خصصت صحف أروبا الغربية الصادرة اليوم الثلاثاء، أبرز تعاليقها لمكافحة الإرهاب، واستعادة تدمر من قبل قوات دمشق، والحوادث التي سببها مثيرو الشغب في بروكسل خلال تكريم ضحايا هجمات التي استهدفت العاصمة البلجيكية. ففي إسبانيا، اهتمت الصحف بالأزمة الداخلية التي يعرفها الحزب الشعبي بعد تورط عدد من أعضائه بإقليم بلنسية في قضية فساد. وهكذا، كتبت صحيفة (إلموندو) أن قيادة الحزب الشعبي قررت توقيف الأعضاء المشتبه في تبييضهم أموال خلال الحملة الانتخابية الخاصة باستحقاقات دجنبر الماضي، مضيفة أن هذا القرار تم اتخاذه بعد رفض المتهمين تقديم استقالتهم. من جهتها أوردت صحيفة (لا راثون) أن الحزب الشعبي فتح تحقيقا لتسليط الضوء على هذه الوقائع، مشيرة إلى أن تسعة مسؤولين إقليميين متهمين تم تعليق عضويتهم مؤقتا وسيظلون ضمن الحزب الشعبي كأعضاء مستقلين. وفي سياق متصل، ذكرت (إلباييس) أن عمدة بلدية مدينة بلنسية، ريتا باربيرا، التي ورد اسمها في تحقيقات الشرطة الإسبانية، ليست معنية بهذا القرار الذي تم اتخاذه بعد مفاوضات صعبة مع القيادة الإقليمية للحزب الشعبي. أما صحيفة (أ بي سي) فأشارت إلى أن زعيم هذا الحزب اليميني، ألفونسو نوفو، الذي اتهمته العدالة الإسبانية، أيضا، بالفساد، تنازل عن منصبه كمتحدث باسم الحزب الشعبي داخل بلدية مدينة بلنسية. وفي ألمانيا واصلت الصحف الصادرة اليوم تعليقاتها على الهجوم الإرهابي الذي وقع في لاهور بباكستان وأودى بحياة 70 شخصا. فكتبت صحيفة (دي فيلت ) أنه بالنسبة للمسيحيين في باكستان "كان عيد الفصح داميا تخلله الرعب والموت " معتبرة أن "تحرك الإرهاب في عيد الفصح في لاهور إشارة قوية على أن حياة المسيحيين غير آمنة في أي مكان بباكستان بعد الآن". وترى الصحيفة أن خطر التشدد مازال قاما في جميع أنحاء العالم سواء داخل الدول الإسلامية أو خارجها مشيرة إلى أن هذا القتل الجماعي يغذي أكثر صراع الحضارات الذي ازداد في الفترة الأخيرة . من جهتها أشارت صحيفة (دي فرانكفورتر روندشاو) ، في تعليقها إلى أن الجماعات الاسلامية في باكستان تحاول تحقيق أهدافها فيما يجد المسئولون صعوبة في إقناع الرأي العام الذي يشكك في عزمهم على محاربة التطرف . واعتبرت الصحيفة أن هجوم لاهور أرسل تحذيرات قوية بأن هناك المزيد من الهجمات قد تستهدف إسلام آباد مما يجعل قوات الأمن والجنرالات والحكومة يأخذون مكافحة الارهاب على محمل الجد . أما صحيفة (فرانكفورتر أليغماينة تسايتونغ ) فكتبت أن الجماعات التي تختار لغة القتل لا تريد المساواة ،ولا تريد أي نظام ليبرالي معتدل يحترم حقوق الإنسان ، بل ترغب في نشر التطرف الديني والسياسي بين الشباب في المدارس والجامعات ومقاومة حكام باكستان . وترى الصحيفة أن رئيس الوزراء نواز شريف الذي أمر بتنفيذ خطة شبه عسكرية ضد المتشددين في إقليم لاهور ، سيكون عليه رفع تحديات مرتبطة ليس فقط بتدمير البنية التحتية للإرهاب ، ولكن أيضا مكافحة العقلية المتطرفة التي تهدد الحياة ليس فقط في باكستان ولكن في مختلف مناطق العالم. وعلقت الصحف البلجيكية على أحداث الشغب التي كان وراءها حوالي 450 شخصا من مثيري الشغب (الهوليغانز) وسط العاصمة بروكسل حيث تجمع عشرات الأشخاص تكريما لضحايا الاعتداءات الإرهابية. وكتبت (لاكابيتال) تحت عنوان " تظاهرة العار " أن (الهوليغانز) " قدموا عرضا مؤسفا تم تصويره من قبل الصحافة البلجيكية والأجنبية ... والذي أشعل نار الصراع " بين