اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الإثنين، بعدة مواضيع منها مواصبة العاهل السعودي زيارته لمصر ، والعلاقات الخليجية الأمريكية ، والوضع في لبنان. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان (وعادت الوديعة لأهلها) عن مسألة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية وعودة جزيتين صغيرتين (تيران وصنافير) للسيادة السعودية مشيرة إلى أن السعودية كانت قد طلبت من مصر في 1950 "خضوع الجزيرتين للسيطرة المصرية بسبب ضعف البحرية السعودية آنذاك، وعدم قدرتها الدفاع عنهما فى مواجهة إسرائيل..". وذكرت أن السعودية قامت خلال السنوات الأخيرة بترسيم الحدود بشكل نهائي مع كل الدول المجاورة لها مثل اليمن وسلطنة عمان والامارات والعراق والبحرين، وكان من الطبيعى أن تقوم بترسيمها مع مصر أيضا و"تسترد وديعتها، وقد أكدت التزامها بالالتزامات المصرية الخاصة بالجزيرتين فى كامب ديفيد، وهو مايعنى أن المملكة الآن قد أصبحت من دول المواجهة مع اسرائيل". ومن جهتها عادت صحيفة (الأخبار) للحديث ،في مقال لها، عن الزيارة التي يقوم بها عاهل السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر معتبرة أن أهم ما تم خلال الزيارة هو " أنها وضعت النقاط فوق الحروف، وأكدت في الوقت المناسب الحقيقة الثابتة والراسخة، بأن ما بين مصر والسعودية هو رباط متين". وقالت إن الزيارة بعثت برسالة واضحة لكل من يهمه الأمر إقليميا ودوليا مؤداها أن مصر والمملكة هما ركيزة الأمن القومي العربي، ودرع الحماية والأمان وحصن الدفاع الصلب عن الأمة العربية ضد كل من يريد بها شرا. أما صحيفة (الوطن) فكشفت ،استنادا لمصادر رفيعة المستوى، أن المفاوضات بين مصر والسعودية حول جزيرتي تيران وصنافير بدأت بشكل متواصل منذ ستة أشهر حيث قدمت السعودية عدة وثائق تثبت ملكيتها للجزيرتين منها كتاب للأمم المتحدة يتضمن طلبا سعوديا للأمم المتحدة برد إسرائيل للجزيرتين اللتين احتلتهما في 1967 . وأشارت إلى أن مصر سيطرت على الجزيرتين بباركة سعودية عام 1950 وأنها أبلغت أنذاك الحكومة البريطانية والامريكية بهذا الموقف. وفي قطر قالت صحيفة (الراية ) في افتتاحيتها إن الظروف الحالية التي تواجه المنطقة العربية بالغة التعقيد وتتطلب التضامن العربي مثمنة في هذا الصدد اجتماع مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في دورته ال 23، والذي يكتسب أهمية قصوى لانعقاده في ظل ظروف إقليمية ودولية بالغة الدقة يمر بها العالم العربي. وأكدت الصحيفة أن موقف قطر من الإرهاب المعبر عنه خلال هذا الاجتماع، "ثابت ويقوم على نبذ التøطرف والإرهاب بكافة صورهما وأشكالهما" معربة عن أملها في أن يساهم هذا الاجتماع في تعزيز مسيرة التضامن العربي من أجل مواجهة الأزمات والتحديات التي تعصف بالمنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي ستظل قضية العرب والمسلمين الأولى . و في هذا السياق ، نوهت صحيفة ( الشرق) بالدعم المتواصل لقطر للشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة في كافة المحاور والمحافل الدولية ، مبرزة في افتتاحيتها أن هذا الدعم تم التعبير عنه مجددا من قبل محمد بن مبارك الخليفي رئيس مجلس الشورى القطري في كلمته خلال أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي بالقاهرة. وأضافت الصحيفة أن هذا الدعم