بعد المغربي رضوان حكاوي، الملقب بأبي خالد المغربي والذي قُتل خلال عملية مداهمات نفذتها الشرطة البلجيكية بحر الأسبوع الجاري في مدينة فيرفيي، لصدّ ما وصفته استعداد متطرفين عائدين من سوريا لشنّ هجمات "على مستوى كبير"؛ يجري البحث حاليا عن مغربي آخر، يدعى عبد الحميد أباعود، لوصفه "عقلا مدبرا" لتلك الاعتداءات المحبطة في بلجيكا. ويعتقد أن المغربي عبد الحميد أباعود، 27 سنة والملقب بأبي عمر السوسي، الزعيم المفترض والعقل المدبر للخلية التي ضبطت الخميس الماضي في بلجيكا، وهي الشخصية البلجيكية الجنسية ومغربية الأصل، المعروفة في الأوساط القتالية الموالية ل"داعش" في سوريا، حيث تظهر صوره في عدد من أشرطة الفيديو الدعائية للتنظيم على الأنترنت، حيث يظهر تارة وهو يحمل أسلحة نارية وأخرى وهو يقود سيارة تسحل جثثاً مثلت بها. وتأكد لدى محققي مكتب التحقيقات الفدرالي البلجيكي ضلوع عبد الحميد، الذي نشأ في حي "مولنبيك" الشعبي في بروكسل، في الإعداد لتنفيذ عمليات إرهابية ضد رجال الشرطة في بلجيكا، فيما أشارت مصادر إعلامية أن التحقيقات قد بُوشرت منذ رأس السنة الميلادية، على إثر صدور اتصالات "مشبوهة" كان يتلقاها معتقل في سجن "لانتين" قرب مدينة لييج، شرق بلجيكا. وفي الوقت الذي ألقت فيه السلطات اليونانية القبض على 4 مشتبه بصلتهم بخلية "أباعود"، نفت السلطات البلجيكية أن يكون من ضمنهم العقل المدبر من أصل مغربي، للخلية التي داهمتها الشرطة البلجيكية يوم الخميس، وهي العملية الأمنية التي خلفت مقتل اثنين من أعضائها في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في مدينة فيرفير البلجيكية، إلى جانب العثور على أسلحة وذخيرة وأزياء لرجال شرطة. وترتبط أسرة أباعود، ذات الأصل المغربي والتي هاجرت قبل 40 سنة لأب يشتغل حاليا كصاحب متجر في بروكسيل، بالقتال في سوريا، حيث ظهر الابن الأصغر يونس أباعود، ذي 13 ربيعاً، وهو يحمل سلاح كلاشينكوف شهر غشت الماضي، في سوريا معلنا انضمامه إلى تنظيم "داعش" بجانب أخيه الأكبر عبد الحميد. ووُصف الطفل يونس وقتها، من طرف وسائل الإعلام الأجنبي، ب"أصغر داعشي أجنبي"، انضم إلى 5 آلاف مقاتل مراهق في سوريا ضمن كتائب "دولة البغدادي"، ممن يحملون جوازات سفر أوروبية، بعد أن ترك مقاعد الدراسة ومتعة الاصطياف ببلجيكا، فيما أظهرت صور أخرى ليونس وهو يرتدي حزاما ناسفا فوق لباس رياضي، واضعاً فوق رأسه قبعة سوداء نقشت عليها عبارات إسلامية باللون الأبيض. وما تزال حالة الاستنفار سارية في بلجيكا التي رفعت من مستوى التأهب الأمني، تحسّباً لهجمات مُتطرفة محتملة، بعد أن أنهت شرطة البلاد في مدينة فيرفيي، يوم الخميس، حياة اثنين ممن وصفوا ب"الجهاديّين"، كانوا يستعدون لشنّ هجمات "على مستوى كبير"، إذ قررت السلطات أمس السبت، نشر 300 جندي تدريجيّاً، في عدد من المدن، خاصة بروكسل. وتعمد عدد من الدول الأوربية، منها فرنساوبلجيكا وألمانيا والنمسا، لاتخاذ إجراءات أمنية احترازية، تحسبا لأية هجمات إجرامية جديدة، بعد تلك التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس، قبل نحو أسبوعين، واستهدفت مقر صحيفة "شارلي إيبدو" ومناطق أخرى، ما أدى إلى مقتل حوالي 17 شخصاً بينهم صحفيون ورجال شرطة و3 من المشتبه بهم في تنفيذ تلك الهجمات.