يلجأ الكثير من الأشخاص عند الإصابة بالأنفلونزا إلى المضادات الحيوية والأسبرين كعلاج فعال للقضاء على الأنفلونزا، لكن الأمر الذي يغيب عن أذهان الكثيرين هو أن المضادات تدمر جهاز المناعة. إنها حقيقة أصبح يؤكد عليها الأطباء، فالمضادات الحيوية ليس لها أي تأثير على فيروسات البرد لأنها مضادة للبكتيريا وليس لها أي فائدة ضد الفيروسات، بل تقلل من مناعة المصابين بالبرد. كما يحذر الأطباء من خطورة "مجموعة الأنفلونزا" والتي تتضمن (الأسبرين، مضاد حيوي، مضاد للحساسية)، حيث أنها تؤثر على المصابين بالحساسية، وتقلل المناعة، وتسبب النوم، بالإضافة إلى أنها لا تعالج نزلات البرد، وذلك لأن الأسبرين يستخدم على نطاق واسع كمسكن للآلام ومخفض للحرارة ولعلاج الصداع والوقاية من الجلطات وليس لعلاج الفيروسات. تحور "فيروس الأنفلونزا".. أكذوبة إلى ذلك تفيد بعض الأبحاث الطبية الحديثة أنه لم تحدث أية طفرة جينية في فيروس "اتش1 إن 1" المسبب للأنفلونزا الموسمية، وأن التطعيم الحالي هو من نفس الفيروس الذي يستجيب للعلاج، وتصل نسبة الشفاء فيه إلى معدلات مرتفعة. وتهدف أبحاث المناعة الحديثة تهدف إلى تحويل مستقبلات فيروس الانفلونزا إلى مستقبلات عالية الذكاء ترفض الالتصاق بالفيروس، كما أن هناك تجارب ناجحة تعمل على استنباط عقاقير ومواد مستخرجة من بعض أنواع البكتيريا التي تعمل كمضادات للفيروسات وتعطل عملية استقبال والتصاق الفيروسات عند هذه المستقبلات في خلايا الجسم. الرياضة دواء مجاني وأضحت هناك حقيقة أخرى مؤكدة هي أن الإنفلونزا تستأسد عند الأشخاص المصابين بنقص المناعة، كما أن قلة الحركة عامل مشترك أعظم في الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات وهم المسنون والحوامل والأطفال وهم أقل الفئات في ممارسة الحركة عموما والمشي على الخصوص. و يحتاج الجهاز المناعي إلى أنماط حياتية صحية، كالتغذية الجيدة، والنوم الليلي الجيد ومحاربة التوتر، والنمط الحركي المنتظم، وذلك لأن الجهاز المناعي هو جهاز دفاعي يحمي الجسم من الكثير من الأخطار الداخلية والخارجية. وللعضلات أيضاً دور هام في الدفاع عن الجسم وتقوية مناعته، حيث توفر العضلات الطاقة لجميع أجهزة الجسم شاملة الجهاز لمناعي، وتفرز العضلات مجموعة من الوسائط الكيمائية العضلية ضرورية للصحة والمناعة وتفيد في التواصل بين الخلايا وتنسيق وتنظيم وظائف الكثير من أجهزة الجسم. السمنة تزيد الأنفلونزا وتشير الدراسات أن السمنة المفرطة تزيد من مضاعفات مرض الأنفلونزا، وذلك لأن الاستجابة المناعية للقاحات المضادة تعد أقل في البدناء، وتفيد الأرقام أن 46% من المحتجزين في المستشفيات الأمريكية بسبب إنفلونزا "اتش 1 إن 1" لهذا الموسم يعانون من السمنة. وعموما تبقى الاستجابة المناعية لتلقيحات الأنفلونزا أقل في الأشخاص المصابين بالسمنة والسكر وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. في مواجهة ارتفاع حرارة الجسم عند الإصابة بالأنفلونزا وارتفاع درجة حرارة الجسم، ينصح باستخدام كمادات الماء العادي من الصنبور وليست المثلجة، لأن الثلج يجعل الجلد بارداً بصورة خادعة ويزيد من درجة حرارة المريض، ولا ننسى أن الثلج يعد عازلا حراريا والدليل في الإسكيمو الذين يبنون بيوتهم من الثلج يتمتعون بالدفء داخلها. كما ينصح بشرب الماء بوفرة، والتهوية الجيدة عن طريق فتح النوافذ واستخدام المراوح أو درجات معتدلة من التكييف. ويجدر التخفيف من الملابس حتى يسمح للحرارة بالخروج من الجسم عن طريق التعرق، حيث درجة حرارة الجسم أعلى من الجو. كما يوصى بغسل الأيدي وتغطية الأنف والفم بمنديل ورقي عند السعال أو العطس والتخلص منه بصورة صحية، وعند عدم توفر مناديل يجب الكحة أو العطس في الكوع أو الكتف لا في الأيدي العارية، إلى جانب عدم ملامسة العينين أو الفم أو الأنف إلا بعد غسل أو تعقيم اليد.