تتسارع التطورات في بلجيكا بعد الهجمات التي تعرضت لها العاصمة بروكسيل، وسقط ضحيتها العشرات بين قتلى وجرحى، واستهدفت كلا من مطار ومحطة ميترو بروكسيل. فبعد أن أفادت وسائل إعلام بلجيكية بأنه تم إلقاء القبض على نجيم العشراوي، أحد أبرز المطلوبين في أوروبا حاليا، لارتباط اسمه بهجمات باريسوبروكسيل، تبين أن المشتبه به الذي تم القبض عليه، صباح اليوم الأربعاء بأندرلخت، ليس العشراوي، وإنما هو شخص آخر. ويعد العشراوي من أكثر المطلوبين في القارة الأوروبية، بعد أن تم اكتشاف حمضه النووي على إحدى المواد المتفجرة بالعاصمة الفرنسية باريس، على خلفية الهجمات الإرهابية التي شهدتها خلال الثالث عشر من نونبر الماضي وراح ضحيتها 130 شخصا. وكانت وسائل إعلام أمريكية قد كشفت أن العشراوي من مواليد المغرب، ويبلغ من العمر 24 سنة، وترعرع في حي "شيربيك"، ثم تدرب في سوريا قبل أن يعود إلى أوروبا. وقد تبين أنه لازال حرا طليقا وأن البحث عنه جاريا. وتعيش بروكسيل حالة من التأهب الأمني وصل إلى أقصى درجاته، إذ تقوم عناصر الأمن البلجيكي بعدد من المداهمات، وتفتيش عدد من المناطق، من أجل الوصول إلى المشتبه بهم بارتكاب الهجمات التي تعرض لها المطار ومحطة الميترو، في وقت ذهبت فيه عدد من التحليلات إلى الربط بين الهجمات التي عرفتها باريس في 13 نونبر 2015 وتلك التي هزت بروكسيل أمس الثلاثاء. وأكد المدعي العام البلجيكي، فريديرك فان لووي، خلال ندوة صحفية عقدها اليوم، أن البحث لا يزال جاريا عن المشتبه فيه الثالث، في حين تم الوصول إلى هوية الأخوين البكراوي من خلال بصماتهما في المطار. وأكد المسؤول أن المشتبه به الثالث قد ترك وراءه حقيبة بها كمية كبيرة من المتفجرات، بينما تشبث المدعي العام بالرفض تجاه مطالب الصحفيين الراغبين في الكشف عن هوية الشخص الذي تم إلقاء القبض عليه صباح اليوم. وقال المصدر ذاته إنّه قد تم العثور على حاسوب من منقولات إبراهيم البكراوي في حاوية للقمامة، وزاد أن معطيات الموجودة به تفيد بأنه يعيش حالة من الحيرة بعد اعتقال صلاح عبد السلام، وأنه تخوّف من سجنه إذا لم يقم بالعملية الإرهابيّة. وتغاضى المدعي العام الفيدرالي عن إعطاء معلومات وافرة عن سير التحقيقات، من اجل النأي عن أي تأثير على أداء المحققين، فيما كشف بأن تعداد القتلى قد وصل إلى 31 قتيلا في موقعَي المطار والميترو، بينما بلغ عدد المصابين 270 جريحا.