دعا المفكر الفرنسي إدغار موران، إلى ضرورة تربية الشباب على انتقاد الخطاب الموجه إليهم، كشرط أساسي للحد من العنف، الذي يتجلى في الأعمال الإرهابية، مشددين على ضرورة إصلاح المناهج التربوية، وتعزيز القيم الإنسانية القائمة على الحرية والعدالة. جاء ذلك خلال محاضرة لموران، في العاصمة التونسية، نظمهما مركز الدراسات الاستراتيجية، التابع لرئاسة الجمهورية، ضمن سلسلة "لقاءات قرطاج"، التي تطرح مسألة "الفكر في مواجهة العنف". وقال المفكر وعالم الاجتماع الفرنسي، إدغار موران، في محاضرته، إن "مقاومة الفكر المبني على العنف يكون أولا، بإصلاح المنظومة التربوية، وتربية الشباب على فهم الآخر وتقبله، لأنه شبيه لنا ولكنه في نفس الوقت مختلف بتميزه وسلوكه وثقافته". وأضاف، أن ''إصلاح مناهج التربية يتطلب وقتا، ولكن يجب الإنطلاق فيه بأقرب وقت ممكن، على أن يستهدف الشباب بين (11 و17 عاما)، حيث تتشكل شخصية الشاب في هذه الفترة". وشدد الفيلسوف الفرنسي، على ضرورة "بث الأمل" في المجتمع من خلال القيم الإنسانية القائمة على الحرية والعدالة، مؤكدا، أن ''فقدان الأمل وتراجعه يغذي تنظيم داعش ". والمفكر "موران" ( 95 عاما)، فيلسوف وعالم اجتماع فرنسي معاصر، ومن أشهر مؤلفاته ''ثقافة أوروبا وبربريتها'' و'إلى أين يسير العالم؟ ''. بدوره، قال المفكر والباحث التونسي في الحضارة الإسلامية، عبد المجيد الشرفي، إن "خطاب العنف يرتكز على 3 مفاهيم أساسية، أولها المحاكاة، حيث يقلد من يقع في براثن الفكر الإرهابي من يعتبره الأقوى والأسلم، ويجب هنا التربية في نطاق الأسرة والمدرسة، على عدم القبول بالوصاية من أحد إلا عن طيب خاطر". وأضاف، أن "المفهوم الثاني، يتمثل في الخوف من الفتنة، فما يجمع عليه أفراد المجتمع هو القدر الضروري للحياة الجماعية المنظمة، إضافة إلى الخوف من الاختلاف وهو ما من شأنه أن يطمس شخصية الفرد، وهذا وريث النظام القبلي، في المجتمعات التقليدية ويجب تجاوزه". وتابع، أن "المفهوم الثالث الذي يرتكز عليه خطاب العنف، هو بث الشعور بالذنب لدى من يخالف السائد في المجتمع، الأمر الذي ما يٌعرقل من استقلال الشخصية'.