عمدة بروكسل ووزير الداخلية. واعتبرت (لاليبر بلجيك) أن هجوم مثيري الشغب على ساحة (البورصة) ببروكسل خلق جدلا سياسيا بين عمدة بروكسل ونظيره لفيلفورد والذي سمح للهوليغانز بالصعود للقطار والتوجه إلى بروكسل " والذي لم يتحمل مسؤوليته ". من جانبها، أشار (لوسوار) إلى أن مثيري الشغب والذين يوجد من بينهم عدد من الفاشيين ، لم يكن ليسمح لهم بالوصول إلى ساحة (البورصة) ولا القيام بالتحية النازية أمام تكريم ضحايا اعتداءات بروكسل. وتساءلت الجريدة التي انتقدت " اختلالات " السلطة على مختلف المستويات، كيف يمكن لسلطة كهاته حماية مستعملي المطار ومحطة ميترو الأنفاق في وقت تقف عاجزة على إيقاف 450 من المشاغبين. أما الصحف السويسرية فقد اهتمت بالنقاش الدائر حول التهديد الأمني الذي يلقي بثقله على البلاد بعد اعتداءات بروكسل الدامية. وكتبت (لاتريبون دو جنيف) تحت عنوان " الهجمات الإòرهابية في بلجيكا تثير قلق السياسيين في سويسرا "، مقالا في معرض تعليقها على الطلب الذي تقدم به فريق برلماني حول مبادرات استعجالية من أجل سد الثغرات التي تعاني منها أجهزة الاستخبارات. وبالنسبة لجريدة (24 أور)، فإن الناخبين سيحسمون في النقاش الدائر حول القانون الجديد المتعلق بالاستخبارات والذي أوقف بسبب عزم مبادرة الخضر اليسار الذي يسعون لعرضه على الاستفتاء الشعبي في شتنبر. أما جريدة (لوطون) فقد أكدت أنه من العاجل الانكباب على الوقاية من التطرف العنيف ليس فقط من خلال مقاربة أمنية، بل أيضا عن طريق إجراءات شاملة تأخذ بعين الاعتبار أسباب هذا التطرف. وأضافت أن اعتداءات بروكسل ولاهور تحيي النقاش حول الإجراءات التي تم اختبارها لحد الآن. وفي إيطاليا، عادت الصحف لتطورات التحقيق حول تفجرات بروكسل، لاسيما ما يتعلق يالإفراج عن فيصل شيفو، الذي يشتبه في أنه المهاجم الثالث في التفجيرات التي هزت العاصمة البلجيكية. وكتبت (كورييري ديلا سيرا)، تحت عنوان "الارتباك البلجيكي"، أن الشخص الوحيد المتهم في التحقيق حول هجمات بروكسل والمشتبه في أنه المهاجم الثالث في تفجيرات مطار العاصمة أفرج عنه، مشيرة إلى أن التحقيق حول الشبكات الجهادية اخذ منعطفا أوروبيا، بعد اعتقالات بلجيكا وإيطالياوهولندا. وفي سياق متصل أوردت صحيفة (لا ريبوبليكا) أن بعض جهاديي حي مولينبيك جاؤوا عن طريق إيطاليا واليونان، ونقلت، من جهة أخرى، عن وزير الداخلية الفرنسي أن الخلية الفرانكو بلجيكية "كانت تعد لتنفيذ هجوم إرهابي آخر". أما (المساجيرو) فأشارت إلى أن "الإرهابيين كانوا يتنقلون بين سوريا والعراق وأوروبا" دون مشاكل، مضيفة أن "أحد الإرهابيين المتورطين في هجمات بروكسل، وهو خالد البكراوي، أقام سنة 2015 بمدينة البندقية، وأن جهاديين آخرين مروا، أيضا، عبر باري في بوليا. بدورها تطرق الصحف الهولندية للموضوع نفسه إذ ذكرت صحيفة (دي فولكس كرانت) أن "التعاون بين الاستخبارات الأوروبية قاد إلى موجة من الاعتقالات في صفوف المشتبه بهم الإرهابيون" بعدد من البلدان الأوروبية من بينها هولندا. من جهتها أوردت (إن إر سي) أن عملية روتردام جاءت بعد مراقبة المشتبه به الرئيسي أنيس.