قول الأطباء إنّ تناول العديد من الأدوية المضادة للزكام، الحرارة المستمّرة، تكرّر الإصابة بنزلات البرد الحادّة مع السعال المستمر وإفرازات الأنف المتشقق، هي في الواقع علامات تظهر ضعف الجهاز المناعي، وعدم قدرته على المقاومة خاصة في أوقات البرد والإجهاد الشديد. وقد أثبتت الأبحاث العلاقة بين مستوى جهوزيّة الجهاز المناعي، وبين العديد من العادات الغذائيّة التي نمارسها في حياتنا حتى لو كانت بسيطة وغير متوقعة مثل كميّة السكر التي نتناولها، جفاف أنوفنا وعدم شرب السوائل بشكل كاف. لذلك نضع بين يدي القارئ 7 عادات صحيّة سيئة تضعف الجهاز المناعي، مع نصائح تساعدك على معرفة ما يمكنك القيام به للبقاء بصحة جيدة. 1- لديك لسان مهووس بالسكر هي كناية عن عادة تناول الكثير من السكريّات، التي لا تزيد فقط من وزن الجسم وتسرّع أمراض البدانة، بل تضعف فاعليّة الجهاز المناعي أيضاً. فقد أظهرت دراسة نشرت في الدورية الأمريكية للتغذية السريرية (Clinical Nutrition) أن تناول 100 غرام من السكر (ما يعادل ثلاث عبوات من المشروبات الغازية) أعاق بشكل كبير قدرة خلايا الدم البيضاء على قتل البكتيريا لمدة تصل إلى 5 ساعات بعد تناول المشروبات. ما يتوجّب عليك فعله: لا تتجاوز ال 40 غراماً (هو الحد الأقصى الموصى به لغير مرضى السكري) من السكر يوميّاً، مع الاعتماد على السكر الموجود بشكل طبيعي في الأطعمة كالفواكه دون استعمال السكر المضاف بتاتاً. 2- لا تشرب ما يكفي من الماء إنّ تركيز الأطباء والأمهات دائماً على دفع أولادهم إلى الإكثار من شرب السوائل في أوقات المرض أمر فائق الأهميّة. فجسم الإنسان يحتاج الكثير من الماء لطرد السموم أثناء فترات مقاومة المرض، وحتى القهوة والشاي تعتبر من مصادر المياه المقبولة. ما يتوجّب عليك فعله: يوصي معهد الطب الأميركي البالغين الأصحاء في مناخ معتدل، أن يشربوا ما يقرب من 3 لترات للرجال (حوالي 13 كوب) من مجموع المشروبات يومياً، و2.2 لتر للنساء (حوالي 9 أكواب) من مجموع المشروبات يومياً. مع عدم إغفال زيادة هذه الكميّات في حالات ارتفاع درجات الحرارة، أوقات الرياضة أو في حالات العمل المرهق المعتمد على النشاط البدني. 3- لا تهتم لإنقاص وزنك من المعروف طبيّاً أنّ للوزن الزائد مضاعفات غير صحيّة على العقل والقلب وغيرها من أجهزة الجسم الحيويّة، ولكن في المقابل أظهرت دراسات حديثة ارتباط الوزن الزائد بضعف جهاز المناعة. فقد ظهر للعلماء أنّ معظم المصابين بالموجة الأخيرة لمرض انفلونزا الخنازير، يمتلكون مؤشر كتلة الجسم بنسبة ((BMI أكثر من 40، وهذا يعني أنهم ضمن البدانة المفرطة. لذلك يمكن للوزن الزائد أن يؤدي لاضطراب الوظائف الهرمونية ويزيد من قوة الالتهابات التي تضعف قدرة الجهاز المناعي على محاربة العدوى. ما يتوجّب عليك فعله: إنّ أفضل وسيلة لإنقاص الوزن وتعزيز نظام المناعة هو ببساطة تقليل السعرات الحرارية وزيادة ممارسة الرياضة. كما يمكن لتناول أطعمة مليئة بالخضار والفواكه والحبوب الكاملة أن تساعد في زيادة قوّة الجهاز المناعي. وتظهر الأبحاث أنّ الحصول على أوقات كافية من النوم يقلّص من إفراز هرمون الكورتيزول، والأنسولين اللذان يعززان تخزين الدهون في الجسم. 