بعد شمعون ليفي وإسماعيل العلوي، يطلق القيادي التاريخي في حزب الاستقلال، امحمد بوستة، سجيته لسبر أغوار عدد من المحطات السياسية التي شهدها المغرب المعاصر، وخاصة خلال فترة حكم الملك الراحل الحسن الثاني، وحدث تنظيم المسيرة الخضراء، وعدد من الوقائع الهامة التي عاشتها المملكة. بوستة، وطيلة 11 حلقة من برنامج "الشاهد" الذي تبثه القناة الأولى المغربية ابتداء من يوم الخميس المقبل، يحكي عن علاقة السلطان الراحل محمد الخامس بالقوى الوطنية في الثلاثينيات، وعن رموز الحركة الوطنية المعروفة في الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين. ويروي بوستة، وفق الصحافي محمد الضو السراج، تفاصيل غير معروفة من قبل بشأن ظروف إعداد وثيقة المطالبة بالاستقلال، وقضية نفي محمد الخامس، ومفاوضات إيكس لبيان، التي لعب فيها دورا متميزا لم يكن معروفا على نطاق واسع، والأحداث التي تلتها وأدت إلى عودة محمد الخامس إلى عرشه. ويتناول الزعيم المغربي الوفاة المفاجئة لمحمد الخامس، ساردا تفاصيل غير معروفة عن ظروف تولي الحسن الثاني للملك في ظروف دقيقة سياسيا وأمنيا، كما يتحدث عن أحداث مارس 1965 التي كانت أول ثورة شبابية مغربية، وماتلاها من إعلان حالة الاستثناء، وحل مجلسي البرلمان، واختطاف المهدي بنبركة بباريس والمحاولات الانقلابية في بداية السبعينيات. وتبعا لذات المصدر، فإن بوستة يتابع حديثه للمشاهد المغربي عن مرحلة السبعينيات، بداية من تفاصيل وفاة الزعيم علال الفاسي الذي عاش قريبا منه مساعدا ورفيقا مند بداية الخمسينيات، وكذلك عن ظروف تحمله مسؤولية الأمانة العامة لحزب الاستقلال بعد وفاة الزعيم المؤسس. وتطرق بوستة أيضا إلى ظروف إعداد المسيرة الخضراء، حيث يروي تفاصيل غير معروفة عن هذا الحدث الوطني الكبير، والحراك السياسي الذي عرفه المغرب بعد المسيرة والانتخابات التي نظمت سنة 1977 التي أعادت الوهج للحياة الحزبية والسياسية بعد مرحلة حرجة تميزت بالتشنج والفوضى. وفي الحلقات الأخيرة المخصصة للزعيم الاستقلالي، يتحدث بوسنة عن تفاصيل قضية الصحراء المغربية عندما كان وزيرا للخارجية، مع جرد للأحداث التي صاحبت هذا الملف، فضلا عن المشاورات السياسية التي جرت مع الملك الحسن الثاني ومستشاريه لتولي أحزاب الكتلة مسؤولية تكوين الحكومة في بداية التسعينيات.