يأتي إيمانا من الدوحة بعدالة قضية الشعب الفلسطيني وحتمية عودة الحقوق لأصحابها وحرصها على إقناع المجتمع الدولي، وهو يخوض حربه ضد الإرهاب بعدم الخلط بين المقاومة المشروعة للاحتلال على طريق التحرر الوطني، باعتبارها نتيجة منطقية وحتمية لكل عدوان أو احتلال ضد الشعوب وبين شبح الإرهاب المدمر الذي تجب محاربته وبلبنان كتبت صحيفة (السفير) أنه "وسط الروائح الكريهة المنبعثة من رواسب النفايات وفضائح الفساد، وعلى وقع أزيز البعوض المتكاثر والعابر للطوائف والمذاهب..." تبقى الأجهزة الأمنية والعسكرية المعنية بمواجهة الإرهاب، وحدها التي نجت حتى الآن من أضرار " هذه العبثية المتمادية التي لا تعرف حدودا" بلبنان. وأوضحت أن المؤسسة العسكرية تواصل في جرود عرسال (منطقة محاذية لسورية) استنزاف الجماعات المسلحة ومنعها من التقاط أنفاسها واستعادة المبادرة الميدانية. وإقليميا، كتبت (المستقبل) أن نتائج زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر، "هائلة سياسيا واقتصاديا"، وهو ما أظهرته الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، والتي قارب حجمها 25 مليار دولار، والتوافق السياسي على زيادة التعاون الاستراتيجي العربي تحقيقا للتوازن بعد سنوات من الاختلال، مع التشديد على ضرورة اعتماد محاربة متعددة الأوجه للإرهاب. وفي البحرين، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إن الجمعيات السياسية المقاطعة للانتخابات "لم يصدر منها موقف مشرف أو بيان واضح أو تصريح شجاع يدين التدخلات الإيرانية، ويؤكد رفض ولاية الفقيه في البلاد"، موضحة أنه حتى الجمعيات الليبرالية منها لم يكن لها موقف محدد في هذا الجانب، رغم كل التطورات السياسية الحاصلة في المنطقة. وأكدت الصحيفة أن على هذه الجمعيات وهي في طور الاستعداد للمشاركة السياسية القادمة، أن تعلن موقفها الواضح ضد التدخلات الإيرانية، "وإلا فإن مشاركتها لن تفيد، ولن تقنع الشعب البحريني، ولن تعيد جسور العلاقة والثقة (..)"، مشيرة إلى أن تلك الجمعيات "ظلت تتخفى وراء الملفات الحقوقية ودعم العمليات الإرهابية، لتؤكد انشغالها عن أهم موضوع وطني، له الأولوية القصوى في العمل السياسي في الدفاع عن عروبة البحرين واستقلاليتها، وحمايتها من التدخلات الإيرانية التي لم تتواصل إلا لاعتقادها الراسخ بوجود أتباعها ومواليها لتنفيذ خططها وتحقيق أحلامها وأطماعها الفاشلة". وعلى صعيد آخر، قالت صحيفة (الوطن) إنه حين كانت الساحة الشرق أوسطية أكثر هدوءا قبل (الربيع العربي)، كان بإمكان واشنطن تبني بعض الملفات العالقة ومعالجتها بعيدا عن الأضواء وعن كل مشارط العنف، لكن اليوم باتت الحلول أكثر صعوبة، وهذا يتطلب من الجانب الأمريكي "الكثير من الجدية للوقوف على مسافة واحدة من كل قضايا المنطقة لنتلمس الحياد منه في كل ملف ومع كل دولة وفي كل أزمة تعصف بالشرق الأوسط". وشددت الصحيفة على أنه يتعين أن تكون محددات التدخلات الأمريكية تصب في مصلحة الجميع وليس لمصلحة واشنطن فقط، مشيرة إلى أن أكثر من ملف ينتظر الجانب الأمريكي لمناقشته مع الخليجيين، لتحديد مصير الكثير من القضايا الراهنة، لعل من أبرزها قضايا الحروب والصراعات التي تتعلق بأمن المنطقة واستقرارها، وأنه يبدو أن حجم الملفات العالقة أكبر بكثير من أن تحل كلها أو حتى بعضها، عبر زيارات مكوكية لوزير الخارجية الأمريكي.