قال منصف اليازغي، الباحث في السياسات الرياضية، إنه لا يمكن أن نصدر قرارا بحل فصائل المشجعين في المغرب، على اعتبار أنها لا تشكل إطارا قانونيا؛ وذلك على خلفية صدور قرار من وزارة الداخلية يقضي بحل "الألتراس" المساندة للأندية المغربية، ومنع أنشطتها "الحركية" كلياً. وأضاف منصف اليازغي، في اتصال مع "هسبورت": "كانت الأحداث التي شهدها مركب محمد الخامس في الدارالبيضاء، خلال مباراة الرجاء وشباب الريف الحسيمي، دافعا أساسيا وأحد مسببات إصدار هذا القرار"، مردفا: "تتخذ الألتراس في المغرب شكلا هلاميا، إذ لا نعلم طبيعتها، ولا نملك حتى بيانات تثبت هوية المنتمين إليها، كما تتخذ طابعا غير قانوني؛ لذلك لا يمكن أن نتحدث عن حل، وإنما عن منع الأنشطة التي تزاولها". وزاد اليازغي قائلا: "لا يمكن منع المنتمين إلى الألتراس من ولوج الملاعب فرادى، والتجمع بعدها في المدرجات لتشجيع أنديتهم كما جرت العادة؛ وإنما يكمن الحل في منع الأنشطة الموازية التي يقومون بها، على غرار تجمعاتهم لتحضير وسائل التشجيع والتيفوهات قبل المباريات". وأضاف الباحث في الشأن الرياضي قائلا: "إذا كنا مقتنعين بأن لها دورا تشجيعيا، بعيدا عن بعض المتسببين في العنف؛ وإذا آمنا بأن وسائل الإعلام قد شجعتها، وكان أيضا لجهاز الأمن الوطني دور في التنسيق معها، بالإضافة إلى أن إدارة الملاعب والأندية كانت تسمح لها بالقيام بترتيباتها داخل المدرجات قبل موعد المباريات، فإنه وجب فتح نقاش والبحث عن صيغة لتأطير حركية الألتراس داخل جمعيات قانونية". وتابع اليازغي: "نعلم أن عرف الألتراس يرفض أن يكون لها إطار قانوني، لكن يجب أن نجد صيغة محلية لقيام المنتمين إلى الفصائل بأدوارهم التشجيعية في إطار عمل جمعوي"؛ مضيفا: "يشكل المنع بشكل نهائي ضربة لفصائل الألتراس التي أثبتت أن لديها منظورا مغايرا للتعامل مع فضاء ملعب كرة القدم، إذ تحترم الممارسة بشكل عام وتنادي باستمرار بنبذ العنف.. لا يجب تعميم المنع، بل يحبذ أن نفتح منفذا للبعض من هذه الفصائل التي ترغب في تحويل أنشطتها إلى طابع جمعوي قانوني بتنسيق مع الأندية والسلطات". وختم اليازغي قائلا: "من المفروض أن تتعامل السلطات الأمنية بذكاء مع ردود الفعل التي سيخلفها هذا القرار، وأعتقد أن وزارة الداخلية وضعت تدابير استباقية في هذا الصدد، وسننتظر طريقة تصريف هذه الردود، سواء من طرف الألتراس التي قد تتعامل بطريقة حضارية وسلمية، أو من جانب السلطات العمومية". * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيّين زوروا Hesport.Com