"شيعني الحسين"، هكذا قدم الناشط المغربي المهتم بشؤون المذاهب والأديان، إدريس هاني، قصة اقتناعه بالمذهب الشيعي، وهو الذي ما تزال أصوات إسلامية غير رسمية، خاصة السلفية منها، توجه له اتهامات بالعمالة لإيران وتكيل في حقه التكفير وفي حق المتشيعين المغاربة، بينما عدد ممن وصفهم هاني ب"عوام الناس" لا يفقهون أو يميزون، في نظره، "أبجديات علم الكلام البسيط" حتى يحكموا على كل شخص يعتنق مذهب "آل البيت". وفي سرد تجربته خلال استضافته بأحد برامج قناة "فرانس 24" التي تناولت موضوع "من هم الشيعة"، يقول هاني: "لا أتفق مع أني تحولت من السنة إلى الشيعة، بل كنت أشعر ولا زلت بأنني داخل العالم الإسلامي، وأن كل المذاهب هي رأسمال رمزي للأمة، ومن حق أي إنسان أن يذهب حيثما شاء، فكنت وكأني أتجول في الحديقة الإسلامية الواسعة"، فيما كشف أن اعتناقه للمذهب الشيعي بدأ منذ قرابة 30 سنة. وتابع المحدث قائلا: "التاريخ عن المسلمين مقدس، لكني لم أستطع هضم قضية الحسين الي تأثرت بها، مما جعلني أدخل في تجربة مساءلة التاريخ ومحاولة الوقوف عند التفاصيل بعيدا عن الخلفيات، فكان لا بد أن أفكر في التاريخ لأني أومن بنسبية الأفكار"، أما عن تصنيفه كشيعي، فردّ هاني: "أعتبر نفسي مسلما وفقط، أما قضية السنة والشيعة فكلاهما قيمة في الإسلام، حتى إنه بموجب التفكير السني يجب أن نتبع سنة رسول الله وفي الوقت ذاته نتشيع لأهل البيت وننصرهم". "أنا شيعي ليس بالمعنى الطائفي الذي تحاول جهات معروفة أن تروج له"، في إشارة إلى من وصفهم التيار الوهابي، موضحا وهو يتحدث عن حركة التشيع في المغرب، "تجربتي بدأت قبل 30 سنة، والذين يهاجمونني الآن استيقظوا متأخرين ويحاولون إلباسي كل أمراضهم المعروف من وراءها"، مشيرا في ذلك إلى "التيار الوهابي الذي له موقف تكفيري لكل من يخالفهم حتى من داخل أهل السنة"، نافيا، في الوقت ذاته، أن تكون هناك أي صلة لكل شيعي مغربي بإيران. في السياق ذاته، نفى جعفر فضل الله، باحث إسلامي أستاذ محاضر في المعهد الشرعي الإسلامي ببيروت، أن تكون عقائد الشيعة الحقيقية مشتملة على شتم أمهات المؤمنين وسب الصحابة، مضيفا أن هناك فتاوى شيعية تحرم ذلك، قائلا: "هناك جهات متطرفة في الشيعة يمارسون هذا اللون من السلوك وتحويله إلى طقس، وهو لا شك بعيد كل البعد عن منهج آل البيت عليهم السلام".