ب طيلة يومين، والذي اعتقل لدى مغادرته منزله أمس الأحد، مضيفة أن ساعات قبل ذلك تم القبص على ثلاثة أشخاص آخرين، جميعهم من أصل جزائري، وأن التحقيقات مستمرة لتحديد طبيعة العلاقة بينهم. أما صحيفة (أ دي) فاهتمت بالإفراج عن فيصل شيفو، المشتبه في كونه الرجل ذي القبعة الذي شوهد عل شريط الفيديو الذي يصور الانتحاريين الثلاثة بمطار بروكسل، مشيرة إلى أن الإفراج عن شيفو جاء بعد بث شريط فيديو جديد للانتحاري الثالث المتورط في هذا الهجوم. وفي البرتغال خصصت الصحف تعاليقها لمكافحة الإرهاب وإدانة نشطاء أنغوليين بعقوبات سجنية. وكتبت (دياريو دي نوتيسياس) تحت عنوان "الإرهاب يخلق صراع بين مصالح الأمن"، أن المخابرات ومصالح الشرطة القضائية وجدت نفسها معزولة داخل منظومة أمنية داخلية تهم استراتيجية مكافحة الإرهاب. وأضافت أن هاتين المصلحتين، اللتان تعتبران نقطة الاتصال المفضلة لدى السلطات الدولية، تترددان عندما يتعلق الأمر بتقاسم المعلومات مع مصالح أمنية أجنبية مماثلة لاسيما حول القضايا الحساسة. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بالعاصفة التي ضربت البلاد خلال عطلة عيد الفصح، وبجزر فوكلاند، المتتنازع عليها بين بوينس آيرس ولندن. وعادت صحيفة (ديلي ميرور) للعاصفة التي اجتاحت جنوب انجلترا متسببة في إلغاء المئات من الرحلات الجوية من وإلى مطاري غاتويك وهيثرو بلندن، مشيرة إلى أن رياحا بسرعة 106 كلم في الساعة مصحوبة بأمطار غزيرة تسبب في تأخير والغاء عدد من الرحلات الجوية. بدورها قالت (ديلي تلغراف) إن العاصفة التي ضربت المملكة المتحدة، تسببت في تعطيل حركة النقل الجوي خلال عطلة عيد الفصح، مشيرة إلى أنه تم إلغاء 20 رحلة من وإلى مطار غاتويك جنوب العاصمة البريطانية، أو تحويلها إلى مطارات أخرى، وأن نحو 2000 منزل في ساسكس وساري وكينت (جنوب)، انقطع عنها الكهرباء. أما (الغارديان) فتطرقت لقرار لجنة الأممالمتحدة الموافقة على تمديد الجرف القاري للأرجنتين، الذي يضم جزر فوكلاند، المتنازع عليها بين الأرجنتينوبريطانيا، مشيرة إلى أن لجنة حدود الجرف القاري، وهي هيئة علمية وضعتها الأممالمتحدة، أيدت تقريرت قدمته بوينس آيرس سنة 2009 ويشمل جزر فوكلاند. في فنلندا، أشارت جريدة "هلسينغين سانومات" إلى نجاح قوات نظام بشار الأسد وحلفائها في طرد مجموعة "داعش" من مدينة تدمر الأثرية، المصنفة تراثا عالميا من طرف منظمة اليونسكو منذ سنة 1980. واعتبرت الجريدة أن معركة تدمر شكلت نجاحا عسكريا بالنسبة للنظام فضلا عن بعده الرمزي والاستراتيجي، مسجلة أن استعادة المدينة، التي تزخر بمآثر ذات قيمة لا تقدر بثمن، كان لها وقع كبير على الساحة الدولية، حيث تم تلقي الخبر بارتياح كبير. ومن شأن هذا الانتصار، حسب كاتب المقال، أن يعزز مواقف النظام خلال المفاوضات السورية في جنيف، التي يمكن أن تستأنف في أبريل المقبل، لإيجاد حل سياسي لهذا النزاع الذي خلف، منذ خمس سنوات، أزيد من 270 ألف قتيل وتسبب في أزمة للهجرة ونزوح ملايين السوريين. من جهتها، أشارت جريدة "إكسبريسن" السويدية إلى أن استعادة تدمر من قبل قوات النظام وحلفائه الروس والإيرانيين ومقاتلي حزب الله، يفتح الطريق أمام مدينة الرقة، معقل مجموعة "داعش" المتطرفة، ولكن أيضا نحو دير الزور ومناطق شرق سوريا الغنية بالبترول. وتطرقت الصحيفة أيضا إلى الهجوم العسكري الذي أطلق في العراق، لاستعادة محافظة نينوى وعاصمتها الموصل. من جهتها، كتبت جريدة "كلاسكامبين" النرويجية أن التنظيم الإرهابي تلقى ضربة موجعة أخرى، إذ أعلنت الولاياتالمتحدة عن مقتل الرجل الثاني في تنظيم داعش، عبد الرحمان القادولي، في عملية أمريكية في سورية، معتبرة أن مقتله سيحد من قدرات "داعش" على القيام بعمليات في العراق وسورية والخارج.