قال الحسين أومرجيج، عضو المجلس الوطني لتنسيقية الأساتذة المتدربين، اليوم بإنزكان، إن "تعاطي الحكومة والدولة المغربية مع ملف الأساتذة المتدربين، بإبداء جانب من التنازلات ورحابة الصدر في استعدادها للحوار، يُقابله ارتفاع في وتيرة القمع والاعتقالات والمتابعات في حقهم." وأشار أومرجيج في ندوة صحفية بإنزكان إلى "إحالة ثلاثة أساتذة مكونين بمركزي الدارالبيضاء والجديدة على المجلس التأديبي، ومتابعة أستاذين متدربين بطاطا، بتهم "مفبركة"؛ منها التحريض على المقاطعة، فضلا عن اعتقال طالب بالقنيطرة متضامن مع "أساتذة الغد"، وإدانته بشهرين حبسا نافذا، ومتابعة 9 آخرين في حالة سراح"، بالإضافة إلى ما وصفه أومرجيج ب"القمع والتنكيل" الممارسين في حق زملائهم بكل من تازة ومكناس، في آخر محطة من احتجاج "المناطق". وعبّر عضو التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، في الندوة ذاتها، عن الرفض القاطع لتحويل التنسيقية إلى "مجال لتصريف المزايدات السياسية والانتخابوية الضيقة، من أجل القيام بحملة انتخابوية سابقة على كاهل التنسيقية"، في إشارة إلى مبادرة كل من حزبي الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية". واعتبر المتحدث المبادرة المذكورة "محاولة لتسجيل النقاط على الحكومة، التي تستحق فعلا أن تُسجل عليها هذه النقاط"، حيث عمد الحزبان، مباشرة بعد رفض المبادرة، إلى إعلان محاولة تعديل قانون المالية، "وهم يعلمون علم اليقين تبعاته السياسية والقانونية والدستورية، وأن هذا التعديل سيُقابل بالرفض"، ويدخل في باب "اللهم إنا قد بلّغنا". عضو التنسيقية الوطنية ندد بما اعتبره ب"قسوحية الراس" الذي تبديه رئاسة الحكومة التي يقودها عبد الإله بنكيران، "والتي تريد إبداء أنها هي القادرة على مواجهة كل الحركات الاحتجاجية بما فيها تلك المتعلقة بالأساتذة المتدربين"، وهي حملة انتخابية قبل أوانها لإرضاء المؤسسات الوطنية والدولية، وتندرج في نطاق الاسترزاق على نضالات وتضحيات الأساتذة المتدربين، بتعبير المتحدث باسم التنسيقية الوطنية. وأضاف المتحدث أن "أساتذة الغد"، متشبثون بمطالبهم التقليدية، مع التعبير عن الاستعداد التام للتفاعل مع أية أرضية من شأنها حلحلة هذا الملف، "شريطة عدم المساس بالملف المطلبي المُحدّد". وعن آخر التطورات الرامية إلى حلّ ملف هذه الفئة، كشف أومرجيج أن مبادرات المجتمع المدني تقدّمت اليوم بتصور لإيجاد مخرج للقضية، ينبني على توظيف الفوج الحالي كاملا ودفعة واحدة في يناير 2017. وبخصوص شق التكوين، فإن ما تبقى، إلى حدود شهر يوليوز، يكون مُخصصا للدروس النظرية، في حين يجري التكوين وفق دروس تطبيقية ميدانية بداية من شتنبر، "ويبدو من خلال المبادرة أن الحكومة قد تفاعلت معها إيجابيا، وتنتظر موقف التنسيقية". من جانب آخر، أورد الحسين أومرجيج، ضمن ندوة صحافية حول آخر تطورات ملف الأساتذة المتدربين، اليوم بإنزكان، أن كل المؤشرات تدل على بداية الانتصار، مشيرا إلى أن الاعتصام المفتوح، المقرر تنفيذه بالرباط في غضون الأسبوع الجاري بمشاركة الأساتذة المتدربين والمتعاطفين مع قضيتهم، يعتبر، في نظره، معركة للحزم، وليس الحسم. وأضاف: "لم يبق لنا سوى الحزم في الدقائق الأخيرة من المقابلة"، كما أن "العامل الزمني، أصبح من مصلحتنا، بعد أن وجدت الحكومة نفسها في مأزق، وفي حرج كبير، خاصة ما يتعلق بالحركة الانتقالية لهيئة التدريس، والخصاص المهول الذي ستشهده المدرسة العمومية خلال الموسم الدراسي المقبل".