معارك حزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة لا تنتهي، ويتعلق الأمر، هذه المرة، بندوة دولية حول الكيف والمخدرات ينظمها حزب "الجرار" على مدى يومين، انطلاقا من الأمس، بطنجة، من المنتظر أن يصدر عنها "نداء الريف"، الذي سيتم توجيهه إلى دورة الأممالمتحدة الخاصة بسياسات المخدرات، وهو الأمر الذي لم يرق لحزب "المصباح" الذي اتهم "البام" بإقصائه من الموضوع. وأعلن فريق مستشاري العدالة والتنمية بجهة طنجة- تطوان- الحسيمة، في بيان لهم، عن مقاطعتهم لأشغال الندوة بسبب ما أسموه "الغموض الذي تنوي الرئاسة إصداره في ما سماه نداء الريف"، مشيرين إلى أن الموضوع لم يحظ بأية جلسة مناقشة بين الفرقاء السياسيين المشكلين للمجلس. وزاد البيان قائلا إن "عملية الإعداد لتنظيم الندوة أقصت وجهات النظر المختلفة، خاصة وجهة نظر فريق العدالة والتنمية"، مشيرين إلى أنهم سجلوا تحفظهم في هذا الإطار، إضافة إلى العمل على إخبار الرئاسة بالأمر دون تلقي أي جواب. واعتبر المصدر نفسه أن مناقشة موضوع الكيف من قبل "البام" في الوقت الحالي، "يندرج ضمن أجندة انتخابية ضيقة، في الوقت الذي يحتاج فيه بلدنا للتركيز على القضايا الوطنية الكبرى، خاصة في هذه الظرفية التي تتميز بالإجماع الوطني حول قضية وحدتنا الترابية"، على حد قول البيان، موردا أن إصدار أي إعلان في هذا الموضوع سيكون "ملزما" فقط لمن سيصدره. البيان أكد أن موضوع زراعة نبتة الكيف بشمال البلاد يعد من القضايا الحساسة التي تتطلب التفكير الجماعي لإيجاد الحلول المناسبة، مشيرا إلى أن مجلس الجهة سبق أن برمج مبالغ مالية "مهمة" لإعداد دراسة دقيقة حول موضوع القنب الهندي، لتدقيق فهم الواقع ولبلورة الحلول التنموية والبدائل الملائمة. يذكر أن تقنين زراعة القنب الهندي واحد من المشاريع التي كان قد جاء بها حزب الأصالة والمعاصرة، بعد بروز أول مقترح في هذا الصدد للحقوقي شكيب الخياري.. إذ يعتبر إلياس العماري، الأمين العام لل"بام"، أن "الأمر يتعلق بزراعة نبتة كباقي النباتات تستعمل في أكثر من 50 مادّة نافعة للإنسان؛ كالأدوية والمواد الصناعية وغيرها"، وفق تعبيره، بينما تؤكّد التقارير الدولية المختصّة وجود ما ينيف عن 3500 مادّة ذات المفعول الإيجابي نفسه تجاه البشريّة.