خصصت صحف أروبا الغربية الصادرة اليوم السبت، أبرز تعاليقها للوضع في بلجيكا بعد التفجيرات، وأزمة صناعة الصلب البريطانية، وصحة الاقتصادين الإسباني والبرتغالي. ففي إسبانيا، اهتمت الصحف بما أعلنه البنك المركزي بشأن توقعاته الماكرواقتصادية بالنسبة للسنة الجارية والسنة المقبلة. وكتب (إلباييس) أن البنك المركزي راجع انخفاضا التوقعات التي قدمتها حكومة ماريانو راخوي، لاسيما فيما يتعلق بمعدل النمو، الذي، بحسب تقديرات السلطات المالية، لن يتجاوز 2,7 بالمائة من الناتج الداخلي الخام. أما (لا راثون)، فأوردت أن البنك حذر من العواقب المحتملة لحالة اللا يقين السياسي التي تعيشها البلاد منذ انتخابات 20 دجنبر الماضي، مشددة على أن غياب سياسة اقتصادية محددة قد برجح تباطؤ الاستثمارات الأجنبية. المنحى ذاته سارت عليه (إلموندو)، التي أشارت إلى أن بنك إسبانيا شدد على ضرورة اتخاذ التدابير القمينة بالحد من مزيد من الانزلاق في معدل العجز الإسباني في 2015، متوقعة عجزا عموميا بنسبة 4,4 في المائة هذه السنة. وفي سياق متصل ذكرت (أ بي سي) أن وكالة التصنيف الدولية ستاندرد آند بورز حفاظت على تصنيف "بي بي بي+" بالنسبة لاقتصاد إسبانيا مع نظرة مستقبلية مستقرة، رغم الجمود السياسي الذي تعرف البلاد وتحديات الميزانية التي سيتعين على الحكومة المقبلة مواجهتها. وفي ألمانيا اهتمت جل الصحف بوفاة وزير الخارجية الألماني الأسبق هانز ديتريش غينشر عن عمر يناهز 89 الذي يعتبر مهندس السياسة الخارجية للبلاد لنحو 18 سنة. فاعتبرت صحيفة (دي باديشن نويتستن ناخغيشتن) أن غينشر كان الوزير "الحكيم الذي تمكن من فهم الواقع السياسي" ولعب دورا هاما سواء في ألمانيا أو أوروبا. وذكرت الصحيفة بتصريح نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية خلال مؤتمر صحافي الذي قال في تعليقه على رحيل غينشر، "أشعر بأنني أصغر بكثير من تحية غينشر، هذا الرجل الأوروبي الألماني العظيم". من جهتها كتبت صحيفة (تاغسشبيغل) التي كرست صفحتها الأولى بالكامل للحديث عن مسار حياة دينريش غينشر، إذ اعتبرته ضمن أكبر رجال الدولة الذين شهدتهم ألمانيا في تاريخها الحديث. صحيفة (دي نوين فيستفاليشه) هي الأخرى سلطت الضوء على تفاصيل حياة ديتريش غينشر وعلى مسيرته السياسية فكتبت "لقد غادر كبير الدبلوماسيين الألمان الحياة، فذهب بذلك واحد من عدد قليل ممن بقي من الشخصيات البارزة في التاريخ المعاصر". أما صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) فكتبت في تعليقها أن غينشر الذي تولى منصب وزير الخارجية ونائب المستشار الألماني لحوالي عقدين من الزمن، كان أحد أهم المهندسين لساسة ألمانيا الذين تمتعوا بشعبية كبيرة، وجسد نموذج الكفاءة والحكمة والاعتدال. وفي البرتغال، خصصت الصحف تعاليقها لانتقادات صندوق النقد الدولي لهذا البلد الإيبيري بشأن أهداف العجز والديون. وكتبت (بوبليكو) أن صندوق النقد الدولي، وبخيبة أمل بسبب ما وصفه بالميزانية اللا طموحة جدا وآفاق النمو الاقتصادي المتواضع، قدر أن الديون البرتغالية لن تقل عن 120 بالمائة من الناتج الداخلي الخام متم العقد الحالي. وتابعت أن صندوق النقد الدولي قدم في تقرير المتابعة "ما بعد الترويكا" جردا بالمخاوف بشأن تطور الاقتصاد البرتغالي والمالية العامة على المديين القصير والطويل، مؤكدة أن الاندماج المالي وزخم الإصلاح تباطأ منذ 2015، حتى على عهد الحكومة السابقة. من جهتها، عادت صحيفة "جورنال إي" لبيان وكالة التصنيف الكندية "دي بي إر إس" بشأن إمكانية خفض تصنيف البرتغال في حال عدم يقين سياسي أو نمو اقتصادي غير كاف للحد من الدين العمومي. وأضافت أن صندوق النقد الدولي حذر في تقرير صدر أمس الجمعة، من مراجعة تصنيف "أنفيستمانت غراد" نزولا، مما قد تكون له مخاطر على المدى القصير وعواقب كبيرة بالنسبة للبلاد، مبرزة أن "دي بي إر إس" هي الوكالة الوحيدة التي صنفت البرتغال في الدرجة الاستثمارية. وبهولندا، اهتمت صحيفة (إن إر سي) بقرار السلطات خفض مدة المراقبة على الحدود مع بلجيكا إلى النصف، والتي ستصبح 12 ساعة في اليوم بدلا من 24 ساعة، وذلك بغية الحد من الاختناقات المرورية بسبب تدابير التحقق التي أعقبت هجمات بروكسل. أما (أ دي) فترى أن إعادة فرض المراقبة على الحدود بين هولنداوبلجيكا سبب طوابير طويلة على الطرق السيارة بين البلدين دون أن تتم أي اعتقالات، مضيفة أن البلجيكيين انتقدوا هذا الإجراء لاسيما وأن الإرهابيين ليسوا أغبياء لدرجة تعريض أنفسهم للاعتقالهم في حركة المرور. بدورها عادت (دي فولكس كرانت) لانتقادات المعارضة لوزير العدل آرد فان دير ستور بشأن تفجيرات بروكسل، مشيرة إلى أن هذا الأخير ألغى زيارة كانت مقرر أن في عطلة نهاية الأسبوع إلى الولاياتالمتحدة للتحضير للمناظرة بالغرفة الثانية للبرلمان. وفي بلجيكا، تواصل الصحف اهتمامها بتداعيات الاعتداءات التي ضربت العاصمة بروكسل في 22 مارس الأخير. وأعربت (لوسوار)، في عمود يحمل عنوان " هذا العجز الغريب عن النهوض" عن قلقها للوضع في بلجيكا ما بعد الاعتداءات، مشيرة إلى استمرار إغلاق مطار بروكسل، والخسائر التي تتكبدها شركة الطيران (بروسيل إيرلاينز) بالإضافة إلى المرافق السياحية والأنشطة التجارية. بالمقابل، بدت (لاليبر بلجيك)أكثر تفاؤلا ووصفت الانتقادات الخارجية لبلجيكا بخصوص فعالية نظامها المؤسساتي والإجراءات الأمنية بالمبالغ فيها. ودعت الجريدة إلى التفكير بشكل معمق حول تدبير أمور البلاد، أمام الفقدان المتزايد للشعور بالانتماء إلى وحدة سياسية شاملة، من خلال تطوير مشاريع ثقافية مشتركة وجمعوية واقتصادية ورياضية، تؤكد على أن "بلجيكا موجودة، رغم أنها صغيرة المساحة إلا أنها فعالة ومتضامنة". وفي فرنسا، أوردت (لوموند) أن موجة احتجاج بدأت ضد سياسة الرئيس