استأثر باهتمام صحف بلدان أمريكا الجنوبية، الصادرة اليوم الأربعاء، جملة مواضيع في مقدمتهاº زيارة الرئيس الأمريكي الرسمية للأرجنتين، وإدانة كل من الشيلي والبرازيل لهجمات بروكسيل، وكذا إطلاق مرحلة جديدة من عملية الكشف والمتابعة لأطراف الفساد داخل شركة النفط بتروبراس بالبرازيل. ففي الأرجنتين، خصصت الصحف أبرز تعليقاتها لزيارة الرئيس أوباما. وفي هذا الصدد، أوردت صحيفة (كلارين) أن الرئيس أوباما وصل صباح اليوم إلى بوينس آيرس قادما إليها من كوبا، في زيارة "تاريخية" من شأنها أن تنهي سنوات من "الجفاء" التي ميزت العلاقة بين المنظومة "الكيشنيرية" (في إشارة إلى الرئيس الأرجنتيني الراحل نيستور كيرشنر وزوجته كريستينا دي كيرشنر) وإدارتي جورج دابليو بوش وأوباما. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الزيارة ستتميز بالمحادثات التي سيجريها الرئيس الأمريكي مع نظيره الأرجنتيني ماوريسيو ماكري، وبالتوقيع على سلسلة من اتفاقيات التعاون بين بوينس آيرس وواشنطن، لاسيما في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان والتجارة. وذكرت صحيفة (لا ناسيون) التي وصفت أيضا هذه الزيارة بال"تاريخية" بأن آخر زيارة لرئيس أمريكي إلى هذا البلد تعود إلى عام 2005، حين شارك الرئيس جورج بوش سابقا في القمة الرابعة للأمريكتين في مار ديل بلاتا. وفي الشيلي، توقفت الصحف، على الخصوص، عند الهجمات الإرهابية التي هزت أمس مطار ومحطة أنفاق مترو بروكسيل. وهكذا، تناقلت الصحف إدانة الشيلي لهذه الهجمات التي استهدفت مطار بروكسيل زافينتيم ومحطة مترو مالبيك وأسفرت عن مقتل وجرح العشرات. ونقلا عن رئاسة الجمهورية، أوردت صحيفة (لا تيرسيرا)، الواسعة الانتشار، تصريحات الرئيسة ميشيل باشيليت، التي أعربت فيها باسمها ونيابة عن حكومة وشعب بلادها عن "الإدانة القوية" لهذه الهجمات الإرهابية "الجبانة" وعن حزنها العميق لما أسفرت عنه من قتلى وجرحى أبرياء، وشددت فيها على إدانة جميع أعمال العنف والإرهاب، كما عبرت عن تضامن بلادها مع الحكومة البلجيكية. وفي البرازيل، توقفت الصحف أيضا عند اعتداءات بروكسيل، وكذا عند إطلاق مرحلة جديدة من عملية الكشف والمتابعة لأطراف الفساد داخل شركة النفط بتروبراس. ففي ما يتعلق بهجمات بروكسيل التي أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنها، أشارت يومية (استادو دي باولو) إلى أن هذه الهجمات كشفت بأن هذه الشبكة الإرهابية هي "أوسع انتشارا في أوروبا وأكثر تطورا مما كنا نتصور". ونقلا عن مصادر من مصالح الاستخبارات العراقية، أشارت الصحيفة إلى أن اعتداءات بروكسيل تأتي كرد فعل انتقامي لاعتقال صلاح عبد السلام، المشتبه به الرئيسي في هجمات 13 نونبر الأخير بباريس، معتبرة أن الفترة القصيرة الفاصلة ما بين القبض على عبد السلام وهجمات بروكسيل أبانت عن "هشاشة" مصالح الاستخبارات الأوروبية. وسجلت الصحيفة أن استهداف بروكسيل يحمل رسالة مفادها بأنه إذا تم اعتقال شخص فإن الكثيرين يوجدون على أهبة الاستعداد للتدخل، ملاحظة أن الهجوم غير وجه بروكسل التي أصبحت منذ 2014 "قاعدة خلفية للجهاديين".وأضافت الصحيفة أنه "بما لا يقل عن 500 من الجهاديين بالعراق وسورية، فإن لبلجيكا، من الآن فصاعدا، الرقم القياسي لعدد الإرهابيين المشتبه بهم بالنظر لساكنة أوروبا". وعلى صعيد آخر، أوردت (فولها دي ساو باولو) أن مارسيلو أودبريشت، الرئيس المدير العام لشركة أودبريشت حكم عليه ب19 سنة سجنا لتورطه في قضية فساد ذات صلة بشركة بتروبراس، فيما قرر عدد من المسؤولين بالشركة إبرام اتفاق مع العدالة. ونقلت الصحيفة عن بيان صادر عن الشركة أن اتخاذ هذا القرار يأتي في وقت تجري فيه الشرطة البرازيلية عشرات المداهمات والاعتقالات للمشتبه في انتمائهم إلى شبكة المحاسبة لمجموعة أودبريشت. وأوضحت اليومية أن الأشخاص الموقوفين سيتابعون بارتكاب "جرائم الفساد، وتهريب رؤوس الأموال والجريمة المنظمة وغسل الأموال"، مضيفة أن الاعترافات التي ستلي الاتفاق الذي ابرمه بعض المشتبه بهم في هذه القضية مع العدالة قد تكشف الستار عن عدد من المتورطين والمستفيدين من شبكة الفساد المنسوجة حول بتروبراس. وفي موضوع آخر، سجلت (اوغلوبو) أن القاضي روزا ويبر عن المحكمة الاتحادية العليا أقر، أمس، إجراء تعليق دخول الرئيس السابق، لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، إلى الحكومة، والذي اعتمده الجمعة الماضية قاض آخر بنفس المحكمة. وأشارت الصحيفة إلى أن القاضي حكم بعدم قبول الطلب المقدم خلال عطلة نهاية الأسبوع من قبل الفريق القانوني للولا ذا سيلفا لتمكينه من حقيبته الوزارية، وذلك لعدم إمكان إلغاء قاضي بهذه المحكمة لقرار عضو آخر فيها.