عاد غياب محمد عبد العزيز، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، عن المشهد السياسي في المنطقة وفي مخيمات تندوف، ليغذي، من جديد، ما تناسل من أخبار في الآونة الأخيرة بشأن تردي وضعيته الصحية، إلى حد حديث الكثيرين عن دنو نهاية "كبير الجبهة"، ووجوده على فراش الموت. وكان لافتا عدم حضور زعيم الانفصاليين اللقاء الذي جمع، قبل أيام قليلة، شخصيات حكومية وعسكرية جزائرية رفيعة المستوى بقيادة جبهة البوليساريو التي مثلها المدعو رئيس وزراء "الجمهورية الصحراوية" عبد القادر الطالب عمر، وأسفر عن تأييد الجزائر علنا للبوليساريو في حربها ضد مصالح المملكة. ويرى مراقبون أنه لو لم يكن عبد العزيز في أشد مراحل مرضه، ولو لم يكن مُسجى على فراش العجز والموت، لما فلت فرصة تواجده في اجتماعٍ اعتبره البعض "حاسما وغير عادٍ"، بالنظر إلى أنه اتسم بحضور الوزير الأول، ووجود الفريق قايد صالح، قائد أركان الجيش الجزائري. في هذا الصدد، يقول أحد الناشطين الصحراويين الذين يقيمون في تندوف، إن "الرائج بين سكان المخيمات أن محمد عبد العزيز يوجد على فراش الموت"، مشيرا، في الآن نفسه، إلى استدعاء أبرز قيادات البوليساريو، وعلى رأسها المسمى الوزير الأول عبد القادر طالب عمر، ومحمد لمين ولد البوهالي. وأفاد سيدي أحمد لعروسي بومهدي، الذي سبق له أن انضم سنة 2012 إلى حركة "شباب التغيير" المطالبة بمحاربة الفساد والقمع داخل تندوف، في تصريح لهسبريس، بأن الساكنة في المخيمات متخوفة من الصراع على السلطة، فيما يروج بقوة أن الجزائر تجهز إبراهيم غالي لخلافة عبد العزيز. وحول سؤال الجريدة بخصوص مظاهر الغنى الذي يرفل فيه "كبير الجبهة"، أوضح المتحدث أنه حسب الظاهر، فإن الرجل يقيم في بناء متواضع في "ولاية بوجدور"، ويتنقل بدون حراسة مشددة، ويقود سيارته بنفسه، وملابسه متقشفة، ويملك منزلا في تندوف، فيما "زوجته خديجة حمدي أكثر ثراء داخل القيادة الانفصالية". واستطرد الناشط الصحراوي، وهو من مواليد مدينة الداخلة، أن لعبد العزيز 5 أولاد، أحدهم في أمريكا، وآخر في إيطاليا، واثنان يقيمان في الجزائر، وواحد فقط يعيش في المخيمات، مشيرا إلى أن القادة الآخرين لا يتورعون في إخفاء مظاهر الثراء الفاحش الذي يعيشونه. وما يزيد من قوة الأنباء التي تشير إلى "شبح الموت" الذي يحلق فوق رأس عبد العزيز، خلال الآونة الأخيرة، الخرجات الإعلامية لقيادات انفصالية تحاول أن تضمن لها موطئ قدم راسخ في الجزائر، وبين سكان تندوف خاصة، مستغلين العجز الصحي الفادح الذي طرأ على صحة زعيم الجبهة. ومن هذه الخرجات ما قام به المدعو البشير مصطفى السيد، الذي يصفه البعض بكونه الرجل الثاني في جبهة البوليساريو، من تهديدات وجهها إلى المغرب، بشأن العودة إلى حمل السلاح، في حالة ما إذا نجح المغرب في إنهاء وجود بعثة "المينورسو" في الصحراء. ويذهب مراقبون كُثُر إلى أنه عدا اسم إبراهيم غالي، مسؤول ما يسمى أمانة التنظيم السياسي لجبهة البوليساريو، يروج اسم آخر بقوة ضمن صف قيادات الجبهة، وهو البشير مصطفى السيد، باعتباره المرشح الأوفر حظا لخلافة عبد العزيز بعد موته السياسي والجسدي.