينما ومنافستها لأفلام في مهرجانات راقية وذات حضور سينمائي وازن ؟ا وهل ب"صمت " الصحافة الفنية الجادة والمسئولة وجمعية نقاد السينما بالمغرب ،يمكن كشف عورات ،تجارب فنية عارية،إلا من تفاهتها ورداءتها،وتحظى بالدعم ،في الوقت الذي تكتوي فيه المواهب الحقيقية بنار الإهمال والتجاهل والنسيان ؟ا علي مسعاد إضاءة : * البشير السكيرج من مواليد طنجة ،يعيش بين لندن والمغرب الولاياتالمتحدة، من أعماله في مجال السينما : "Une brèche dans le mur" (1978* "Bab Sama Maftouh" (1988* Badis" (1989)* "A la recherche du mari de ma femme" (1993* "Les amours de Hadj Mokhtar Soldi" (1999)*