لا زال المنتظم الصحي العالمي يقاوم مرض السل الذي يودي بحياة مليون ونصف مليون شخص سنويا، حيث يشكل اليوم العالمي لمحاربة داء السل، 24 مارس، مناسبة للتحسيس بخطورة هذا الداء الذي يعتبر ثاني الأمراض الجرثومية القاتلة بعد مرض "الإيدز"، زيادة على كونه مشكلة من مشاكل الصحة العمومية الرئيسية بالمغرب. أخصائية أمراض الجهاز التنفسي والسل، هدى الوليل، أوضحت أن انتشار العدوى يتم أساسا عبر الجهاز التنفسي، موردة أن نحو ثلث ساكنة العالم يحملون جرثومة السل التي تصبح مسببة لمرض 10 بالمائة منهم، وترتفع هذه النسبة عند الأشخاص الحاملين لفيروس نقص المناعة المكتسبة، أو عند الأفراد الذين يعانون من ضعف في جهازهم المناعي لسبب أو لآخر. وليل أبرزت، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن مرض السل يصيب بالخصوص الرئتين ويتكاثر فيهما، وفي بعض الحالات ينتشر بواسطة الجهاز اللمفاوي أو مجرى الدم ليصل إلى مختلف أعضاء الجسم كالغدد اللمفاوية، والجهاز العصبي، والجهاز الهضمي، والعظام. وبينت المتحدثة أن من أهم أعراض داء السل الرئوي، السعال لأكثر من 15 يوما مع ارتفاع حرارة الجسم وتعرقه، خصوصا في الليل، مع فقدان المريض شهيته للأكل ووزنه وشعوره بالعياء، وفي كثير من الأحيان يبدأ في بصق الدم. أخصائية مرض السل لفتت إلى أن العلاج متوفر مجانا بالمغرب، ويؤخذ الدواء على شكل أقراص تبلع يوميا في الصباح ساعتين قبل وجبة الفطور، وتبدأ أعراض المرض في التراجع منذ الأسابيع الأولى للعلاج، إلا أنه على المريض متابعة علاجه طيلة المدة المحددة من طرف الطبيب، وهي مدة لا تقل حاليا عن 6 أشهر. "يطلب من المريض الالتزام بمدة العلاج والرجوع بشكل دوري إلى طبيبه المعالج ليتابع معه عملية الشفاء، حيث إن تناول الدواء بصفة غير منتظمة يؤدي إلى صعوبة علاج المرض واكتساب الجرثومة صفة مقاومة الدواء الاعتيادي"، تقول الدكتورة. ارتباطا بالموضوع ذاته، قال تقرير حديث صادر عن منظمة "التعاون الإسلامي" إن عدد المصابين بمرض "السل" في الدول ال57 الأعضاء، يُقدر ب2.1 مليون مصاب، يمثلون 22 بالمائة من مجموع المصابين عالمياً البالغ عددهم 9 ملايين. الوثيقة المنشورة تزامنا مع اليوم العالمي لمكافحة داء السل، كشفت أن أزيد من 397 ألف مريض يتوفون سنوياً بسبب هذا المرض في دول التعاون الإسلامي، يمثلون 18.8 بالمائة من مجموع المصابين، و26 بالمائة من مجموع الوفيات العالمية بهذا المرض البالغ عددها 1.5 مليون وفاة سنوياً. وأفاد تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية بأن معدل الوفيات الناجمة عن السل انخفض بنسبة 47 بالمائة منذ عام 1990، معظم هذا التحسن تم تسجيله منذ عام 2000 عندما تم وضع الأهداف الإنمائية للألفية، مشيرا إلى أن التشخيص والعلاج الفعال للسل نجحا في إنقاذ حياة ما يقدر بنحو 43 مليون شخص بين عامي 2000 و2014. التقرير الأممي أكد تحقيق غاية الأهداف الإنمائية للألفية المتعلقة بوقف حالات السل وتحقيق انحسارها على الصعيد العالمي، وذلك في كل إقليم من أقاليم المنظمة الستة وفي 16 من البلدان التي تعاني من ارتفاع عبئ السل، والبالغ عددها 22 بلداً تستأثر مجتمعة بحوالي 80 بالمائة من حالات السل.