اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الثلاثاء، بتطورات الأزمة اليمنية ،والزيارة المقبلة لعاهل السعودية للقاهرة، والجماعات الإرهابية خاصة تنظيم (داعش) المتطرف، والأزمة السورية. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في مقال بعنوان (ماذا بعد داعش) عن تريحات مسؤولين عراقيين بخصوص إمكانية دعم (داعش) وطرده من كل أراضي العراق مشيرة إلى أن ذلك يدخل في إطار الممكن الذي تؤكده الهزائم المتتالية التى أدت إلى تراجع (داعش) وانحسار قوته. واضاف كاتب المقال الكاتب الصحفي المخضرم مكرم محمد أحمد أن ما يحدث فى العراق يكاد يتكرر فى سوريا قبل أن يؤكد أنه رغم هذه التوقعات المتفائلة بقرب نهاية (داعش) فى كل من العراقوسوريا " يسيطر الكثير من الغموض والقلق على مصير بعض المناطق المحررة سواء فى العراق او سوريا" حيث تطمع كردستان العراق فى ان تستولى على مدينة كركوك لتصبح عاصمة لها بدلا من اربيل، كما يتطلع أكراد سوريا للشىء نفسه "ويتربص الاتراك بمدينة الموصل إلى حد يفرض على الجميع هذا السؤال المهم، ماذا بعد داعش!.". أما صحيفة (الأخبار) فكتبت في مقال لها عن الزيارة التي سيقوم بها في بحر الاسبوع للقاهرة الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل السعودية مؤكدة أن العلاقات المصرية السعودية تشهد نموا كبيرا خلال الفترة الحالية مشيرة إلى أن مصر تقدر " الدور السعودي الكبير" في الوقوف مع مصر ومساندة ثورة 30 يونيو ودعم ومساندة الشعب المصري لكي يتجاوز الفترة الانتقالية نحو التقدم الى الامام. وأكدت أن هذه المساندة الاقتصادية والسياسية المستمرة تعكس عمق العلاقات الاخوية بين الشعبين وهي علاقات تاريخية منذ فجر الاسلام. وعادت صحيفة (الجمهورية) للحديث في افتتاحيتها عن القمة المصرية الموريتانية التي عقدت بالقاهرة وقالت إن هذه القمة جاءت لتؤكد " الدور العربي المأمول لاستعادة التضامن.. والمكانة المستحقة للأمة العربية.. وسط التطورات العالمية والأحداث بالمنطقة والمناطق المحيطة." وفي قطر توقفت صحيفة ( الشرق) عند التطورات السياسية التي يشهدها الوضع في اليمن ، معتبرة أن القرارات التي اتخذها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أول امس بتعيين الفريق الركن علي محسن الأحمر، نائبا لرئيس الجمهورية وأحمد عبيد بن دغر رئيسا لمجلس الوزراء "خطوة مهمة تعزز أداء الحكومة وتوحد موقفها وتؤكد رغبتها الثابتة في إحلال السلام وإرساء الاستقرار وفرض القانون وبسط هيبة الدولة وحماية مؤسساتها". و جددت الصحيفة التأكيد في افتتاحيتها على أن السلام في اليمن " سيتحقق بعودة الشرعية (..) وتراجع الحوثيين عن انقلابهم على الشرعية". وفي السياق ذاته ، كتبت صحيفة ( الراية) في افتتاحيتها أن الشعب اليمني يأمل في أن يكون للتغييرات التي أجراها الرئيس هادي " أثرإيجابي في توحيد موقف الحكومة والقوى السياسية وإظهار رغبتها الثابتة في تحقيق السلام والاستقرار وحل الأزمة اليمنية (..) خاصة إن ظروف المرحلة الحالية التي يمر بها اليمن ومصلحة السلام والتأكيدعلى الوئام يستدعي توحيد الصفوف والخطاب الإعلامي من أجل الدخول في المفاوضات المقبلة بالكويت بموقف موحد" . من المهم ، تقول الصحيفة في افتتاحيتها ، "أن تدرك القيادة اليمنية الجديدة أهمية العمل على بناء اليمن الاتحادي القوي والمستقر سياسيا وأمنيا وتحقيق شراكة تقوم على عدالة يقبلها كل اليمنيين وتتجاوز الكثير من المظالم التي يعاني منها المجتمع اليمني والعمل على إنجاز السلام لليمن "مبرزة ان الحكومة اليمنية الجديدة " لن تكون وحدها وستجد الدعم الخليجي والعربي مثلما وجدت سابقتها". وفي البحرين قالت صحيفة (الأيام) إن العمل الجماعي لحل الأزمة الاقتصادية التي تواجه دول مجلس التعاون الخليجي سيكون له انعكاسات إيجابية على الشارع