4- تعتمد في شربك على مياه الآبار أظهرت دراسة حديثة بأنّ نظافة مياه الشرب تلعب دوراً في سهولة الاستجابة للمرض ومقدرة جهاز المناعة على مكافحته. فقد نشرت وكالة البيئة الأميركيّة تقريراً ذكرت فيه أنّ حوالي 25 مليون أميركي ممّن يشربون مياه الآبار التي تحتوي مستويات غير آمنة من الزرنيخ تأثرت الاستجابة المناعية لديهم بشكل سلبي في مكافحة مرض أنفلونزا الخنازير. ما يمكنك فعله: ينصح الخبراء بضرورة إجراء فحص لمياه الشرب لمعرفة مستويات بعض المواد السامّة التي تؤثر سلباً على وظيفة الخلايا المناعيّة، كما يفضل التحول إلى المياه المعبأة في زجاجات، أو الاشتراك في نظام معالجة المياه الذي من شأنه إزالة الزرنيخ. 5- أنفك دائماً جاف يقول الأطباء إنّ سيلان الأنف هو في الواقع علامة دفاع جيد للجهاز المناعي ضد نزلات البرد والانفلونزا؛ وفي الإجمال يقوم السائل المخاطي بالتقاط الفيروسات وإخراجهم من الجسم عبر الأنف، فإذا كانت الممرات الأنفية جافة جداً يكون عندئذ من السهل على الجراثيم الغزاة التغلغل داخل الجسم. كما تسهم بعض الشعيرات داخل فتحات الأنف أيضاً في حماية الجسم عبر منع الجراثيم الداخلة مع غبار الأنف من الوصول إلى الشعيرات الدمويّة ومنها إلى الدم. ما يمكنك فعله: إنّ جفاف الأنف المؤقت يمكن معالجته بترطيب الممرات الأنفية بشكل مستمر بواسطة قطرة خاصّة تضغط السائل المعقم إلى داخل الأنف، كما يمكن استعمال محلول المصل المالح لعملية التروية. أمّا في حالات الجفاف المزمن فيفضل مراجعة الطبيب. 6- أنت فعلا مجهِد ليس من قبيل المصادفة أنّ الإنسان قد يقع في نزلة برد حادّة بعد قيامه بأحد الأعمال المرهقة الطويلة؛ فوفقاً لتقرير صادر عن جمعية علم النفس الأمريكية، فإنّ الإرهاق الطويل الأمد يضعف ردود الجهاز المناعي تجاه مكافحة الفيروسات، وفي حالة الإصابة تزداد الأعراض سوءاً. ونقل موقع «هلث دي نيوز» الأميركي عن باحثين في جامعة كاليفورنيا أن «الإجهاد النفسي يثير جهاز المناعة ويحدث جزيئات لها علاقة بالالتهابات من دون أن يكون لها فائدة». ما يمكنك فعله: المشاركة في صفوف الاسترخاء كاليوغا والتمدّد العضلي تضبط من ضغط الدم وتعدّل الدورة الدمويّة، ممّا ينعكس إيجابيّاً على صحة الجهاز المناعي. وتشير الدراسات بأنّ الرياضة البسيطة كالتنزّه، العمل في حديقة المنزل وغسيل السيارة قد تخرج طاقة التوتر وتحمي الجهاز المناعي عبر تحفيز إفراز هرمون الإندروفين. 7- تتعرّض لهجوم متكرّر يقول الأطباء إنّ الإصابة المتكررة بنزلات البرد، قد تخفي ورائها ضعفاً في سرعة استجابة الجهاز المناعي للمريض. وفي المتوسط يصاب البالغون 1 - 3 نزلات برد كلّ موسم، وتستمر كل واحدة عادةً من 3 أو 4 أيام. إذا كانت فترة المرض لديك أكثر من ذلك، فإنّ ذلك قد يؤشر أنّ لديك مقاومة منخفضة. ما يمكنك القيام به: يعتبر الخبراء بأنّ الحصول على أوقات كافية من النوم، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والاقتراب من نظام غذائي معتمد على العديد من حصص الخضار الطبيعيّة، عوامل مهمّة في تحصين الجهاز المناعي ورفع كفاءته.