حظي مقترح الحكم الذاتي الذي يقدمه المغرب كحل للنزاع حول الصحراء بإشادة كبيرة من قبل المتدخلين في منتدى "كرانس مونتانا"، الذي ينظم للمرة الثانية على التوالي بمدينة الداخلة. ومنذ انطلاقة أشغال المنتدى وأولى جلساته، أمس الجمعة، أثير موضوع النزاع حول الصحراء الذي امتد إلى أكثر من أربعين سنة، حيث كانت البداية بالرسالة الملكية التي وجهها العاهل المغربي محمد السادس إلى المشاركين، وأكد خلالها أن المغرب يطمح إلى أن يجعل من الأقاليم الجنوبية أقطابا اقتصادية ليس فقط على الصعيد الوطني أو المحلي، وإنما أيضا على الصعيد الإفريقي، لكي تكون صلة وصل بين القارة الإفريقية والأوروبية، وذلك في إطار الجهوية الموسعة، ومقترح الحكم الذاتي. رسالة الملك محمد السادس حظيت بإشادة عدد من المنظمين والمشاركين في المنتدى، حيث نوّه رئيس المنتدى، السويسري جون بول كارترون، بمضامين الرسالة، مشددا على أن تنظيم المنتدى للمرة الثانية على التوالي بمدينة الداخلة يأتي بفضل ما تتوفر عليه المدينة من موارد، ومؤكدا أنها تعتبر نموذجا للتنمية في القارة الإفريقية. وعلى الرغم من تخصيص الحيّز الأكبر من ندوات منتدى "كرانس مونتانا" لقضايا التعاون بين دول الجنوب، وقضايا الهجرة والحكامة الاقتصادية، إلا أن قضية الصحراء كان لها نصيب ضمن فعاليته، حيث تحدث عدد من المنتخبين الصحراويين، ضمن ندوة حول الجهوية خلال اليوم الثاني، عن أهمية المقترح المغربي القاضي بمنح الحكم الذاتي للأقاليم الصحراوية في إطار السيادة المغربية، عكس جبهة البوليساريو التي لازالت تتمسك بخيار انفصال هذه الأقاليم عن تراب المملكة. وشكل الحضور الوازن لعدد من الوفود الإفريقية في المنتدى علامة بارزة، بالإضافة إلى التغطية الإعلامية التي خصصت له، وهو ما أثار حنق جبهة البوليساريو، التي خرجت للتنديد بتنظيم المنتدى للمرة الثانية على التوالي بمدينة الداخلة. ورغم أن هجوم البوليساريو خلال هذه السنة لم يكن بالحدة التي طبعته خلال العام الماضي، إلا أن القيادي في الجبهة، محمد سيداتي، انتقد تنظيم المنتدى بالمدينة، حيث راسل قناة "يورو نيوز"، باعتبارها القناة الرسمية لنقل فعاليات "كرانس مونتانا"، وطالبها بالتوقف عن تغطية أشغاله. وقال سيداتي للقناة الأوروبية إن "الداخلة موجودة في الحقيقة بالصحراء الغربية التي تعتبر ترابا يحتله المغرب بغير حق، وهو محل مسار جار لتصفية الاستعمار تحت رعاية الأممالمتحدة"، على حد تعبيره، مضيفا أن "الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، بان كي مون، جدد التأكيد، مؤخرا، أن مسألة الصحراء الغربية هي مسألة تصفية استعمار".