الخليجي الذي سيشعر بأن هناك تقدما يسجل نحو تحقيق المواطنة الخليجية الموحدة، وأن هناك عدلا ومساواة بين شعوب الخليج في ما سيتم تطبيقه من قرارات وما سيتم اتخاذه من إجراءات ستصب جميعها في مواجهة تبعات الأزمة، وستنتهي بتحقيق الحلم الأكبر لشعوب الخليج بقيام الاتحاد الخليجي المنتظر. وأوضحت الصحيفة أنه لكي يكون لدول مجلس التعاون قرارها السيادي سياسيا واقتصاديا، فإن ذلك يستوجب منها اتخاذ إجراءات اقتصادية جادة نحو الإصلاح المالي والاقتصادي، من خلال (رؤية البحرين) التي أقرت في قمة أبوظبي عام 2009، وتتضمن إنشاء صندوق الاستقرار المالي والاقتصادي، ووضع الخطط العملية والاستراتيجيات ووسائل تنفيذها على المستويات الأمنية والدفاعية والعسكرية، وكيفية التعامل بسياسة خليجية موحدة أمام التهديدات والأخطار التي تحدق بدول الخليج. وعلى صعيد آخر، أكدت صحيفة (أخبار الخليج) أن ما آلت إليه الأمور في الملف اليمني، وقبول جماعة الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع صالح بالمفاوضات "دليل على نجاح السياسة السعودية الجديدة التي توازن بين القوة والدبلوماسية، ونجاح الاتحاد والتنسيق بين دول مجلس التعاون"، مبرزة أن التعاون المشترك بين جميع دول المجلس أثمر انتصارا كبيرا لهذه الدول في اليمن وساعد على تخطي خطر كبير. واعتبرت الصحيفة أن هناك أملا بأن تتواصل هذه السياسة تجاه مختلف القضايا، وأن يزيد التنسيق والتعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية، لكي تحمي دول المجلس نفسها، وتحقق المزيد من النجاحات. بالإمارات كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أن هناك فرقا كبيرا بين " الحرب من أجل نشر الفوضى والاستيلاء على السلطة وفرض النفوذ والهيمنة الأجنبية، وهو ما يفعله الانقلابيون الحوثيون وأنصار المخلوع علي صالح في اليمن، وبين الحرب من أجل الدفاع عن الشرعية وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام، وهو ما تفعله قوات التحالف العربي". وأبرزت الافتتاحية أن دول التحالف العربي حرصت على تأكيد مصداقيتها وحسن نواياها، وهي في مركز القوة في الميدان،حيث وافقت على الجلوس للمفاوضات، حقنا للدماء وسعيا من أجل السلام. وشددت الصحيفة على أنه "بقي أن تصدق النوايا، وأن ترفع إيران أيديها وتتوقف عن ممارسة ضغوطها ودعمها للانقلابيين، وحثهم على مواصلة القتال من أجل فرض نفوذها في المنطقة، وبقي أن يلتزم الحوثيون وأنصار المخلوع بقرارات الشرعية الدولية في اليمن". أما صحيفة (الوطن)، فأبرزت في افتتاحيتها، أنه من حق المعارضة السورية أن تطالب بموقف أمريكي أشد وضوحا بخصوص الموقف من مصير رأس النظام السوري بشار الأسد، مضيفة أنه "من حق الشعب السوري أن تنجلي عنه الغمة الضبابية على المحادثات التي ينظر إليها بطريقة اليأس طالما بقي على وضعه الحالي من قتل وتشريد وخسارة البيوت واللجوء المحمل بالوهن والذل والترقب ". وشددت الافتتاحية على ضرورة توفر توافق دولي وفق خارطة طريق واضحة لا تترك مجالا لأي تفسيرات "تسويفية" وفق تسلسل زمني ينتشل الشعب المنكوب مما آلت إليه حاله الكارثية، وتجنيب العالم المزيد من تداعيات أزمة سوريا المدوية على كافة الصعد. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (الخليج) إلى التساؤلات المطروحة بخصوص إمكانية هزيمة المنظمات الإرهابية مثل (داعش) وجبهة النصرة وغيرهما، مؤكدة على أنه "يمكن هزيمة الإرهاب بشرط توحد الجهود العالمية، والتعامل مع الإرهاب كحالة تهدد الجميع والتخلي عن استخدامه لأغراض سياسية". واعتبرت أن الأهم هو الوضوح في العلاقة مع الإرهاب، وعدم التعامل معه بازدواجية، وكأن هناك إرهابا حميدا وإرهابا عضالا وقاتلا، ثم العمل على استئصال جذوره الفكرية ومنطلقاته العقائدية القاتلة، وهذه مسؤولية عربية وإسلامية بالدرجة الأولى.