ساعات قليلة بعد إعلان السلطات الأمنية الفرنسية إحباط عملية إرهابية كانت في مراحلها الأخيرة قبل التنفيذ، بدأت تتضح معالم هذا التحرك العدوانيّ، إذ أعلنت الشرطة الفرنسية العثور على كمية كبيرة من الأسلحة والمتفجرات التي كان من شأنها أن تؤدي إلى نتائج أكثر دموية من "هجمات بروكسيل" الأخيرة. ومباشرة بعد إعلان وزير الداخلية الفرنسي، يوم أمس، اعتقال شخص في ضواحي باريس، كان يخطط للقيام بعملية إرهابية فوق التراب الفرنسي، كشفت عدد من وسائل الإعلام المشتغلة بالجمهورية عن العثور، في منزل الشخص المعتقل ،على كمية كبيرة من الأسلحة والمتفجرات، بالإضافة إلى عدد من جوازات السفر المسروقة. وقامت الشرطة الفرنسية باحتجاز 5 بندقيات كلاشنيكوف، و8 خزانات للرصاص، بالإضافة إلى 7 مسدسات، وعدد من الأعيرة النارية، بالإضافة إلى كتاب يبيّن طريقة صنع القنابل؛ كما عثرت على كمية كبيرة من المتفجرات، وأجهزة أخرى تستعلم في صناعة الأحزمة الناسفة. وقالت وزارة الداخلية الفرنسية إن المشتبه فيه، الذي تم اعتقاله يوم أمس، سبق أن تمت إدانته غيابيا، رفقة عبد الحميد أباعود، الذي يعتبر العقل المدبر لهجمات "13 نونبر" بباريس، وحكم عليه في بلجيكا بتهمة الانضمام إلى مجموعة مسلحة. ولازالت الشرطة الفرنسية تبحث عن أشخاص آخرين متورطين مع الشاب الذي يدعى "رضا،" وترجح أن يكون هناك شركاء آخرون له في العملية التي كان ينوي تنفيذها. ورفض وزير الداخلية الفرنسية، برنار كازنوف، أن يربط بين العملية المحبطة وهجمات باريسوبروكسيل، مؤكدا أن التحقيقات لازالت مستمرة لمعرفة الشبكة التي تقف وراء الشاب المعتقل. وكان العنصر نفسه، البالغ من العمر 34 سنة، موضوعا ضمن قائمة المسجلين "خطرا"، بعد أن حوكم غيابيا في بلجيكا، وأدين بعقوبة سالبة للحرية مدتها 10 سنوات، وإلى حد الآن مازالت الأجهزة الأمنية الفرنسية تبحث في الطريقة التي تمكن بها من الدخول إلى فرنسا والحصول على كمية كبيرة من الأسلحة. وتعيش الأجهزة الأمنية الفرنسية حالة استنفار قصوى للبحث عن عناصر آخرين متورطين في التنسيق مع "داعش" بأوروبا، خصوصا أن التقديرات تشير إلى كون عبد الحميد أباعود، حين عودته إلى القارّة، قد اصطحب معه حوالي 90 فردا ممّن تلقوا تدريبات حربيّة في سوريا والعراق.