لا زالت تداعيات وتفاصيل الهجمات الإرهابية التي استهدفت العاصمة البلجيكية بروكسيل تتكشف يوما بعد آخر، فقد أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، "داعش"، لأول مرة عبر شريط فيديو، مسؤوليته عن تلك التفجيرات، بعد أن كان قد تبناها عبر بيان مكتوب. وأشاد منتمون ل"داعش" بالهجمات الإرهابية على بروكسيل، التي راح ضحيتها قتلى وجرحى، متوعدين السلطات والمواطنين البلجيكيين ب"هجمات جديدة"، حيث أظهر شريط فيديو، من زهاء 8 دقائق، المدعو ب"عبد الله البلجيكي" متوعدا بروكسيل، وهو نفسه الذي كان قد ظهر، قبل قرابة سنة، في شريط مماثل يهدد كلا من فرنسا وبلجيكا. الشريط الجديد، الذي كان يتحدث خلاله "داعشيان" باللغة الفرنسية، تضمن تصريحات تعرض "إحلال السلام مع الغربيين مقابل وقف العمليات العسكرية ضد التنظيم بسوريا"، وتوجيه "تهديدات مباشرة لبلجيكا باعتبارها عضوا في حلف شمال الأطلسي"، وتشارك في التحالف ضد "داعش". وارتباطا بالتحقيق المتعلق باعتداءات بروكسل، تم احتجاز ثلاثة أشخاص من بين الستة الذين اعتقلوا ليلة الخميس، وأطلق سراح الثلاثة الآخرين بعد الاستماع إلى أقوالهم، فيما ظهر اسم جديد وهو فيصل شيفو، أحد الذين تم اعتقالهم يوم الخميس على الطريق المداري حول بروكسيل، وتم التحفظ عليه. وكان شيفو، المنحدر من بروكسيل، قد ندد، في أشرطة فيديو نشرت على الإنترنت، باعتقال مهاجرين غير شرعيين في المركز المغلق "bis 127". وسبق للشرطة أن اعتقلته مرات عدة بحديقة "ماكسيمليان"، أمام مكتب الأجانب، حين كان يحاول "نشر إسلام متطرف بين طالبي اللجوء أو المهاجرين غير الشرعيين. وقد أبلغ عنه عمدة بروكسيل النيابة العامة عدة مرات"، وفق تعبير وسائل إعلامية بلجيكية. ويتساءل المحققون عن دور فيصل شيفو، وما إن كان هو "الرجل الغامض صاحب القبعة والمعطف الأبيض الذي كان يرافق الانتحاريين بمطار بروكسيل"، كما أشارت وسائل إعلام إلى أنه رفض التعاون مع السلطات المختصة حين استجوابه، مشيرة إلى أن لا شيء يشير في هذه المرحلة إلى أن فيصل شيفو هو الرجل الهارب بعد تفجيرات مطار "زافينتيم"، والذي يظهر على تسجيلات كاميرا المراقبة وهو يرتدي معطفا فاتح اللون وقبعة. في غضون ذلك، تم التعرف، رسميا، على نجيم العشراوي كواحد من انتحاريي مطار "زافينتيم"، حيث تم العثور على حمضه النووي على المواد المتفجرة، ولا تزال العمليات مستمرة في الوقت الذي لم يدل فيه المدعي العام البلجيكي بأي تعليق.