ندد فاعلون في المجتمع المدني المغربي والاسباني أمس الجمعة ببرشلونة، بالانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان من قبل "البوليساريو"، و بالمحن التي يعاني منها يوميا السكان المحتجزون في مخيمات تندوف في الأراضي الجزائرية. ودعا ميغيل أورتيز رئيس المنظمة غير الحكومية الاسبانية "المنتدى الكاناري الصحراوي" ( فوكاسا) في ندوة صحافية، الى وضع حد فور لمعاناة السكان المحتجزين في مخيمات تندوف، حيث ترتكب انتهاكات ممنهجة لأبسط حقوق السكان الصحراويين.
كما أعرب عن استنكاره، لعمليات تحويل واختلاس المساعدات الإنسانية الدولية الموجهة إلى مخيمات تندوف للتخفيف من معاناة السكان من قبل قادة "البوليساريو"، ولانعدام حرية التعبير في المخيمات وحالات الاختفاء القسري ومن بينهم حتى قادة في هذه الجبهة.
وأعرب أورتيز، من جهة أخرى، عن ترحيبه بإعادة فتح ، الثلاثاء الماضي، قضية المتابعة الجنائية بتهم "الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية" ضد رئيس جبهة "البوليساريو" الانفصالية، المدعو ابراهيم غالي، من قبل المحكمة العليا الاسبانية.
من جانبه، ذكر رئيس جمعية مفقودي "البوليساريو"، بأنه نفسه تعرض لجميع أنواع التعذيب في سجون "البوليساريو" في مخيمات تندوف في الأراضي الجزائرية . وأشار إلى أن جميع ضحايا الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيات "البوليساريو" يريدون أن يتم اعتقال الزعيم الحالي للانفصاليين، المدعو إبراهيم غالي، ليعاقب على الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها بحق العديد من الصحراويين الأبرياء.
وشكلت الندوة الصحفية أيضا، فرصة لمناقشة العديد من حالات التعذيب التي تعرض لها الضحايا الصحراويين ، وكذا انتهاكات حقوق الإنسان من قبل جلادي "البوليساريو" المرتكبة في مخيمات تندوف بتواطؤ تام مع السلطات الجزائرية.
وفي هذا السياق، سلطت خديجتو أحمد محمد، وهي واحدة من العديد من ضحايا هذه الانتهاكات، الضوء على الانتهاكات الممنهجة التي يرتكبها قادة الانفصاليين لا سيما ضد المرأة. وقالت خديجتو، التي عانت من الانتهاكات اليومية التي تمارس في مخيمات تندوف من قبل "البوليساريو"، إنها كانت ضحية لتعذيب وحشي من قبل قيادي بارز في "البوليساريو".
وأضافت أن قضيتها غير معزولة، وأن العديد من النساء تعرضن للاغتصاب أو للتحرش الجنسي في مخيمات تندوف بالجزائر. وكانت خديجتو قد رفعت شكوى في عام 2013 ضد ابراهيم غالي بتهمة الاغتصاب ، وقالت إنها تعرضت للاغتصاب في عام 2010 من قبل الزعيم الحالي للانفصاليين الذي كان في ذلك الوقت "سفيرا للبوليساريو في الجزائر."
من جانب أخر، تم الحديث عن حالة ضحية أخرى من ضحايا انتهاكات "البوليساريو"، وهو رشيد أحمد خليل، الذي رفض في اللحظة الأخيرة ، دعوة المشاركة في هذه الندوة مخافة من أن يتعرض أفراد عائلته القاطنين في المخيمات بالجزائر، الى الانتقام. وقد اختفى والد رشيد، الذي شغل منصب مستشار حقوق الإنسان للرئيس السابق لجبهة "البوليساريو"، محمد عبد العزيز، قسرا.