تواصل الإذاعة الوطنية تكريمَ رُواد الأغنية المغربية العصرية، عرفانا لهم بما قدّموه لهذه الأغنية، وللفنّ المغربي عموما، وتحفيزا لهم على مزيدٍ من الإبداع والعطاء. فبعْدَ تكريم عدد من الرواد في برنامج "ليلة الوفاء"، حلّت الفنانة حياة الإدريسي ضيفة على "أستوديو رقم 1" بمقرّ الإذاعة بزنقة البريهي بالرباط، حيثُ جرى الاحتفاء بها في البرنامج الشهري "ديما فْالبال"، الذي سيُبثّ مساء السبت القادم ابتداء من الساعة التاسعة مساء. ريم شماعو، مقدّمة البرنامج، عادتْ بالفنانة حياة الإدريسي، التي تُلقب في الوسط الفنّي ب"أم كلثوم المغربية" لأدائها المُتقن لأغاني كوكب الشرق، (عادت بها) في مُستهلّ الحلقة، التي حضرها عدد من المطربين والملحّنين، إلى بدايتها الأولى على درْب مشوار الفنّ. وقالتْ حياة الإدريسي إنَّ المشوار الفنّي في عمومه صعب، ولكنَّ أصعبَ مرحلة هي البداية، التي لمْ تكنْ بالنسبة لها سهلة، خاصّة وأنّها بدأت مسيرتها الفنيّة في سنّ صغيرة، "البداية تكون أصعب، ما عْندكش اللي يْرشدك، واللي يْدلّك على الطريق الصحيح، خاصّة بالنسبة للبنت"، تقول الفنانة المحتفى بها. المشوار الفنّي ل"أم كلثوم المغربية" بدأَ في فصول المعهد الموسيقي بمدينة الدارالبيضاء، حيثً درست القواعد الأولى للموسيقى، وكانَ جوارَ الفصل قاعة لجوْق الدارالبيضاء، وهُناكَ كانتْ ترى الفنّانين، ولاحقا أتيحتْ لها الفرصة للاندماج وسطهم، وكانت الانطلاقة على يد الفنان الحبيب الإدريسي. الملحن والمغني محمد الزيات، الذي حضر في بلاطو برنامج "ديما فْالبال"، قالَ إنَّ من مميزات الفنانة حياة الإدريسي "أنها تغنّي بإحساس صادق وتُوصل إلى المستمع إحساسها"، مضيفا أنَّ الفنانة المُحتفى بها تحلّتْ طيلة مشوارها الفنّي بالتمسك بمواقفها، دون خشيةٍ من لومة لائم، والدفاع عن الفنانين. وتحدّث الزيات عنْ أداءِ الفنانة حياة الإدريسي لأغاني أمّ كلثوم، قائلا إنه أداء جيد ويتميّز بالصدق، بفضل المساحة الصوتية التي تتمتّع بها، والتي تساعدها على أداء أغاني كوكب الشرق، مضيفا أنَّ تلقّي الفنانة المحتفى بها لدعوات مستمرة لأداء أغاني أمّ كلثوم في الأوبرا المصرية، هو اعترافٌ بأنّ هذا الصوت على الخطّ الصحيح. وحينَ سُئلت "أمّ كلثوم المغربية" من طرف مقدمة البرنامج عنْ أيّ مهنة كانت ستختار لو لم تكن مطربة، أجابت: "كنتُ سأختار عملا يخدم الإنسانية، طبيبة أو ممرضة أو مساعدة اجتماعية.. خدمة الإنسانية تجري في دمي أكثرَ من الفنّ". من جهته قال المطرب عبد الواحد التطواني إنّ الفنانة حياة الإدريسي تُعتبر واحدة من الفنانات الكبيرات، وكانَ بإمكانها، لو أرادتْ، أن يبلغَ ريبيرتوارها الغنائي إلى أزيد من 300 أغنية. وأردف التطواني حين حديثه عن تقليد الفنانة المحتفى بها لأم كلثوم، أنّ المطربين الذين يقلدون مطربين آخرين ينقسمون إلى فئتين، إذ هناك من يقلد، وهناك من يشخص، معتبرا أن الفنانة حياة الإدريسي ليست من هؤلاء ولا من أولائك، إذ إنها لا تقلد ولا تشخص أمّ كلثوم، بل تغنّي ألحانها بإحساسها الخاص. ولمْ تخْلُ حلقة تكريم الفنانة حياة الإدريسي من قفشات، فبعْد أنْ أشارت في بداية الحلقة إلى أنَّ هناك من يتشابه عليه صوتها بصوت الرجال، حكى الفنان عزيز الصقلي واقعة حدثت له مع الفنانة المحتفى بها، إذ اتّصلت به ذات مرة عبر الهاتف، ولم يكن يسمعها جيدا، فقال لها "شْكون معايا أسيدي"، لتردّ حياة الإدريسي: "هادي للّا قالّك سيدي".