وزعيم الحزب الشيوعي الصيني، شي جين بينغ، بشأن تحول الاقتصاد الصيني، مشيرة إلى أن أنها ليست فقط وسيلة لممارسة السلطة، وإنما هي شركة ضخمة يتشبث بها الرئيس الصيني وورئيس وزرائه، تركز على الخدمات والاستهلاك المحلي بدل الاستثمار في البنية التحتية والصادرات. أما (ليبراسيون) فانتقدت تخلي المفوضية الأوروبية عن حصص الحليب، مما أدى إلى زيادة الإنتاج وانهيار الأسعار، التي يبقي المنتجون الفرنسيون أولى ضحاياها، مشيرة إلى أنه "في أوج الأزمة الزراعية المزارعون الفرنسيون هم من يتحملوت العبء الأكبر للإنتاج الزائد لجيرانهم الأوروبيين". وفي سياق آخر عبرت (لوفيغارو) عن معارضة إدخال مخطط اقتطاع الضريبة من المنبع، معتبرة أن النظام الضريبي الفرنسي معقد بحيث يستحيل تطبيق مثل هذه العملية على الجميع، مضيفة أن تنفيذ هذا الإجراء لن يغير شيء من المعاناة التي يتحملها دافعو الضرائب سنويا بغية استكمال النماذج الضريبية. وفي بريطانيا خصصت الصحف تعاليقها للانتقادات الموجهة لتردد الحكومة المحافظة في انقاذ صناعة الصلب، التي تعاني أزمة خطيرة بسبب المنافسة الصينية الشديدة. وأوردت أن نيك كليج، من الحزب الديمقراطي الليبرالي ونائب رئيس الوزراء السابق (2010 -2015)، انتقد الحكومة لعدم انتهازها عدة فرص لمساعدة صناعة الصلب، واتخاذ خطوات لمنع إغراق السوق البريطانية بالصلب الصيني المنخفض التكلفة. أما (الغارديان) فعادت لقضية بريطاني من أصل باكستاني قضت محكمة في لندن في حقه بالسجن سنتين لاحتجازه زوجته ومعاملتها معاملة العبيد. فيما تطرقت (الاندبندنت)، لتحذير الرئيس الأمريكي باراك أوباما من خطر هجوم تنفذه مجموعة "داعش الإرهابية بأسلحة نووية، داعيا المجتمع الدولي لتعزيز سلامة البنيات التحتية النووية لمنع المتشددين الاسلاميين من الاستيلاء على مواد نووية. وفي إيطاليا خصصت الصحف تعاليقها لاستقالة وزيرة التنمية الاقتصادية، فيديريكا غيدي، أول أمس الخميس، من منصبها مما أثار المشهد السياسي في هذا البلد. وكتبت (لا ريبوبليكا) أن التحقيق حول قضية نفط موقع فال أغري (جنوب) يأخذ منحى أكبر، بعد استقالة السيدة غيدي، التي اتهم رفيقها، جيانلوكا جيميلي، من قبل المدعي العام بوتنزا بالفساد واستغلال النفوذ. وفي سياق متصل أوردت (المساجيرو) أن أحزاب المعارضة واصلت هجومها على الحكومة في هذا الموضوع، وتعد لتقديم مقترح بحجب الثقة والمطالبة باستقالة الحكومة، مضيفة أنه يشتبه في أن السيد جيميلي جيانلوكا، وهو رجل أعمال يعمل في مجال صناعة النفط، "استغل قربه من وزيرة التنمية الاقتصادية لتشجيع اللوبي النفطي". وبدورها ذكرت (كورييري ديلا سيرا) بتصريحات رئيس الحكومة، ماتيو رينزي، بخصوص هذه القضية، والتي قال فيها إن "من يرتكب حطأ وجب عليه الاستقالة"، مبرزا أنه بتقديمها استقالتها، اتخذت السيدة غيدي، التي يوجد رفيقها قيد التحقيق، "القرار الصحيح".