الالتقاء بالملك محمد السادس، وتحيته والوقوف إلى جانبه، والحديث معه، ثم التقاط صور تذكارية معه...أحداث لا تحصل كل يوم مع كثير من المغاربة، ولعل هذا ما يفسر حالة الانتشاء والحبور التي تعتري الذين التقوا منهم الملك في بلاد الغربة. وأتيحت الفرصة لعدد من المغاربة المقيمين في أمستردام ب"الأراضي المنحفضة" طيلة هذه الأيام لمشاهدة الملك محمد السادس عن قرب، وتجاذب أطراف الحديث معه رأسا لرأس، وأخذ صور خاصة بمعيته، خاصة أنه كان حريصا على تلبية طلبات أغلب من كانوا يتحينون فرصة الالتقاء به. ولم تكن الساحة المقابلة للفندق الذي يقيم فيه العاهل المغربي (والدورف أستوريا) فقط هي الفضاء الذي سمح لعدد من مغاربة هولندا بالالتقاء بالملك، بل أينما حل وارتحل في جولاته الليلية والصباحية على السواء، إذ التقى به مهاجرون في حديقة "كوكينهوف" الشهيرة، كما تحدثوا إليه في متحف "ريكس" التاريخي. ويحكي في هذا الصدد عبد المنعم الغزاوي، مهاجر مغربي بهولندا، في تصريحات لهسبريس، كيف التقى بالجالس على عرش المملكة، قائلا: "مر لقائي بالملك في أجواء مفعمة بالود والطيبوبة. وكانت بالنسبة لي مفاجأة العمر أن ألتقي الملك الذي بادر إلى سؤالي أين تقطن عائلتي في المغرب". وتابع عبد المنعم: "أجبت الملك بأنني أقطن في مدينة المضيق، ثم سألني إن كنت سأسافر إلى الوطن في فصل الصيف، فأجبته: بالتأكيد نعم، فقال لي بالحرف: "مرحبا بكم في وطنكم الأم"، فشكرته على لطفه وتعامله، وطلبت منه صورة تذكارية، فلم يمانع، وأشار إلى حارسه للقيام بذلك". وقبل أن يغادر الملك محمد السادس المكان، يقول عبد المنعم، "خاطبته بالقول: "نصركم الله وحفظكم"، وعندما استقل سيارته الخاصة التفت إلي مشيرا بتحية الوداع، فبادلته التحية ذاتها"، مضيفا أن "تواضع الملك فاجأ الكثيرين ممن شاهدوه في هولندا". من جهته أورد مهاجر مغربي شاب يدعى عادل الصبحي، في تصريحات لجريدة هسبريس، أنه كان له شرف لقاء ملك البلاد في أمستردام، بعد أن قضى ليلية بيضاء بلا نوم، ليتمكن من التقاط صور تذكارية رفقة صديقه مع العاهل المغربي الذي لم يرفض طلبهما. واستطرد المهاجر بالقول إن الملك محمد السادس عاجله بمعية صديقه بالسؤال عن أحوالهما في بلاد المهجر، فرد عليه الشابان بأن أمورهما بخير والحمد لله، قبل أن يطلبا منه إمكانية توثيق تلك اللحظات بصور خاصة، فلبى طلبهما بكل أريحية. وأردف عادل بأنه لم يصدق بعد أن عينه اكتحلت برؤية الملك. وأما سفيان فاز، الذي ينحدر من الدارالبيضاء، فقد صرح للجريدة بأنه التقى الملك في متحف Rijksmuseum الشهير، مضيفا أن شعورا لا يوصف خالجه بلقاء العاهل المغربي، وأردف بالقول: "الملك شخص لطيف وخجول، وقابل أسرتي الصغيرة بوجه بشوش وصدر رحب". وتابع المتحدث: "أخذ الملك باقة من الورود من يد ابنتي وئام، كما احتضنها رفقة ابني نسيم، بعواطف أبوية جياشة صادقة"، مضيفا أن "العاهل المغربي تبادل أطراف الحديث معه ومع زوجته زهيرة"، ليخلص إلى أن "الملك محمد السادس منح الكثير من الدفء لمغاربة هولندا"، وفق تعبيره.