افتتحت بتطوان فعاليات المنتدى السابع الدولي للفكر السوسيولوجي، والذي تنظمه جمعية اصدقاء السوسيلوجيا، في موضوع " تحولات المشهد السياسي بالعالم العربي"، بمشاركة مفكرين وخبراء وباحثين مغاربة وأجانب . وقال رئيس الجمعية المنظمة، عبد الرابح البخش، بالمناسبة، أن اختيار الموضوع يواكب التحولات العميقة والمتسارعة التي عرفتها المجتمعات العربية مع مطلع القرن ال21 ومست بالاساس البنيات الاجتماعية والسياسية، وتميزت باحداث ومتغيرات هامة على مستوى الخصائص الكبرى والعامة لهذه المجتمعات. واعتبر ان هذه التحولات لها أثر بليغ في الحياة الاجتماعية والسياسية الحالية والمستقبلية للأفراد والمجتمعات، مؤكدا أن هذا الحدث الثقافي يعد أيضا منطلقا علميا لمقاربة موضوع التحولات السياسية بالعالم العربي، الذي أضحى اليوم ركنا مهما في النقاشات الفكرية والسياسية والاكاديمية عربيا و دوليا ومثار اهتمام المجتمع والرأي العام العربيين. وأضاف أن هذه التحولات تتطلب مواكبة علمية سوسيولوجية ومناقشة فكرية هادئة ورصينة وقائمة على البحث العلمي لمقاربة هذا الموضوع، الذي اضحى اليوم الركن الركين في النقاشات الفكرية عربيا ودوليا. ومن جانبه، أكد نائب رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة نور الدين الهروشي على أهمية هذا اللقاء لتسليط الضوء على التغيرات السياسية العميقة التي يعرفها العالم العربي، وفرصة لتبادل وجهات النظر بين علماء الاجتماع والسياسيين والمثقفين، من أجل إنتاج نخب سياسية قادرة على وضع سياسات فعالة وعلى تأطير ودعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالمنطقة العربية. واعتبر ان اللقاء بمثابة منبر لتبادل الراي وتطوير الفكر الاجتماعي والانفتاح على الشباب لمحاربة التطرف الأيديولوجي، وكذا لنشر قيم السلام والتسامح وقبول الاختلاف ودعم الاستقرار في العالم العربي. ومن جهته، أكد الباحث التونسي واستاذ المعهد العالي للعلوم الانسانية منير صيداني أن هذا المنتدى يعكس التزام الشباب المغربي بإبداء الرأي في النقاش العام الدائر على مستوى العالم العربي حول المتغيرات السياسية العامة، وإثراء التفكير في عدة قضايا تستأثر باهتمام المجتمع الدولي، وهو ما يعكس قدرة الجيل الصاعد على تشجيع البحث العلمي في العلوم الإنسانية بصفة عامة وعلم الاجتماع على وجه الخصوص، الذي يطلع بدور اساسي ومحوري في تحليل الوضع في العالم العربي. ودعا الباحث التونسي المثقفين والأكاديميين إلى تقديم تحليل نقدي لطريقة تطور الفاعل السياسي في سياق التغيرات التي تحدث في العديد من الدول العربية، ووضع دراسة مقارنة بين مختلف دول العالم العربي، لتبادل الخبرات والممارسات الجيدة والمساهمة في بناء شخصية الفاعل السياسي وتقوية دور النخبة السياسية في تنفيذ مشاريع الإصلاح وتحقيق التنمية الاقتصادية. وأبرز أن المغرب شكل استثناء وتميز بإصلاحات اجتماعية واقتصادية وسياسية عميقة ساهمت في تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي في المملكة، وجعل من المغرب نموذجا إقليميا يحتذى به . ويأتي اختيار موضوع تحولات المشهد السياسي بالعالم العربي، حسب المنظمين، اعتبارا لما يشكله هذا الموضوع من أهمية بالغة في الفترة الراهنة، و وعيا من النخبة المغربية بأن التحولات السياسية التي عرفها المجتمع العربي منذ عام 2011 قد اختمرت وباتت مقاربتها من زاوية علمية سوسيولوجية أمرا ممكنا وقابل للتحقيق العلمي الرصين. ويتضمن برنامج المنتدى، الذي سيختتم يوم غد الاحد، أربع جلسات تلامس "تحولات المشهد السياسي بالعالم العربي" و"الفاعل السياسي" و"النخبة السياسية ومشاريع الاصلاح" و"المرأة والمشاركة السياسية"، من تأطير باحثين يمثلون جامعة محمد الخامس بالرباط وجامعة القاضي عياض بمراكش وجامعة محمد الأول بوجدة وجامعة عبد المالك السعدي بتطوان ومدرسة علوم الاعلام وجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، وجامعة تونس المنار، ومراكز بحثية ومنتخبين.